كتب- محمود عبد المنعم: كرم المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، اليوم الخميس، عددا من رموز الدولة بإطلاق أسمائهم على شوارعها حيث تم إطلاق اسم الشيخ محمد عياد طنطاوي على شارع بدون اسم بمساكن المعراج بحي البساتين. وفي هذا التقرير ترصد "بوابة الوفد"، أبرز المعلومات عن الشيخ محمد عياد الطنطاوي الذي احتل مكانة فريدة في علم الاستشراق الروسي ليس لكونه أفاد في نشر اللغة العربية في بلاد بعيدة عن مسقط رأسه في قرية بضواحي طنطا بمصر ، بل لكونه رفع شعلة التنوير والثقافة للعالم. البداية ولد الشيخ محمد بن عياد بن سعد بن سليمان الشافعي سنه 1810 م. في قرية قرية نجريج بمركز طنطا بمصر، عندما أتم السادسة من العمر تردد على الكتّاب في طنطا، وبعد أن أتم حفظ القرآن، أرسله والده الي طنطا حيث حفظ متونًا كثيرة كمتن المنهج في علم الفقه، وألفية ابن مالك، ثم بدأ في دراسة الشروح والتعاليق على المتون التي حفظها على يدي الشيخ "محمد الكومي" والشيخ "محمد أبو النجا" ولكن أكثرهم تأثيرا في الطالب الوافد الي طنطا كان الشيخ مصطفى القناوي، شيخ الجامع الأحمدي الذي أعطاه إجازة تدريس الحديث من الكتب الستة، إضافة إلى موطأ مالك، وفي سن الثالثة عشر انتقل الي القاهرة حيث قام بالدراسة في الازهر وقرأ في الأزهر على علماء كبار "متنورين" من أمثال الشيخ حسن العطار والذي تولى مشيخة الأزهر فيما بعد؛ والشيخ محمد بن أحمد البيجوري وقد ولى المشيخة أيضاَ؛ والشيخ برهان الدين إبراهيم السقا . تعليم اللغة العربية الوافدين ساهم في مد جسور التواصل بين العرب وروسيا من خلال تعليم الأجانب الوافدين اللغة العربية، وكان أشهرهم الفرنسي فرنيل صاحب الرسائل في تاريخ العرب قبل الإسلام، والذي قدم إلى مصر عام 1831، الفرنسي بيرون "طبيب بالقصر العيني" وله كتاب حول علم الخيل وأنسابها، الألماني فايل مؤرخ الخلافة ثم مدرس الآداب الشرقية في جامعة هايدلبرج، الألماني برونر، الإنجليزي ادوار لين مترجم كتاب الف ليلة وليلة. المستشرقين الروسيين كان من تلاميذ الشيخ عياد الطنطاوي المستشرقين الروسيين "موخين" و"فرين"، وكانا تِربين تخرجا في مدرسة واحدة، وخلف أحدهما الآخر في القاهرة،وحيث أن معلم اللغة العربية البروفيسور يوليان سينكوفسكي بالقسم التعليمي التابع لوزارة الخارجية الروسية قد ترك عمله، فكلف وزير الخارجية الروسي قنصله العام في الإسكندرية بالبحث عن معلم مناسب من علماء العرب، وقد وقع اختيار القنصل عليه نتيجه الترشيح من منهما، وقد حث محمد علي باشا والي مصر الطنطاوي على تعلم اللغة الروسية وإتقانها، وعين مستشارًا في الدولة الروسية، وقلده القيصر وسام ستانيسلان ووسام القديسة "حنة"، بسبب امتياز التلاميذ في البحث، كما قلده القيصر خاتمًا مرصعًا بالألماس الغالي، وجمع الطنطاوي في تدريسه بين الطرق العملية والنظرية. تمثال بجامعة موسك عانى الشيخ الطنطاوي في سبتمبر 1855 شللًا أصاب أطرافه السفلى، ثم امتد هذا إلى يديه، ومع ذلك فقد ظل يعمل، لكنه خضع للضعف العام الذي ألم بجسمه إلى أن خرج من الخدمة في 31 يناير عام 1861 م، ووري الثرى في مقبرة فولكوفو الإسلامية، وكتب على شاهد قبره: "هذا مرقد الشيخ العالم محمد عياد الطنطاوي، كان مدرس العربية في المدرسة الكبيرة الإمبراطورية بسانت بطرس برج المحروسة، وتوفي في 27 أكتوبر 1861 م، ومن مؤلفاته تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا"، وأقيم تمثال للشيخ بجامعة موسك. المخطوطات تبلغ مجموعة المخطوطات التي تركها الطنطاوي وتم الاحتفاظ بها في جامعة بطرسبرج حوالي ثلاثمائة مخطوطة، جزء منها عبارة عن كتابات تخص الطنطاوي، والجزء الأخر عبارة عن مخطوطات اقتناها في فترة عمله في الأزهر. وتتناول المخطوطات موضوعات في تاريخ الإسلام والصوفية والطب والأخلاق والفلسفة والدين واللغة العربية والعروض واللغة العامية.