تحقيق: دعاء مهران/ تصوير: رشدى أحمد / إشراف: نادية صبحي «مبادرة إنسانية»، هكذا وصف المصريون، مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الخاصة بالقضاء على قوائم انتظار المرضى بالمستشفيات خلال فترة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر، كبداية لتطبيق قانون التأمين الصحي الجديد، الأمر الذي دفع وزارة الصحة لتشكيل لجنة، مهمتها تنفيذ المبادرة والتنسيق بين مستشفيات وزارة الصحة والجيش والشرطة والجامعية، وإطلاق الخط الساخن 15300، لتسجيل المرضى، وتحديد موعد لهم بالمستشفيات خلال 48 ساعة. وقالت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، إن الوزارة تسعى للقضاء على قوائم الانتظار وفقاً لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلة: «حصرنا المرضى وإمكانياتنا، والتقينا بمقدمى الخدمة الصحية للتكاتف والعمل معاً، هدفنا القضاء على قوائم الانتظار ومنعها». وشددت وزيرة الصحة على أن المنظومة ستتبعها منظومة مراقبة شديدة إضافة إلى توفير الأدوية والمستلزمات وشراء الأدوية والمستلزمات الطبية بشكل مركزي، مؤكدة أن قوائم الانتظار المسجلة بالفعل سيتم الانتهاء منها خلال 6 أشهر، موضحة أن الأمر يسير بسرعة وسلاسة فيما يخص قوائم قسطرة القلب والمياه البيضاء. وأعلنت وزارة الصحة أنه تم تسجيل 406 حالات خلال الأيام الأولى من بدء المبادرة، وجارٍ توزيعهم على المستشفيات وإجراء العمليات اللازمة لهم. وقال الدكتور أحمد محيي مساعد وزيرة الصحة لشئون الطب العلاجى، والمشرف على الأمانة العامة للوزارة إن غرفة عمليات قوائم الانتظار تستهدف إجراء جراحة عاجلة ل 15 ألف حالة، تشمل 9 تخصصات، هى جراحة المخ والأعصاب، وجراحة المفاصل، وجراحة القلب، وجراحة العمود الفقرى، وزراعة الكبد، وجراحة زراعة الكلى، وجراحة زراعة القرنية، وجراحة زراعة القوقعة. وأكد مساعد الوزرة للطب العلاجى، خلال لقائه «الوفد» أن غرفة عمليات قوائم الانتظار تستقبل الحالات عبر طريقين، الأول من خلال تسجيل المواطنين حالاتهم عبر الموقع الإلكترنى www.wl.smcegy.com ، والخط الساخن 15300، والنوع الآخر هو استقبال حالات عبر قوائم الانتظار بالمستشفيات، ثم يتم استخراج القرار بإجراء الجراحة، ويتم الاتصال المريض، ثم يتم توزيع المريض على أقرب مستشفى له، كما يمكن نقل المريض إلى مستشفى خارج المحافظة محل إقامته إذا لزم الأمر، كل ذلك يتم بموافقة المريض. وأوضح أن القضاء على قوائم الانتظار سيكلف حوالى مليارى جنيه، لافتاً أن جميع المستشفيات الحكومية بالدولة ستتعاون فى مبادرة انتهاء قوائم الانتظار، ومنها مستشفيات وزارة الصحة، والمستشفيات الجامعية، ومستشفيات القوات المسلحة، ومستشفيات الشرطة، ومستشفيات وادى النيل. وأكد أن مشكلة قوائم الانتظار لا تتعلق بنقص المستلزمات الطبية، ولكنها تتعلق بالطاقة الاستيعابية، لافتاً أن كل دول العالم بها قوائم انتظار للجراحات غير الطارئة. وقال الدكتور محمد حسن خليل منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة إن أسباب تزايد قوائم الانتظار بمصر، منها ما هو يمكن حله بشكل سريع، ومنها أزمة نقص المستلزمات الطبية، والتى بدأت تظهر منذ تعويم الجنية، الأمر الذى ضاعف أسعارها، وهو ما سبب الأزمة، موضحاً أن الحكومة شاركت في مناقصة بألمانيا، واستوردت كميات ضخمة من المستلزمات الطبية، غذت بها المستشفيات الحكومية والجامعية والمستشفيات العامة، ولكن مشكلة الدولار كان لها انعكاس قوى، تسبب فى تأخر استيراد المستلزمات الطبية بصورة منتظمة، مما أدى إلى تضخم مشكلة قوائم الانتظار، لافتاً أن تلك المشكلة يمكن حلها بتخصيص ميزانية بالجنية المصري، مما يحدث تدفقاً فى استيراد المستلزمات الطبية، والتى من شأنها حل قوائم الانتظار. وأوضح أن السبب الأخر فى تزايد أزمة قوائم الانتظار، سبب استراتيجى وهو ما لم تقم به الحكومة، موضحاً أن هناك خللاً فى الهيكل الصحى، مضيفاً أن مصر بها نقص فى عدد الأطباء يبلغ 30%، وهناك نقص فى التمريض 55% ونقص فى الأسرّة الطبية 50%، كما أن هناك نقصاً كبيراً فى الأسرّة ذات الطابع الخاص مثل حضانات الأطفال وغيرها، موضحاً أن السبب الرئيسي فى تلك المشكلات هو نقص الميزانية. وأكد خليل أن الحل الوحيد هو تطبيق الموازنة الكافية للصحة والمعروفة عالمياً ب 6% من الناتج القومى لأى دولة بالعالم، موضحاً أن لجنة الصحة بالبرلمان ناقشت تلك المشكلة، ولكن الحكومة طالبت بتطبيق تلك النسبة بالتدريج وتمت الموافقة على البدء بنسبة 3% من الناتج القومى حسب الدستور المصري، يتزايد تدريجياً حتى تصل إلى النسب العالمية، والتى تقدر ب 6% من الناتج القومى. وأوضح أن قرار الحكومة بتخصيص 18 مليار جنيه لتحسين الصحة بمصر، منها 5٫6 مليار جنيه لحل مشكلة قوائم الانتظار، و4٫5 مليار جنيه لحل مشكلة فيرس (c)، وتخصيص 1.2 مليار جنيه لحل مشكلة ألبان الأطفال، وهكذا، موضحاً أن تلك الخطة العاجلة ستحقق إنجازاً فى قطاع الصحة، ولكن يبقى الحل الرئيسي لمشاكل الصحة هو زيادة ميزانية الصحة، لكى يتم رفع مرتبات الأطباء والممرضين، للحد من سفرهم بالخارج، واستيراد الحد الكافى من الأسرة والمستلزمات الطبية. وأوضح أن قوائم الانتظار تقدر بتسعة أشهر، ولكن المشكلة تأتى فى نوعية قوائم الانتظار، لافتاً أن هناك حالات حرجة تكون التسعة أشهر انتظار مدة طويلة جداً، مثل المرضي قسطرة القلب. وقال الدكتور محمد نصر، نقيب أطباء الجيزة، إن مبادرة الرئيس السيسي بانتهاء قوائم الانتظار «مبادرة إنسانية تستحق أن نوجه الشكر له»، مشدداً على أهمية تطبيق المبادرة بأسلوب علمي، لافتاً أن الغالبية العظمى من أطباء مصر يعانون من إهدار حقوقهم، فضلاً عن نظرة عدائية من قبل البعض. وأكد أن معهد القلب لا يوجد به قوائم انتظار، بل إن الحالات الحرجة ليس لها قوائم انتظار، مؤكداً أن العمليات غير المستعجلة يتم إجراؤها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، ولكن المشكلة تكمن فى مقص المستلزمات الطبية. وأكد أن هناك بعض الحالات تكون تكلفة إجراء العمليات لها عشرات الآلاف من الجنيهات، ويتم إجراؤها مجاناً، موضحاً أنه ليس هناك قوائم انتظار بصورة ضخمة، نتيجة لزيادة عدد المراكز الطبية، ولكن الأزمة فى نقص المستلزمات، لافتاً أنه مع العمل المستمر هناك نقص بالمستلزمات، كما أن وزارة الصحة لم تمد المعهد بالاحتياجات اللازمة بصورة منتظمة، مضيفاً أن المعهد يعتمد بشكل كبير على التبرعات، لكى يقوم بالوفاء باحتياجاته أمام المرضى. وأوضح نقيب أطباء الجيزة أن اختيار المريض الطبيب المعالج من أهم إنجازات قانون التأمين الصحي الشامل المواطنون: شكراً رئيس مصر بترحاب كبير استقبل المصريون مبادرة الرئيس بالقضاء على قوائم الانتظار في مصر خلال 6 شهور، أكد المواطنون أنهم اعتادوا من الرئيس السيسي على تلك المبادرات البناءة، والتى من شأنها حل الكثير من المشكلات التى يعانون منها، مؤكدين أنهم يعانون العذاب أمام شبابيك المستشفيات بحثاً عن سرعة إجراء الجراحة بصورة عاجلة. ومن أمام معهد القلب بإمبابة قال أحمد كمال، (66 عاماً) إنه اعتاد من الرئيس على المبادرات البناءة للفقراء والمهمشين، موضحاً أن الرئيس السيسي قدم مبادرة لخروج جميع الغارمات منذ أكثر من شهر، واليوم يقدم مبادرة لانتهاء قوائم الانتظار، مؤكداً أنه أجرى عملية جراحية فى القلب قبل عيد الفطر، مؤكداً أن إجراءات العملية لا تحتاج سوى شهرين فقط، مشيداً بمعاملة معهد القلب، ولكنه فى الوقت ذاته انتقد الزحام أمام شباك التذاكر، مضيفاً أنه جاء من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً، لم يتمكن من حجز تذكرة لصرف العلاج المقرر له!!. وأضاف محمود السيد: مبادرة الرئيس سوف تساعد الكثير من البسطاء الذين يعانون أمام المستشفيات، لافتاً أنه جاء من الساعة التاسعة صباحاً لكى يقطع تذكرة كشف وحتى الساعة الثانية عشرة لم يتمكن من حجز التذكرة بسبب الزحام و«وقوع السستم»، قائلاً إنه أجرى عملية منذ عدة سنوات ولكنه يحتاج لحجز تذكرة لكى يصرف بها العلاج، الذى يضطر لصرفه من مستشفى بجوار المطار، متسائلاً كيف أحجز تذكرة لصرف العلاج من معهد القلب بإمبابة ثم أذهب إلى مطار!!. وقال حسين أبوالمعاطى إن والدته جاءت لمعهد القلب لتعيد استشارة بعد إجراء عملية أربع دعامات بالقلب، منذ شهر يونيو الماضي، مؤكداً أنها أنهت الإجراءات بسهولة بعد مرور شهر واحد فقط، ولكن المشكلة التى كانت تقف أمامهم هى حجز التذاكر نتيجة وقوع الستستم! وقالت مروة محمد إنها جاءت مع حماتها، التى أجرت جراحة فى المستشفى منذ ستة أشهر، مضيفة أنها انتظرت عاماً كاملاً لكى تجرى الجراحة. وقال محمود يوسف إنه جاء لمتابعة انتهاء إجراء عملية والدته، مضيفة أنه جاء للمرة الثالثة ولم يتمكن من حجز تذكرة لدخول المستشفى، مضيفاً أن الزحام أمام شباك التذاكر شىء لا يصدق، نتيجة تدفق المئات يومياً أمام الشباك، لافتاً أن والدته تحتاج إلى إجراء عملية بالقلب بصورة عاجلة. وكل أمله أن تساهم مبادرة الرئيس في حل كل هذه المشكلات، وأن يلقى كل مواطن الرعاية الصحية اللازمة كما أوصى سيادته.