سعر الدجاج بالأسواق اليوم الاثنين فى المنوفية.. الفراخ البيضاء ب 74 جنيها    قطع الكهرباء عن عدد من قرى المحمودية بالبحيرة لمدة 7 ساعات    قافلة المساعدات ال 54 من زاد العزة تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة    التاريخ ويتوج بكأس العالم للشباب    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى العجوزة دون إصابات    مراقب مزلقان ينقذ سيدة حاولت العبور وقت مرور القطار بالمنيا    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص بمدينة 6 أكتوبر    مونديال الشباب بين أنياب أسود الأطلس، المغرب تطيح بالأرجنتين وتتوج بطلا لكأس العالم    ضوابط إعادة القيد بنقابة المحامين بعد الشطب وفقًا لقانون المهنة    الحكم في طعون المرشحين لانتخابات مجلس النواب 2025 بالدقهلية غدا    ترامب يعلن فرض رسوم جمركية إضافية على كولومبيا اليوم    درجات الحرارة اليوم الإثنين في مصر    حوار مع يسرا وشريف عرفة الأبرز، برنامج مهرجان الجونة السينمائي اليوم الإثنين    الأهلي يحصل على توقيع صفقة جديدة.. إعلامي يكشف    سعر الذهب اليوم الإثنين 20-10-2025 بعد ارتفاعه في الصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    ويتكوف: التقديرات بشأن كلفة إعادة إعمار غزة تبلغ نحو 50 مليار دولار    هبوط الأخضر الأمريكي.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الإثنين 20-10-2025    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    «الترحال السياسى».. ظاهرة تثير الجدل فى «الانتخابات البرلمانية»    ارتفاع كبير تجاوز 2000 جنيه.. سعر طن الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 20-10-2025    ملخص وأهداف مباراة المغرب والأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب    هل ينتقل رمضان صبحي إلى الزمالك؟.. رد حاسم من بيراميدز    ماكرون: سرقة اللوفر هجوم على تراث فرنسا    كيت بلانشيت: مصر دورها قيادى فى إرساء السلام    ولي العهد السعودي وماكرون يناقشان جهود إحلال الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط    موعد التحقيق مع عمر عصر ونجل رئيس اتحاد تنس الطاولة.. تعرف على التفاصيل    ميلان يقفز لقمة الدوري الإيطالي من بوابة فيورنتينا    عاجل - تفاصيل موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025 بعد قرار وزارة المالية    هانى شاكر يُشعل دار الأوبرا بحفل ضخم ضمن مهرجان الموسيقى العربية    يسرا تشعل أجواء احتفال مهرجان الجونة بمسيرتها الفنية.. وتغنى جت الحرارة    والد ضحية زميله بالإسماعيلية: صورة ابني لا تفارق خيالي بعد تقطيعه لأشلاء    وفاة شابة عشرينية بسبب وشم قبل أسبوع من زفافها    مواد غذائية تساعدك على النوم العميق دون الحاجة إلى أدوية    منصّة صيد مشبوهة قرب مطار بالم بيتش تثير قلقًا حول أمن الرئيس الأمريكي ترامب    «سول» تحتجز جنديا من كوريا الشمالية بعد عبوره الحدود البرية    ليبيا.. حفتر يدعو إلى حراك شعبي واسع لتصحيح المسار السياسي    المغرب يرفع ميزانية الصحة والتعليم بعد موجة الاحتجاجات    6 أبراج «نجمهم ساطع».. غامضون يملكون سحرا خاصا وطاقتهم مفعمة بالحيوية    هشام جمال: «فشلت أوقف ليلى عن العياط خلال الفرح»    الذكرى الثامنة لملحمة الواحات.. حين كتب رجال الشرطة بدمائهم صفحة جديدة في تاريخ الشرف المصري    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    قيادة التغيير    ثقافة إطسا تنظم ندوة بعنوان "الدروس المستفادة من حرب أكتوبر".. صور    مضاعفاته قد تؤدي للوفاة.. أعراض وأسباب مرض «كاواساكي» بعد معاناة ابن حمزة نمرة    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. جدل واسع حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في الجونة    محافظ الغربية يجوب طنطا سيرًا على الأقدام لمتابعة أعمال النظافة ورفع الإشغالات    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    الداخلية السورية: القبض على عصابة متورطة بالسطو على البنك العربي في دمشق    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    طارق العشرى: حرس الحدود خلال فترة قيادتى كان يشبه بيراميدز    الذكاء الاصطناعي ضيفًا وحفلًا في جامعة القاهرة.. ختام مؤتمر مناقشة مستقبل التعليم العالي وتوصيات للدراسة والبحث العلمي    تألق لافت لنجوم السينما فى العرض الخاص لفيلم «فرانكشتاين» بمهرجان الجونة    ميلاد هلال شهر رجب 2025.. موعد غرة رجب 1447 هجريًا فلكيًا يوم الأحد 21 ديسمبر    لدغات عمر الأيوبى.. بيراميدز "يغرد" والقطبين كمان    «المؤسسة العلاجية» تنظم برنامجًا تدريبيًا حول التسويق الإلكتروني لخدمات المستشفيات    لجنة تطوير الإعلام تتلقى توصيات المؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين    ندب المستشار أحمد محمد عبد الغنى لمنصب الأمين العام لمجلس الشيوخ    هل زكاة الزروع على المستأجر أم المؤجر؟ عضو «الأزهر العالمي للفتوى» توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حوار للوفد.. نجل أول طبيبة تعمل بالحكومة المصرية يفتح خزينة أسرارها
نشر في الوفد يوم 04 - 08 - 2018


حوار - محمود عبد المنعم:
أول طبيبة مصرية تم توظيفها بالحكومة.. رفضت لقب هانم
وتنجو من محاولة اغتيال على يد الإخوان المسلمين
ومحافظة القاهرة أطلقت اسمها على شارع بمصر الجديدة تقديراً لدورها الرائد
حينما تجلس معه تشعر بالمعنى الحقيقي للانتماء للوطن فهو شاهد عيان على أحداث مهمة في تاريخ مصر كونه نجل أول طبيبة مصرية تم توظيفها بالحكومة المصرية وعندما تستمر في الحديث تكتشف أن والده مستشار جليل كان له كلمة الفصل في قضايا تحدث عنها الإعلام الغربي وكانت محل اهتمام العالم، وحينما يلتقط أطراف الحديث تكتشف أن "محمد" جلس مع الزعيم جمال عبد الناصر وتنبأ له أنه سوف يصبح ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية، لتصل في نهاية الأمر أنك أمام ناقل أمين للتاريخ المصري في حقبة زمنية معينة.
وبدورها قامت "بوابة الوفد" بإجراء حوار مع محمد محمود عبد اللطيف الابن الأصغر للراحلة الدكتورة توحيدة عبد الرحمن ليفتح خزانة أسرارها لأول مرة ويقص قصة كفاحها وكيف وصلت إلى لقب أول طبيبة وظفت بالحكومة المصرية، والتي منذ نعومة أظافرها نشأت في أسرة تهتم بالقراءة والثقافة والمعرفة، وغرس الأب حب الوطن داخلها، لذا حرصت عند الكبر على أن تقدم شيئًا إيجابيًا للوطن فاهتمت بالعلم ومنذ التحاقها بمدرسة "السنية للبنات" بمنطقة السيدة زينب، وكانت من المتفوقات، وكانت شغوفة بالقراءة حيث كانت صديقة لمكتبة المدرسة التي تضم العديد من الكتب المختلفة بالإضافة إلى والدها عبد الرحمن أفندي الذي كان يُحضر لها الكتب الدينية والتراثية.
حدثنا عن الدكتورة توحيدة عبد الرحمن؟
هي فتاة عشقت تراب الوطن وكان حلمها تقديم شيء مميز لمصر ومنذ الصغر وهي تسعي إلي تحقيق ذلك الأمر لذا كانت من المتفوقات في الدراسة وقصة حياتها منذ مولدها في عام 1906 ومراحل حياتها بها قصص في حب الوطن و الصبر و العمل علي تقديم نموذج ناجح ومشرف للمواطن المصري واكبر دليل على ذلك أنها حصلت على تكريم من محافظة القاهرة بإطلاق اسمها علي شارع بمنطقة مصر الجديدة، كونها أول طبيبة مصرية يتم توظيفها بالحكومة المصرية عام 1932، وهذا يؤكد أن الدولة المصرية لم ولن تنسى أبناءها المخلصين.
كيف حصلت على لقب أول طبيبة مصرية تعمل بالحكومة؟
تلقت تعليمها في مدرسة السنية للبنات وهي كانت شغوفة بالقراءة و تتحدث اللغة الانجليزية بطلاقة وعند بلوغها ال16 عاماً، وفي أحد الأيام طلبت مديرة مدرسة السنية مسز "كارتر" وهي سيدة بريطانية لقاء والد الدكتورة توحيدة، وأخبرته بأن هناك بعثه تعليمية ل 6 فتيات متفوقات من قبل المملكة المصرية وتوجيهات الملك فؤاد ليكون نواة لأول طبيبات مصريات وتم اختيار توحيدة لتكون منهن وكانت البعثة برعاية بريطانيا تحت اسم "بعثه كيتشنر" للحصول علي درجة الدكتوراه في الطب البشري، لمدة 10 سنوات، ثلاث سنوات لمعادلة شهادة الباكالوريا وسبع سنوات لدراسة الطب، فشكرها وطلب مهله للرد حتى يسأل توحيدة، ولكن الطريف في نفس هذا اليوم تقدم معلم لخطبة الدكتورة توحيدة فما كان من الأب إلا أن عرض الأمر على توحيدة ووالدتها السيدة زكيه وكان قرار الجميع السفر للحصول علي البعثة، وقالت والدتها أن الرسول قال " اطلبوا العلم ولو بالصين "، وبالفعل ذهبت إلي بريطانية عام 1922وهناك تعلمت الكثير من الطب والعلم والمعرفة التي جعلتها الأولي علي الدفعة التي سافرت للحصول علي البعثة.
وبعد انتهاء البعثة التي استمرت عشر سنوات عادت إلى مصر وكانت الدكتورة "هيلانه سيداروس" قد سبقت البعثة ب 8 أشهر للدراسة في مجال آخر التحقت بالبعثة ودرست الطب وعادت قبلها ب8 أشهر وأصبحت أول طبيبه ولكنها لم تعين في الحكومة المصرية، وقد قام والد توحيدة بتقديم هديه لابنته فور وصولها لأرض الوطن حيث اشترى لها عيادة طبية مجهزة في شارع عدلي بوسط البلد لتبدءا حياتها العملية ولكن كان لها رأي أخر وقالت لوالدها "أشكرك يا أبي على هذه الهدية الكريمة والثمينة ولكني سوف أعمل في الحكومة من أجل أن أرد الجميل لمصر" وبالفعل قامت بتدريب الأطباء والطبيبات علي أخر مستجدات الطب الحديث في العلم.
حدثنا عن حياتها خلال ال10 سنوات في بريطانيا؟
كانت تعيش مع زميلاتها بالبعثة وكان يذهب والدها إليها في زيارات متقطعة للاطمئنان عليها وخلال هذه الفترة تعلمت الكثير وشاهدت ملكة بريطانيا عن قرب في احد المتاجر العامة وهي تتسوق بعض مستلزماتها وتقف في طابور الزبائن لدفع النقود مثلها مثل أى مواطن وتعلمت من هذا الموقف أن الجميع سواسية، وكانت ترفض الوساطة والمحسوبية، وفي يوم جاء أحد أصدقاء والدها بطلب بعد أن حصلت علي منصب كبيرة طبيبات وزارة المعارف وكان ردها على هذا الطلب هو الرفض حيث إن هذا الطلب مخالف للقوانين والنظم ولا يوجد سبب حتى إنساني لتنفيذه وقامت بالاتصال بوالدها لتخبره
بهذا الأمر فأجاب قائلا:" كنت أعلم أنكِ سوف ترفضين هذا الطلب إذا كان مخالفاً أنى أعرف ابنتي توحيدة وربتها إلا تخشى في الحق لومة لائم ولكنه طلب منى جواب توصية وقلت له اذهب بدون هذا الخطاب وإذا كان لك حق سيجاب أنا أعرف ابنتي جيدا وهى لا تحتاج لتوصية ولكنه أصر فكتبته له".
لماذا رفضت لقب هانم؟
منحها القصر لقب هانم نظرا لعملها الدؤوب ونظرتها المستقبلية للتطوير وتم الاتصال بها لإبلاغها بالخبر فتقبلت الأمر بشكل عادي جدا وأرسلت مدير مكتبها ليتسلم البراءة الخاصة بلقب الهانم، نظرا لانشغالها بالعمل في هذا التوقيت وبالفعل تسلمها حسن أفندي، وتوجه به إلى الدكتورة توحيدة التي أخذت الشهادة ووضعتها في أخر درج مكتبها وبعد أن سلمها الشهادة ببعض الوقت وضع أمامها البوسطة التي توقع عليها فوجئت بأن لقب هانم مزيل في الأوراق الرسمية التي توقع عليها عاده انفعلت وأبدت اعتراضها علي وضع لقب هانم على الأوراق الرسمية وقالت لمدير مكتبها "أنا دكتورة ولست هانم تغربت 10 سنوات حتى أفيد بلدي بالعلم الحديث ولكن الهانم هي التي تجلس في البيت وتمارس الأعمال الخيرية"، وطلبت منه أعاده كتابه كل الخطابات مره أخرى بلقب الدكتورة على ألا يكتب نهائيا لقب الهانم مستقبلا .
ما هو سبب استقالتها؟
عندما حصلت علي منصب كبيرة طبيبات وزارة الصحة جرى انتدابها للعمل بإدارة الصحة المدرسية بوزارة المعارف في عهد وزيرها عبد الرازق باشا السنهورى، ثم في عهد كمال الدين حسين، الذي تغير اسم الوزارة فى عهده إلى التربية والتعليم وكان شغلها الشاغل هو تطوير والإشراف الصحي بالمدارس والاهتمام والرعاية بالطلبة حتى يتم بناء الإنسان المصري بصحة جسمانية وعقليه سليمة ، وكانت تسافر إلي الخارج ببعثات لتحصل علي أخر التحديثات وعند عودتها كانت تطلب تطبيق آخر وأحدث ما وصل له مجال الصحة المدرسية وخلال هذه الفترة حدث صدام بعد أن تقدمت إحدى الطبيبات بطلب نقل إلى الدكتورة توحيدة التي رفضت الطلب بعدما رأت أن حاجة العمل لا تسمح بالنقل وانه لا يوجد سبب يستدعى تنفيذه وبعد أيام وجدت الطلب المرفوض على مكتبها من جديد، ولكنه هذه المرة يحمل تأشيرة من الوزير، بما يعنى أن عليها أن توافق فورا على الطلب، وفي هذه اللحظة قررت أن تعيد الطلب للوزير وعليه قرار منها برفضه من جديد لأسباب موضوعية حددتها، ومع الطلب المرفوض منها قرارها بالاستقالة من منصبها وتسويه معاشها، وحاولت قيادات في الحكومة إثناءها عن قرار الاستقالة، ورأوا أمام إصرارها أن يعلقوا القرار حتى تهدأ، ولما ذهبت بعد ثلاثة شهور لتسوية معاشها فوجئت بأن راتبها سارٍ وتجمع في حسابها مبلغ كبير، فسحبت راتب الشهور الثلاثة وحولته في حوالة بريدية إلى الوزارة، وأصرت على الاستقالة.
كيف تزوجت من المستشار محمود عبداللطيف؟
تقدم لخطبتها وهو وكيل نيابة وكان والده جارا لهم وصديقا لوالدها جاء يطلب يدها ومعه شقيقه الأكبر محمد نظراً لوفاه والدهم وقد تزوج شقيقه الأكبر محمد لاحقاً بشقيقتها الصغرى مفيدة والتي أصبحت فيما بعد المحامية الشهيرة بمصر وعلى مستوى العالم العربي وتمت خطوبة توحيده ومحمود فى يناير 1933، وفى فتره الخطوبة قام محمود عبداللطيف برحلة خاصة إلى إنجلترا ليزور نفس الأماكن التي عاشت فيها خطيبته في سنوات بعثتها ليكون أكثر فهما لعقلية وثقافة المرأة التي اختارها شريكة لحياته.
وأنجبا 7 من الأبناء وهم هدى، سميحة وصافيناز ومحمود وأميمة وفؤاد وأنا أصغرهم سناً والجميع حصلوا علي المؤهلات العليا وكانت تتميز حياتهم الأسرية بالاحترام المتبادل بين الجميع، وارتبط اسم المستشار محمود محمد عبد اللطيف بعدد من القضايا الشهيرة وهو على منصة القضاء سواء عضوا أو رئيسا ومنها قضيه السيارة الجيب وقضيه سفاح الإسكندرية و الجاسوسية الكبرى والتي جعلت اسمه يتصدر الصحف العالمية ووكالات الأنباء، حيث وصفته الصحف العالمية ب"الرجل القوي"، وشخصية مثيرة شديدة الذكاء إلي ابعد حد ويتحدث الانجليزية بطلاقة، وكانت هذه القضايا سببا في ذيع صيته من جانب ولكنها جعلته من جانب أخر كان عرضة لدعاوي الانتقام من الإخوان المسلمين الذين حاولوا الانتقام بأشكال متنوعة.
حدثنا عن حضور الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حفل
زفاف شقيقتك الكبرى سميحة ؟
ذهب أبي المستشار محمود عبد اللطيف إلي مكتب الزعيم جمال عبد الناصر في نوفمبر عام 1959 وقدم لمدير مكتبة محمد أحمد دعوة زفاف ابنته سميحة وبالفعل قبل الزعيم جمال عبد الناصر الدعوة وكان معروفا عزوف الرئيس حضور حفلات الزفاف إلا لأسرته ولكن نظراً لمكانه المستشار محمود عبد اللطيف وما قام به خلال عمله كقاضي عُرف عنه محليا وعالميا قدرته وغزاره علمه وإنه لا يخشى في الحق لومه لائم حضر الزعيم جمال عبد الناصر حفل
الزفاف بنادي الجلاء وتعرف علي جميع أفراد الأسرة ورحب بهم ترحيبا شديدا، ثم تحدث الرئيس جمال عبد الناصر معي وكان عمري عشر سنوات قائلا:"عايز تطلع إيه لما تكبر يا محمد قلت عايز أطلع دكتور زى ماما فضحك وقال مش عايز تطلع قاضى زى بابا فرديت لا فأعاد السؤال مره أخرى طب تحب تطلع ضابط زى فقلت لا عايز أكون دكتور"، وبعد أن قمت بإتمام مرحلة الثانوية كان لي الشرف أن التحق بالكلية الحربية وأتخرج ضابط منها وأشارك في حرب أكتوبر المجيدة وتتحقق نبوءة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وعندما تخرجت من الكلية الحربية قالت أمي لي " أنت الآن ملك مصر قدم كل شئ من أجل الوطن".
محاولة الاغتيال من قبل الإخوان المسلمين؟
بدا أبى المستشار محمود عبد اللطيف حياته العملية بسلك القضاء و دخل التاريخ في عدد من القضايا الشهيرة وهو على منصة القضاء سواء عضوا أو رئيسا منها قضية السيارة الجيب عام 1951 وكان عضو اليمين في المحكمة التي حكمت بالإدانة على عدد كبير من أعضاء جماعة الإخوان، كما كشفت عن جرائم تنظيمها المسلح، وبسببها قررت الجماعة الانتقام من القاضي الجليل وحاولت اغتياله بإطلاق الرصاص عليه في الڤيلا المقيم بها بحي المعادى، وتصوروا أن الشخص الجالس وراء الشباك هو هدفهم لكن المستشار محمود عبداللطيف كان وقتها فى الصعيد في مهمة قضائية، ولم يكن بالفيلا سوى زوجته التي نجت من موت محقق، وكانت شخصيه المستشار محمود عبد اللطيف محط أنظار الصحافة العالمية نظرا لإجادته اللغة الانجليزية والفرنسية وتحدثه بطلاقه.
كيف كانت المحطة الأخيرة في حياه الراحلة؟
بعد رحيل والدي المستشار محمود عبداللطيف، الحياة تلفها الحزن لأنه كان الزوج ورفيق العمر، ولما رحل والدي فى 6 أغسطس 1972 لم تحتمل الدكتورة توحيدة الفراق فمرضت مرضا شديدا حيث أصيبت بمرض السرطان وسافرت إلي بريطانيا عند شقيقي الدكتور فؤاد وكان يعمل طبيبا في احد مستشفيات بريطانيا بمدينه هدرسفيلد و كانت حالتها متاخرة وتوفت هناك ولحقت بوالدي بعد نحو عامين فقط تحديدا فى 10 سبتمبر 1974.
وبعد رحيلها بسنوات طويلة عثرت على خطاب للدكتورة توحيدة أرسلته لوالدها خلال بعثتها عام 1927 فقررت أن أسافر إلى لندن وان اذهب إلى المستشفى الذي درست فيه كان ذلك في - شتاء -عام 2000، وكانت فرحتي عظيمة عندما اكتشفت أن ملف توحيدة ما زال محفوظا فى سجلات المستشفى البريطاني على الرغم من مرور 78 عاما وجمعت عدد من الوثائق النادرة التي تخصها.
حدثنا عن كتاب الدكتورة توحيدة ؟
بعد أن نجحت في الحصول علي الوثائق - من بريطانيا عام 2000 بدأت رحله بحث أخرى في أرشيف الدولة المصرية سواء بوزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والسجلات المحفوظة لدى دار المحفوظات ووصلت عن طريق مكتبه الإسكندرية للبحث في الوثائق الموجودة بالقلعة و باداره التأمينات والمعاشات حتى وفقني الله أن احصل على هذه الوثائق وكانت محفوظة باداره التأمين والمعاشات وخلال رحله بحثي كان الكثير يقدم يد العون بإخلاص ومحبه شديدة وكنت أحس أن أمي معي وحولي وفى بعض الأحيان أجد من يثبط همتي بأنه من المستحيل حصول على وثائق منذ عام 1932 بمصر وكنت أردد قائلا لقد حصلت على وثائق من بريطانيا لها محفوظة منذ علم 1922 لما لا أجد وثائقها بمصر لم استكين يوما ولكنى بفضل من الله حصلت عليها محفوظة بطريقه رائعة مكنتني من أخذ صور لها .
ولا أنسى أن أشكر كل من عاوني أبن عمى إسماعيل محمد عبد اللطيف الذي زودني بالمعلومات الخاصة بالعائلة مما ساعدني في كتابه السيرة الذاتية بالموقع الخاص بوالدتي وبالكتاب كذلك صديقي مؤمن الصير في الذي كان يدفعني ويشجعني أن أكمل المشوار الخاص بالتوثيق منذ بدايته وزوجتي العزيزة ندى الموصلي التي كانت نعمه رفيقه الحياة في كل خطواتي والتي تكللت بالنجاح بالإضافة إلي تعاون شديد من الجهات دون استثناء على الرغم من عدم لجوئي لإنسان لعمل واسطة لفتح الأبواب أو تسهيل مهمتي سنين بحثت دون أي كلل أو ملل وذهبت إلي الكاتب والباحث مؤمن المحمدى لتوثيق الراحلة في هذا الكتاب باسم "الدكتورة ".
حدثنا عن توقيع الكتاب بعد مرور 110عاما على مولدها؟
تم حفل توقيع الكتاب يوم 30 نوفمبر عام 2016 ومرور 110عاما على مولدها وهذا اليوم والشهر هو عيد زواجها وتم تحت رعاية مكتبه الإسكندرية ببيت السنارى بالسيدة زينب وقامت مكتبه القاهرة الكبرى خلال الاحتفال بيوم الكتاب العالمي عام 2017 بدعوة الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة لحضور حفل توقيع الكتاب مره أخرى ولكنها كلفت الدكتورة هند حنفي نائبة عنها، والتي ترأست جامعة الإسكندرية سابقا وحضرت الندوة وطلبت منها تكريم اسم الراحلة في مصر.
وبالفعل تسلمت الدكتورة هند حنفي الوثائق والمستندات التي حصلت عليها من مصر وبريطانيا والتي تثبت المناصب التي شغلتها الراحلة وحصولها علي لقب أول طبيبة مصرية تم تعينها بالحكومة المصرية، وقامت بتسليمها إلي الدكتورة مايا مرسى والتي بدورها سلمتها
لمحافظة القاهرة التي شكلت لجنة لدراسة إطلاق اسم الدكتورة توحيده عبد الرحمن على شارع الحمام بمصر الجديدة نفس الحي التي أقامت فيه منذ خمسينيات القرن الماضي حتى وفاتها - كأول طبيبة مصرية تم تعينها بالحكومة المصرية عام 1932، وقد قمت بتخصيص عائدات هذا الكتاب إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 حاضرا ومستقبلا كصدقه جاريه لروح أمي التي اضائت لي دروب الحياة لأعيش احلي حياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.