تعاون شبابي عربي لتعزيز الديمقراطية برعاية "المصري الديمقراطي"    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي بالقاهرة 2025 وخطوات الاستعلام عبر بوابة التعليم الأساسي    السعودية توجه تحذير شديد اللهجة لمن يحاول الحج دون ترخيص    أمريكا ترفع العقوبات عن سوريا وتشمل الشرع والخطاب    «ترامب» ردًا على هدايا حماس.. إرهاصات رؤية لمستقبل غزة ومزيد من العداء لنتنياهو وليس لإسرائيل    فلسطين.. 75 شهيدًا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ فجر الجمعة    ملف يلا كورة.. توابع أزمة القمة في المحكمة الرياضية.. وتتويج الأهلي    السيطرة على حريق هائل بورشة لتقطيع الرخام بسوهاج    حملات أمنية لردع الخارجين عن القانون في العبور| صور    رابط نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025.. رابط مباشر وخطوات الاستعلام    العناية الإلهية تُنقذ مستشار من حادث سير مروع بقنا    تامر حسني يقدم تجربة موسيقية تفاعلية غير مسبوقة في القاهرة    حرب شائعات.. المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء ينفي معلومات مغلوطة بشأن تصدير المانجو    ضبط 2.5 طن أعلاف مخلوطة بالقمح المحلي في التل الكبير بالإسماعيلية    10 سنوات على انطلاق البرنامج.. أفكار الخبراء لتطوير «تكافل وكرامة»    اليوم.. نظر دعوى الفنانة انتصار لزيادة نفقة أبنائها    أسماء المقبولين بمسابقة 30 ألف معلم.. تعليم الشرقية تعلن النتائج    نشرة التوك شو| الاتحاد الأوروبي يدعم مصر ماليا بسبب اللاجئين.. والضرائب تفتح "صفحة جديدة" مع الممولين    خبيرة أسرية: البيت بلا حب يشبه "بيت مظلم" بلا روح    الفيلم الفلسطينى كان ياما كان فى غزة يفوز بجائزة أفضل ممثل بمهرجان كان    هل يجوز الحج عن الوالد المتوفي.. دار الإفتاء توضح    اليونيسف: دخول 107 شاحنات لغزة أمر لا يكفي مطلقا إزاء الوضع الكارثي بالقطاع    واشنطن ترفع العقوبات عن موانئ اللاذقية وطرطوس والبنوك السورية    ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري ل"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة    اليوم.. منتدى القاهرة ل«التغير المناخى» يحتفل بمرور 100 عام على فعالياته بين مصر وألمانيا    بن شريفة: بنتايج من أفضل لاعب في مركزه.. ومصدق مستقبل الدفاع المغربي    حلمي طولان: تراجعنا عن تعيين البدري مدربًا للمنتخب لهذا السبب    الضرائب: أي موظف يستطيع معرفة مفردات المرتب بالرقم القومي عبر المنظومة الإلكترونية    النسخة الأفضل مِنكَ    هزة أرضية جديدة تضرب جزيرة "كريت" اليونانية    استشارية أسرية: الحب مجرد تفاعل هرموني لا يصمد أمام ضغوط الحياة    أسماء المقبولين في مسابقة 30 ألف معلم الدفعة الثالثة بالشرقية (مستند)    وول ستريت تهبط بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبى    بالأسماء.. «تعليم الإسكندرية» تعلن قائمة المقبولين بمسابقة ال30 ألف معلم    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 24 مايو 2025    الأرصاد الجوية: طقس الغد شديد الحرارة نهارا والعظمى بالقاهرة 37 درجة    مصر تعيد 71 مواطنا مصريًا من ليبيا    وفاة 3 شباب إثر حادث سير أليم بكفر الشيخ    وزير الزراعة: صادرات مصر الزراعية إلى السعودية تتجاوز 12% من إجمالي صادراتها للعالم    "الظروف القهرية يعلم بها القاصي والداني".. بيراميدز يوضح تفاصيل شكواه للمحكمة الرياضية بشأن انسحاب الأهلي أمام الزمالك    يوريشتش يستقر على تشكيل بيراميدز أمام صن داونز.. يجهز القوة الضاربة    صلاح سليمان: مباراة بتروجت مهمة للزمالك لاستعادة الانتصارات قبل نهائى الكأس    القيعي: الأهلي لم يحضر فقط في القمة.. وقرارات المسابقة «توصيات»    عمرو أديب: الناس بتقول فيه حاجة مهمة هتحصل في البلد اليومين الجايين (فيديو)    بعد وفاة زوجها.. كارول سماحة لابنتها: هكون ليكي الأمان والسند والحضن لآخر لحظة من عمري    "الثقافة" تصدر "قراءات في النقد الأدبي" للدكتور جابر عصفور    تعرف على نتائج المصريين فى اليوم الثانى لبطولة بالم هيلز المفتوحة للإسكواش    ننشر أسماء المقبولين في وظيفة «معلم مساعد» بالمنوفية| صور    نصائح لتجنب الارتجاع المريئي، و7 أطعمة تساعد على تخفيف أعراضه    ارتفاع حالات الحصبة في الولايات المتحدة وسط مخاوف من انتشار واسع    أخبار × 24 ساعة.. حصاد 3.1 مليون فدان قمح وتوريد أكثر من 3.2 مليون طن    وفقا للحسابات الفلكية.. موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى 2025    ما حكم الكلام فى الهاتف المحمول أثناء الطواف؟.. شوقى علام يجيب    انطلاق امتحانات العام الجامعي 2024–2025 بجامعة قناة السويس    هل يحرم على المُضحّي قصّ شعره وأظافره في العشر الأوائل؟.. أمين الفتوى يوضح    إيفاد قافلتين طبيتين لمرضى الغسيل الكلوي في جيبوتي    خطيب المسجد النبوى يوجه رسالة مؤثرة لحجاج بيت الله    بحضور انتصار السيسي، "القومي لذوي الهمم" ينظم احتفالية "معًا نقدر"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وحيد حامد فى حوار خاص ل«الوفد»: أتعرض للتهديد والتشهير لمنعى من الكتابة عن مستشفى 57357
قال: الرئيس السيسى لم يقصر فى حق المثقفين
نشر في الوفد يوم 27 - 06 - 2018


أجرى الحوار: صفوت دسوقى - تصوير: محمد فوزى
الفساد قوى.. ومن تعوّد عليه لن يتركه بسهولة
غلاء الأسعار سببه تجاهل الإصلاح الاقتصادى خلال العقود الماضية
أتوقف عن الكتابة عندما تأتى النهاية.. والدولة لا تهتم ببناء الإنسان
فقدنا حالة العشق فى كل شىء.. وحالة الانكسار تغطى وجوه الناس
«مصر» النموذج المبشر فى المنطقة العربية.. وحزين لأننا نقلد «دبى»
التشفى فى منتخب كرة القدم أمر طبيعى بسبب فساد اتحاد الكرة
الاقتصاد لا ينهض ب«الجباية» ولكن بالعمل والإنتاج
نجوم الماضى كانوا أكثر إخلاصًا من الجيل الجديد.. وأغلب الفنانين يعتبرون التمثيل «باب رزق»
الفضائيات البديلة جميعها فاشلة.. وتطوير «ماسبيرو» كان أفضل وأرخص
كثرة علامات الاستفهام تهدد كيان الدولة.. ولا نمتلك ثقافة الاختلاف
المواطن المصرى استقبل موجات الغلاء بالسخرية.. ومن المستحيل العيش على التبرعات والصدقات
كبت الإبداع يخلق جيلاً من «الفراخ».. ولست راضيًا عن حال السينما
الدراما فى مأزق بسبب الاقتباس والتمصير.. والثقافة مسئولية الدولة
الدولة لا «تستظرف» المثقف.. والسبب أنه يفتش عن الحرية والعدل
أقول للحكام العرب: كيف أحوالكم.. سلامات
أسافر فى رحلة علاج قريباً
أشعر بحيرة شديدة عندما أحاول قراءة ملامح الكاتب وحيد حامد، فجلوسه الدائم فى فندق شهير مطل على النيل يعزز فكرة أنه يعيش بمعزل عن الناس ولا توجد بينه وبينهم أى خطوط تماس، وعندما أتأمل سيرة هذا الكاتب الكبير وإنتاجه الأدبى على شاشة السينما وورق الصحف أكتشف أنه «مواطن مصرى» طموحاته لا تعرف نهاية ولكنه لا يجد مناخاً محفزاً أو بيئة حاضنة.
أدرك «حامد» أن المصداقية هى طريق العبور إلى قلب ووجدان القارئ.. لا يؤمن بهزيمة الكاتب فى قضية مهما كانت أبعادها وأبطالها ولذا يحسب حساباً لكل كلمة يكتبها.. منذ سنوات كتب مقالاً عنوانه «عن الفساد سألونى» أكد خلاله أن الفساد آفة ترفض الرحيل.. ومنذ أيام فتح فصلاً جديداً من فصول الفساد حين كشف عن كارثة تحدث فى مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال.. لفت الانتباه إلى واقع مرير داخل مستشفى تم تأسيسه لغرض نبيل وأحالته الضمائر الخربة إلى بركة فساد.. الضحايا فيها فراشات بريئة والبطل أخطبوط!!
رغم ظروفه الصحية الصعبة وعناء الكتابة، وافق «حامد» على إجراء الحوار، وعندما التقيته حضر فى عقلى ألف سؤال وسؤال عن حالة الثقافة، والوطن والإعلام والأسعار وحجم الفساد والاقتصاد وقبل الحوار سألته متى تتوقف عن الكتابة وتغلق الأبواب والنوافذ المفتوحة بينك وبين الناس، قال دون تفكير: عندما يحين الأجل وتأتى النهاية.
الإقامة فى فندق خمس نجوم تجعل البعض يظن أن وحيد حامد بعيد عن الناس.. رغم أن إنتاجك الأدبى ينحاز للناس فقط.. كيف ذلك؟
- ظاهرياً أبدو بعيداً عن الناس.. معك حق هناك من يتصور أن جلوسى فى فندق خمس نجوم أمر كفيل بإبعادى عن هموم وأحلام الناس والحقيقة غير ذلك، أنا بطبعى أحب الهدوء ويومياً أذهب للفندق للكتابة فى مكان هادئ، لأننى أكره الأماكن المغلقة وأحب الأماكن المفتوحة، ويجب أن تعرف أننى بعد الانتهاء من الكتابة أعود للبيت وفى طريقى للبيت أقوم بشراء ما أحتاجه، مثل أى إنسان مصرى، فأنا أشترى الخضار وأركب الميكروباص، تعودت أن أذهب للناس ولا أنتظر حتى يأتوا إلىّ، لذا أشعر بمعاناتهم وألمس مصدر تعاستهم وفرحتهم أيضاً.
من واقع خبرتك الطويلة، كيف يكسب الكاتب القارئ ويضمن ولاءه؟
- المصداقية هى الطريق الوحيد حتى يعبر الكاتب الحقيقى إلى وجدان القارئ، فلو كذب الكاتب مرة على جمهوره سوف يخسر كثيراً، وعموماً أن تكسب قارئاً أمر صعب جداً، ولكن خسارته سهلة لأن الكاتب عندما يفرط فى مبادئه ويتنازل عن قناعاته يسقط من نظر القارئ وينصرف عنه.
قلت إنك تمشى فى الشارع وتتعامل مع البائعين.. كيف ترى حال المواطن بعد ثورتين؟
- أرى أن المواطن المصرى أصبح محبطاً جداً، وأرى أن سبب هذا الإحباط هو المبالغة فى الأحلام ورفع سقف الأمنيات، فعندما تتأمل وجوه الناس ترى انكساراً ومسحة من الحزن.. كانت هناك أمنيات عريضة وبكل أسف لم تلمس هذه الأمنيات أرض الواقع، ولذا حدث إحباط لدى الناس فى الشارع.
منذ سنوات طويلة قرأت لك مقالاً عنوانه «عن الفساد سألونى»، فهل تراجع مؤشر الفساد فى مجتمعنا؟
- الفساد فى مجتمعنا لا يتراجع، فهو ينشط ويحافظ على مكانته، لذا آفة الفساد موجودة وترفض الرحيل.. ولا أبالغ إذا قلت إننى ككاتب أحارب الفساد بكل قوتى ومستعد أن أدفع ثمن ذلك لأننى أحلم بوطن خالٍ من الفساد.
لماذا تلوم الناس على المبالغة فى الأحلام بعد الثورة؟
- ألوم الناس لسبب بسيط وواضح أيضاً.. الناس تصورت وظنت أن بعد الثورة ستأتى أيام اللبن والعسل وهذا الاعتقاد خاطئ جداً فدائماً تأتى سنوات من الضنك بعد الثورات، وهذا لا يحدث فى مصر فقط وإنما يحدث فى كل مكان فى العالم.. فقد راح الناس يبالغون فى أحلامهم ويتمادون فى بناء عالم من الخيال الوردى وبكل أسف الواقع شىء آخر والحقائق أكثر إيلاماً.
من وحى أفلام وحيد حامد.. من هو «البرىء» فى مجتمعنا؟
- البرىء فى مجتمعنا هو المواطن المصرى، فهو يقاوم قدر المستطاع فى صلابة وعليك أن تنسى الفئة الغوغائية، فكل شعوب العالم توجد فيها فئة ضالة ومرتزقة تعيش على المتاجرة بآلام الناس انسى هذه الفئة رغم أنها موجودة بكثرة.. لكن فى حقيقة الأمر المواطن المصرى يعيش الواقع ويتكيف معه فهو بطل، لأنه يتكيف مع الواقع المر ويراهن دائماً على مستقبل أفضل داخل وطنه الذى يشعر على أرضه بالاستقرار ويبحث تحت سمائه عن الأمان.
لماذا تضع الدولة من وجهة نظرك «المثقف» فى خانة العدو وهل تخشاه بالفعل؟
- الدولة لا تضع المثقف فى خانة العدو ولكن تقدر تقول «مفيش استظراف» بين الدولة والمثقف، مشكلة المثقف أنه يفتش عن الأشياء المزعجة لأى نظام حكم.. يبحث عن العدل يبحث عن الحرية ويبحث عن الرخاء، فكل هذه الأشياء مزعجة لأى نظام وعموماً فى كل دول العالم لا توجد حميمية بين المثقف والدولة.
البعض يظن أن الدولة تتعمد تهميش المثقفين.. تتفق أم تختلف مع هذا الرأى؟
- لا أظن ذلك.. فالرئيس عبدالفتاح السيسى لم يقصر فى هذا الأمر وأذكر أنه اجتمع بالمثقفين وكنت حاضراً فى الولاية الأولى وتكرر ذلك أكثر من مرة وربما يحدث ذلك أيضًا فى الوقت الحالى ولكنه فى الباطن وليس ظاهراً.
وعموما أرى أن وجود المثقف خاصة إذا كان صاحب رؤية واعية ولديه أفكار رائعة وجادة للمستقبل أمر طيب ويعود بالنفع.. المثقف الوطنى الواعى يضىء الطريق ويضع روشتة لعلاج الأخطاء وهذا أمر مطلوب وضرورى فى أى مجتمع يتمنى النهوض والعبور إلى الأمام.
كم مرة حاول خصومك إخراس لسانك وطلبوا منك التوقف عن الكتابة؟
- حدث ذلك معى كثيراً فقد خضت معارك صعبة وحاول خصومى فى هذه المعارك منعى من الاستمرار وطلبوا أن أتوقف عن الكتابة وأخيراً ما يحدث معى الآن بسبب مستشفى 57357، لعلاج سرطان الأطفال والتى أحاول كشف تجاوزات وأخطاء القائمين على إدارته وهدفى هو تصحيح الأخطاء وعقاب المتورطين بسبب معركتى فى هذا المستشفى حاولت شخصيات كبيرة وشخصيات صغيرة منعى من الاستمرار وحالياً أتعرض للتهديد والتشهير وما زلت مستمراً وصامداً ولن أتراجع لأننى مؤمن بقضيتى ومؤمن أيضًا بأن الكاتب لا يهزم فى أى قضية يخوضها ما دام يمتلك صوت الحق.
ما النتيجة التى توصل إليها الكاتب وحيد حامد بعد فتح ملف مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال؟
- النتيجة التى توصلت إليها أن الفساد قوى.
وكيف ترى سبل العلاج للتخلص من آفة الفساد؟
- الفساد موجود كما قلت فى بداية حوارى وهو ينشط ويحافظ على وجوده، وعليك أن تعرف أيضًا أن الفساد ليس وليد لحظة وهو موجود فى كل المجتمعات بدرجات متفاوتة بمعنى أنه قد يكون شديداً فى مجتمع وضعيفاً فى مجتمع آخر ولكنه موجود فى بلدنا بشكل وصورة قوية وعلاجه مستحيل يكون فى يوم وليلة لأن من تعود على الفساد لن يتركه بسهولة لأنه ميكروب يصعب التخلص منه ولكنى دائماً متفائل بوجود الشرفاء المحبين والمخلصين لهذا الوطن العظيم.
عودة إلى السيناريست وحيد حامد.. هل ما زالت السينما انعكاساً للواقع الذى نحياه؟
- بكل أسف السينما ليست انعكاساً للواقع الذى نعيشه الآن.. السينما أصبحت مشاريع استثمارية الهدف منها جنى الأرباح وتسلية المشاهد، لا توجد أعمال تعبر عن الواقع بشكل صادق وأمين ولا توجد أعمال تحمل رسالة الكل «عاوز فلوس وخلاص».
وماذا عن حال الدراما التليفزيونية؟
- حال الدراما لا يختلف كثيراً عن حال السينما.. صناع الدراما لا يقدمون موضوعات من داخل المجتمع المصرى.. أغلب الأعمال الدرامية للأسف الشديد مقتبسة ويعاد تمصيرها فلا تحمل المسلسلات التى ظهرت فى السنوات الأخيرة رؤية أو فكراً ولا تناقش قضايا مجتمعية.
فى رأيك، من المسئول عن تدهور حال الدراما: مستوى الكتابة أم طموح المنتجين؟
- أرى أن الأزمة فى الطرفين.. الكتابة والإنتاج، فالمنتج هدفه أن يعيد أمواله وعليها نسبة كبيرة من الأرباح ولا يهمه فكر أو رؤية ولذا أقول دائماً إنه يجب أن يكون الإعلام والثقافة مسئولية الدولة ويجب عليها أن تنفق على الإعلام والثقافة بنفس القدر الذى ننفق به على التعليم والصحة.
وتابع وحيد حامد حديثه بحماس شديد: بكل أسف، الدولة لا تهتم ببناء الإنسان لذا تهمل الثقافة وإذا أردنا عمل تنوير، فمن الضرورى بناء الإنسان، فلو تركنا الأمر فى أيادى تجار الصناعة لن تجد أعمالاً فنية ترتقى بالإنسان وتسهم فى توسيع وتفتيح مداركه، بالمناسبة البعض يظن أن بناء الإنسان أمر ممكن أن يحدث من خلال محاضرة أو ندوة، وهذا خطأ كبير لأن تنوير الإنسان يحتاج إلى سياسات ممتدة ولا بد أن تتحد فيها الجهود وأن تتكاتف جهود التعليم مع الآثار والإعلام والثقافة لعمل منظومة ناجحة ومتكاملة هدفها هو بناء وتنوير الإنسان الذى يعد الحلقة الأساسية فى سلسلة التنمية، بكل أسف يوجد إهمال كبير فى مصر فى هذا الاتجاه، أتمنى من كل قلبى أن تلتفت الدولة لهذا الموضوع لأنه بالفعل خطير ويحتاج إلى نظرة عميقة لأن الإنسان هو المحور والبطل فى قضية التنمية.
فى رأيك، إلى أى مدى سوف يتحمل المواطن المصرى موجات الغلاء المتلاحقة؟
- فى البداية، يجب التأكيد أن الغلاء مفروض علينا ولن أقول مفروضاً من دول أجنبية ولكن الحقيقة أننا أهملنا الإصلاح الاقتصادى منذ سنوات بعيدة بسبب أخطاء الحكام السابقين الذين حاولوا إرضاء المواطن المصرى ولم يقوموا بعمل إصلاحات اقتصادية سليمة وأرى أن الشعب المصرى قد استقبل موجات الغلاء بعبقريته المعهودة، فقد سخر منها من خلال النكات ومن خلال التعليقات المضحكة عبر مواقع التواصل الاجتماعى وفى مقدمتها «الفيس بوك».. الشعب المصرى ما زال مصراً على الضحك والابتسام فى التعامل مع الأشياء المؤلمة.
البعض يرى أن من الخطأ عمل إصلاح اقتصادى من جيوب المواطنين.. ما رأيك؟
- أرى أنه لا توجد نهضة اقتصادية حقيقية على -أنك تحصل فلوس من الناس-ن فكل الشعوب التى نهضت وحققت تقدماً اقتصادياً اعتمدت على الإنتاج.. بصراحة شديدة من المستحيل أن تستمر الحياة دون عمل، من الصعب أن تستمر الحياة على الصدقات والتبرعات والمنح، الجميع يدرك جيداً أننا شعب لا يعمل.. وكل الشعوب الناهضة قامت على العمل والإنتاج، فى مصر ظهرت المهن الطفيلية وهى مهن لا تنتج ولا تسهم فى نهضة المجتمع، أغلب الناس تركت الصناعة واتجهت لركوب «التوك توك»، كيف يساهم هذا الأمر فى تطور اقتصادى؟.. الاقتصاد الحقيقى هو الذى يقدم إنتاجاً فمثلاً يجب أن نزرع ونجنى، ويجب أن نصنع ونصدر، لكن المهن الطفيلية لن تساهم فى بناء المجتمع أو تحقق عائدات مربحة.
كيف يرى وحيد حامد دور لجنة الدراما وهل هذا يعنى إلغاء دور الرقابة؟
- أرى أنه توجد ازدواجية غير مشروعة.. أنا شخصياً لا أعترف إلا بالرقابة على المصنفات الفنية وأرى
أنه كيان يحتاج إلى تطوير وتغيير وضخ دماء جديدة كما يحتاج إلى قوانين منصفة وعادلة، وفى الوقت نفسه أرى أن لجنة الدراما ولجنة الرصد مجرد كيانات عشوائية وأرفض الاعتراف بها.
هل سبق وحدث صدام بينك وبين الرقابة؟
- مرات كثيرة وقع صدام بينى وبين الرقابة على المصنفات الفنية والحقيقة أنى كنت أشعر بالاطمئنان، لأن الرقابة يحكمها قانون ولا يسيطر عليها هوى شخص أو أمزجة متغيرة.. فالقانون يفرض نفسه على الرقابة وعلى المبدع، ولذا كنت أشعر بالأمان لأن القانون هنا جهة الحسم وليس مزاجاً شخصياً.. ولذا سوف أقول دائماً إننى ضد أى كيانات عشوائية تمارس أموراً ليس من حقها وتحاول فرض قيود على الإبداع وكبت الحريات بدعوى حماية الآداب العامة وصيانة المجتمع من الإسفاف والابتذال.. أنا مؤمن أيضًا بأن ضمير المبدع هو الرقيب الأول.. لذا يحاول المبدع الحقيقى تقديم الشىء المفيد للمجتمع الذى يساهم بالارتقاء بالمتلقى وبث أشياء وقيم جميلة فى المجتمع.
فى رأيك ما التأثير الناتج عن كبت حرية الإبداع؟
- هذا الأمر سوف يخلق جيل «داجن» أقصد جيلاً من الفراخ وبلا ثقافة حقيقية وعاجزاً عن الدفاع عن حقوقه وقضاياه.
متى يتوقف وحيد حامد عن الكتابة ويغلق الأبواب والنوافذ المفتوحة بينه وبين الجمهور؟
- طوال عمرى أرى أن الكتابة بالنسبة لى هى الدافع الأول لاستمرارى فى الحياة ولذلك أعتقد أننى سوف أنتهى عندما أتوقف عن الكتابة.
وحيد حامد الأب كيف تعامل مع مروان حامد الابن؟
- تعاملت معه بمنطق الطيور.. فالطائر يظل فى حضن والديه حتى يكبر ويطلع له ريش.. عندما يكتمل ريشه لا يسمح له والداه بالبقاء فى المنزل وعليه أن يخرج لرسم طريقه ومستقبله.. مروان نجح فى ذلك فقد منحته الحرية ليرسم مستقبله ولا أبالغ إذا قلت إننى أعرف أخباره من الصحف والأصدقاء المقربين ويسعدنى إشادة الناس بثقافته وتربيته وتواضعه وذكائه فى التعامل مع الناس.. صحيح أنا سعيد بنجاح مروان حامد فى مجاله وتميزه ولكننى سعيد أكثر بإشادة الناس بتربية ومستوى ثقافته وحرصه على الاطلاع.
نريد الاطمئنان على حالتك الصحية؟
- الحمد لله على كل شىء.. ولكن سوف أسافر مطلع الشهر القادم لإجراء عملية دقيقة فى القلب وأطمع فى دعوات المخلصين.
هل تشعر بالرضا عن استقبال الجمهور للجزء الثانى من مسلسل «الجماعة»؟
- بكل تأكيد.. الجزء الثانى كان الأكثر عمقاً، حيث نضجت فى أحداثه جماعة الإخوان وعندما وقفت على قدميها صنعت معارك داخل المجتمع وصارت أكثر خشونة.. تقدر تقول إن الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» كان أخطر فكرياً من الجزء الأول.
وبماذا تفسر تعرضك للهجوم من قبل جهات كثيرة واتهامك بعدم تحرى الدقة؟
- بالفعل هاجمنى الناصريون، لأننى قلت فى الأحداث إن جمال عبدالناصر كان ينتمى لجماعة الإخوان وتلك حقيقة.. كما هاجمتنى جريدة «الوفد» التى أعتز بها وكنت أتمنى أن يكون الرد على ما ورد فى المسلسل بالحجج والدلائل، ودفع المسلسل الكثير من الناس للتجريح فى شخصى وهذا الأمر أصابنى بالحزن وجعلنى أكتشف أننا مجتمع لا يمتلك ثقافة الاختلاف.. وفى أغلب الأحيان يكون الرد على الاختلاف فى الرأى ووجهات النظر بالتجريح وهذا أمر صعب.
منحك القدر فرصة اللقاء بعدد كبير من الفنانين الكبار.. ما الفرق بين نجوم الزمن الماضى والجيل الحالى؟
- اشتغلت بالفعل مع جيل من العظماء، أمثال صلاح منصور ومحمود مرسى وسميحة أيوب ومحسنة توفيق ومحمد الدفراوى ومن جيل الوسط إلهام شاهين وليلى علوى ومحمود عبدالعزيز وعادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف وأرى أن الفرق الوحيد بين الجيل القديم والجديد هو أن نجوم الزمن الماضى كانوا أكثر إخلاصاً من الجيل الحالى.. كنت ألمس وجود حالة من العشق بين الفنانين والعمل الفنى لكن فى الوقت الحالى أغلب الجيل الحالى يسترزق من مهنة التمثيل.. ولذا تراجع مستوى الأعمال الفنية وبانت الصورة، تبدو كأنها تجارية وليست فنية، فما زلت أرى أن السينما باتت مشاريع استثمارية الهدف منها الربح ولذا لا يفكر المنتج فى قيمة العمل الفنى ولكنه يفكر فى تحقيق أكبر نسبة من الربح.
كيف يقرأ وحيد حامد مستقبل الصحافة الورقية فى ظل ثورة الإنترنت؟
- لا أعرف، فلست صحفياً بالمعنى الحرفى ولكن من الواضح أن الانترنت أثر على الصحافة الورقية لم تعد تشم رائحة الجرائد فى الشارع كما كانت فى الماضى.. وباتت ظاهرة شراء الجرائد أشبه بالعادات الطيبة.. بمعنى أنك لو كنت حريصاً على شراء الجرائد منذ الصغر فسوف تواظب على هذا الأمر ولكن لا أحد يستطيع أن ينكر أن الصحافة الإلكترونية باتت مؤثرة ويكفى أن الخبر يصل فى لحظة على التليفون ويستطيع أى شخص معه تليفون أن يقرأ ويطالع الأخبار بسهولة ودون عناء.
خروج منتخب كرة القدم بصورة غير لائقة أصاب المصريين بالضيق ودفع الكثير منهم للتشفى.. بماذا تفسر ذلك؟
- أنا بصراحة شديد الحزن ولا أعرف لماذا تحاول فتح موضوعات محزنة، جربت مرة الإحساس بالفشل.. أنا جربت وذقت مرارة الفشل فقد رسبت أكثر من مرة فى مشوارى التعليمى ويا له من إحساس مؤلم وقاس.. أنا «مش كروى» لكنى شعرت بالضيق وأتصور أن تشفى البعض والشماتة حدثت بسبب ما نشر عن فساد اتحاد كرة القدم وعدم الانضباط وهذا دفع الناس للتشفى والتعبير عن غضبهم بالهجوم على اللاعبين والمدرب وأعضاء اتحاد الكرة.
بعيداً عن القاهرة بأفراحها وأحزانها.. كيف ترى حالة الانفتاح التى ألقت بظلالها على المملكة العربية السعودية؟
- مفيش غير جملة واحدة تتقال فى الموضوع ده.. ربنا يتمم بخير.
لو طلبت منك كتابة رسالة للحكام العرب، فماذا تقول فيها؟
- أقول للحكام العرب «سلامات.. كيف حالكم»، وهذا يكفى.
جمهورك يريد معرفة آخر مشروعاتك الفنية؟
- توجد أفكار ومشروعات بالفعل ولكن لن أستطيع كشف التفاصيل عنها وسوف أعلن عنها عقب عودتى من رحلة العلاج بإذن الله.. فكما قلت فى موضع سابق سوف أسافر مطلع الشهر القادم لإجراء جراحة فى القلب.
البعض يرى أن الدولة أهملت ماسبيرو وأن الفضائيات البديلة لم تملأ الساحة.. ما رأيك؟
- الفضائيات البديلة كلها فاشلة ولو تم إنفاق الأموال التى ضخت من أجلها على التليفزيون المصرى لأصبح الحال أفضل وتم حل مشاكل التليفزيون.. هذا الكلام أقوله على مسئوليتى.. الفضائيات التى ظهرت لم تحقق أى نجاح وكان من الأجدى والأفضل تحسين حال ماسبيرو وتطويره.. أنا بكل تأكيد لست راضيًا عن حال التليفزيون وكانت لدينا فرصة لتطويره ولكن للأسف تم الاهتمام بتأسيس فضائيات جديدة صاحبتها ضجة وقت انطلاقها ولكن فشلت وعلى المسئولين الاعتراف بذلك لأن الحقائق واضحة تمامًا مثل الشمس والواقع لا يكذب.
وحيد حامد ليس راضيًا عن حال السينما والدراما التليفزيونية.. فما رأيه فى حال الغناء؟
- لم تجذبنى التجارب الجديدة فى الغناء، فما زلت أسمع القديم وأعيش معه وأتصور أن التجارب الجديدة لم تترك علامات مميزة لأننا فقدنا حالة العشق للشىء وعلى الفنان أن يسأل نفسه هو يغنى للفن أم للفلوس وأرى أن الإجابة الصحيحة أنه يغنى للفلوس ولذا وصلنا إلى هذا الحال.
كيف ترى ظاهرة محمد رمضان فى الوسط الفنى؟
- «هياخد وقته».
حتى الآن لم تظهر موهبة مماثلة للراحل أحمد زكى.. هل تملك تفسيراً؟
- سبحان الله الخالق العظيم.. سوف يتكرر أحمد زكى، مصر قادرة على فرز العديد من المواهب فى الفن والطب والهندسة والحكاية كلها مسألة وقت.
عودة للسياسة.. ما الدولة العربية التى تراها نموذجاً مشرفاً ومبشراً أيضاً؟
- بدون تحيز مصر هى النموذج الوحيد المبشر فى المنطقة العربية وتحمل تفاؤلاً كبيراً.. ولكن العيب الوحيد أننا بكل أسف نحاول تقليد «دبى» والمفروض العكس أن تقلدنا دبى.
كلمة أخيرة يقولها وحيد حامد للقارئ.
- أتمنى أن أكون ضيفاً مقبولاً على القارئ عندما أكتب على صفحات الوفد.. تلك الجريدة الكبيرة التى أعتز بها وبتاريخها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.