كتبت - دينا دياب: بعد تأجيل 8 سنوات، قررت شركة نيوسينشرى طرح فيلم "تراب الماس" فى عيد الأضحى المقبل، وبالفعل طرحت البرومو التشويقى له استعداداً لطرحه فى 80 قاعة عرض سينمائية. الفيلم واجه صعوبات منذ تعاقد الكاتب أحمد مراد لتقديمه فى فيلم سينمائى منذ 8 سنوات، حيث واجه الفيلم أزمة فى البداية بعد أن تعاقد مراد مع شركة «شادوز» المملوكة للنجم أحمد حلمى الذى كان قد حصل على حقوق تحويل الرواية إلى فيلم سينمائى، وكان من المقرر أن يقوم ببطولته وقيل وقتها إنه الفيلم الذى سيجمع بين حلمى وزوجته الفنانة منى زكى، ووصل الأمر إلى ساحات القضاء بعدما قرر حلمى تغيير مشاهد أساسية فى الفيلم، حتى قررت شركة «نيوسينشرى»، إنتاجه. فريق عمل الفيلم هم أنفسهم فريق فيلم الأصليين لنفس المؤلف، وهو الصيغة التى وجدها مراد طريقة ليراهن بها على نجاح فيلمه الجديد، حيث تقدم منة شلبى شخصية «سارة العقبى»، وهى الشخصية التى وصفها مراد فى روايته بأنها «مثيرة مع سبق الإصرار والترصد»، وصفها بالفعل رمزاً للإثارة، وكانت نقطة التحول فى فيلمه «الأصليين» وكانت تجسد مرحلة تحول حياة بطل العمل عندما قرر أن يكشف نفسه ومهنته لها وأنه يراقبها، وهى أيضاً كانت مصدر الإثارة فى فيلم الأصليين. وفى "تراب الماس" يقدم ماجد الكدوانى شخصية الضابط الفاسد، التى قدمها فى عدة أفلام سابقة منها «عزبة آدم» و«678» و«لا تراجع ولا استسلام»، وهو أيضاً تعتمد عليه مرحلة التحول فى الفيلم بسببه يتغير الصراع، وهو نفس ما حدث فى فيلم «الأصليين». محمد ممدوح يقدم فى فيلم «تراب الماس» شخصية مهمة فهو «السرفيس» الشاب المدمن البلطجى، الذى يعمل معه بعض رجال الداخلية وأعضاء مجلس الشعب الفاسدين، على عكس الدور الذى قدمه فى فيلم «الأصليين» كضيف شرف فى الشركة التى يعمل فيها ماجد الكدوانى ويعتبر دور البلطجى من الأدوار المهمة التى أجاد فيها ممدوح وشهدت بدايته فى السينما من خلال فيلمى «إبراهيم الأبيض» و«شد أجزاء». خالد الصاوى فى «تراب الماس» يجسد شخصية زعيم عصابة وفى فيلم الأصليين جسد مفهوم الأصليين الذى يجهز أيضاً لإقناع بطل الفيلم ماجد الكدوانى أن يكون ضمن الفريق وهما دوران متشابهان. مشاهد الأبيض والأسود طريقة يلجأ لها أحمد مراد للتعبير عن الحقبة القديمة، ففى فيلم «تراب الماس» اختار فترة تدور أحداثها بعد ثورة 1952 ويحاول من خلالها مراد إثبات أنه بعد القضاء على الملكية جاء لمصر مليون ملك وملك، وتدور أحداث تلك الحقبة فى حارة اليهود الحارة التى كانت تجمع المتناقضات فى كل شىء حتى فى الأديان فكان يسكنها المسلم والمسيحى واليهودى، وفى فيلم الأصليين حكى مشهد عن قصة بهية ورصد فيها أن هنا موروثات شعبية يفهمها الجمهور بشكل خاطئ لكنها فى الحقيقة عكس المعروف عنها وهنا أيضاً لجأ للأبيض والأسود. أما الشخصيات البعيدة عن الأصليين فهم البطل الذى يجسد شخصيته آسر ياسين الذى يلعب شخصية طه الزهار، الذى يعيش حياة باهتة رتيبة، ويعمل كمندوب دعاية طبية فى شركة للأدوية ويتمكن بلباقته الكبيرة ومظهره الجيد فى أن يستميل أكبر الأطباء للأدوية التى يروج لها، عندما تحدث جريمة قتل غامضة يتداعى عالم طه بأكمله إلى الأبد، ويبدأ هو فى اكتشاف الكثير من الأسرار التى تدخل به إلى عالم جديد قوامه الجريمة والفساد. والفنان محمد الشرنوبى يجسد شخصية «حسين الزهار» والد «طه» آسر ياسين فى مرحلة الشباب التى يستكملها بعده الفنان الكبير أحمد كمال، وهذه الشخصية لا تقل أهمية عن البطل، لأن مقتله يشكل محور القصة الأصلية للفيلم وهو بالطبع تصعيد جديد فى مسيرة الممثل محمد الشرنوبى الفنية. الفنان إياد نصار يجسد شخصية إعلامى وهى شخصية مستحدثة فى الفيلم وغير موجودة فى الرواية ضمها مراد إلى العمل السينمائى وهى بديل للمواطنين فى الشارع ورواد المقاهى فى ترويج الأخبار والشائعات. يذكر أن الفيلم هو الثالث بين مروان حامد والكاتب أحمد مراد بعد فيلمى «الفيل الأزرق» و«الأصليين» وصنف «الفيل الأزرق» ضمن قائمة أكثر الأفلام، التى حققت إيرادات فى تاريخ السينما المصرية. ومن المعروف أن رواية «تراب الماس» صدرت عام 2010 وحققت نجاحاً كبيراً وتم وضعها فى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً حتى الآن.