يحل اليوم ذكرى رحيل ثلاثة من عمالقة الوسط الفني، حيث شاء القدر أن يرحلوا فى يوم واحد مع اختلاف الأعوام، وهم رشدى أباظة وفريد شوقى ويوسف شاهين. نبدأ بوحش الشاشة المصرية الفنان رشدي أباظة الذي رحل عن عمر ناهز ال78 على أثر إلتهاب رئوي حاد دام لمدة حوالي عامين نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها قبل رحلته مع المرض. حيث امتدت حياته المهنية نحو أكثر من 50 عاماً، تألق شوقي فيها، أنتج، وكتب سيناريو أكثر من 400 فيلم، أكثر من الأفلام التي أنتجت بشكل جماعي من قبل العالم العربي كله، بالإضافة إلى المسرح والتلفزيون والسينما، غطت شعبيته مجمل العالم العربي. بما في ذلك تركيا حيث إنه أنتج فيها بعض الأفلام هناك، والمخرجون دائما يخاطبونه بصفته "فريد بيه" (بيك) بالرغم من عدم حصوله على لقب البكوية رسمياً ولكن كدليل على الاحترام، كما عمل مع أكثر من تسعين مخرجا ومنتجا. ومن أشهر أعماله "عنتر بن شداد، إعدام ميت، رصيف نمرة 5، رجل فقد عقله، صاحب الجلالة، لعبة الحب والجواز". كما تزوج خمس مرات، الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشرة من عمره وكانت تغار عليه كثيراً، الثانية من محامية أحبها كثيراً وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر، ثم تزوج من ممثلة غير معروفة زينب عبد الهادي وأنجب منها منى، ثم النجمة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الانفصال وأنجب منها ناهد، مها، وأخيراً السيدة سهير ترك التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها عبير ورانيا لذلك لقب بأبي البنات. وعمل من أبنائه في الفن الفنانة رانيا فريد شوقي والمنتجة السينمائية ناهد فريد شوقي. وفي نفس يوم رحيل الفنان فريد شوقي رحل دنجوان السينما الفنان رشدي أباظه بعد معاناته مع مرض سرطان الدماغ، حيث كان اشترك في آخر أعماله فيلم (الأقوياء) الذي مات أثناء تصويره ولم يستطع إنهاءه، فأكمله الفنان القدير صلاح نظمي بدلا عنه عام 1980. لم تكن مشاريع رشدي أباظة تشمل أنه سيصبح ممثلا في يوم من الأيام. وكانت أول أعماله فيلم (المليونيرة الصغيرة) عام 1949م أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وغيرها من الأعمال، ثم انصرف عن ذلك إلى أمور أخرى، إلا أنه عاد ومثل أدوارًا صغيرة في أفلام (دليلة - رد قلبي - موعد غرام - جعلوني مجرما) وغيرها من الأعمال، منها فيلم (الشياطين الثلاثة) الذي شاركه في بطولته الفنانين أحمد رمزي وحسن يوسف وبرلنتي عبد الحميد ولعل هذا العمل من أجمل أعمال رشدي أباظة. استرد نجوميته في فيلم (امرأة على الطريق) عام 1958 مع شكري سرحان وزكي رستم وهدى سلطان، والذي أخرجه الراحل عز الدين ذو الفقار، ثم قدم بعد ذلك أفلاما ذات قيمة عالية وهي (جميلة عن البطلة الجزائرية (جميلة بوحيرد) - واإسلاماه - في بيتنا رجل - الطريق - لا وقت للحب - الشياطين الثلاثة - الزوجة 13 - قالب:الرجل الثاني - الساحرة الصغيرة - صغيرة على الحب - صراع في النيل - عروس النيل - شيء في صدري - وراء الشمس - أريد حلا - غروب وشروق - حكايتي مع الزمان، وغيرها من الأفلام). ويذكر أن الفنان رشدي أباظة كان قد تزوج خمس مرات، وهن الفنانة تحية كاريوكا، عقد قرانهما عام 1952 واستمر زواجهما 3 سنوات، ثم تزوج بربارا الأمريكية وأنجب منها ابنته الوحيدة «قسمت»، واستمر زواجهما 4 سنوات، وطلّقها عام 1959، وتزوج بعدها الراقصة سامية جمال عام 1962، واستمر زواجهما قرابة 18 عاماً، وانفصلت عنه عام 1977. وكانت صباح زوجته الرابعة، تزوجها عام 1967، وطلقها بعد أسبوعين، وكانت سامية جمال في عصمته، أما نبيلة أباظة فكانت زوجته الخامسة، علماً أنها ابنة عمه تزوجها عام 1979 قبل وفاته بسنتين. فيما رحل في نفس اليوم أيضًا المخرج يوسف شاهين الذي منذ بداية مشواره مع السينما، استخدم الموسيقى والغناء كعنصرين أساسيين في أفلامه منذ فيلمه الأول "بابا أمين" وحتى آخر أفلامه "هي فوضى"، في تلك الأفلام تعامل مع عدد كبير من المؤلفين والملحنين والمطربين وكان يشارك في اختيار الأغاني والموسيقى التي تخدم فكرة. تعاون شاهين مع فريد الأطرش وشادية وقدمهما في صورة مختلفة في فيلم "أنت حبيبى" عام 1957، وقدم مع فيروز والأخوان رحبانى فيلم "بياع الخواتم" عام 1965 واختار ماجدة الرومى لبطولة فيلم عودة الابن الضال عام 1976 ولطيفة قى "سكوت هنصور" عام 2001. ويمثل محمد منير حالة خاصة، لأنه أكثر المطربين مشاركة بصوته وأدائه في أفلام يوسف شاهين فقدم معه «حدوتة مصرية» عام 1982 أتبعها بفيلم «اليوم السادس» بعدها بأربعة أعوام، ثم فيلم «المصير» عام 1997. وخلال تلك المسيرة لحن شاهين أغنيتين الأولى هي «حدوتة حتتنا» في فيلم «اليوم السادس» وأدّاها الفنان محسن محيي الدين، والثانية هي «قبل ما» للطيفة في فيلمه «سكوت هانصور» من كلمات كوثر مصطفي وتوزيع الموسيقار عمر خيرت. توفي يوسف شاهين عن 82 عاما في الساعة الثالثة فجر يوم الأحد 27 يوليو 2008 بمستشفى المعادى للقوات المسلحة بالقاهرة، بعد دخوله في حالة غيبوبة لأكثر من ستة أسابيع، وأقيم له قداس في كاتدرائية القيامة ببطريركية الروم الكاثوليك بمنطقة العباسية بالقاهرة. ودفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في مدينته الإسكندرية التي عشقها وخلدها في عدد من أفلامه، وأقيم العزاء يوم 29 يوليو في مدينة السينما بالقاهرة. وقد نعاه قصرا الرئاسة في مصر وفرنسا حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالمدافع عن الحريات.