بقلم: د. أحمد على سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعد هذه الرحلة الروحية الجلية يأتى العيد.. والعيد هو يوم الفائزين.. وعيد الفطر يسمى فى السماء بيوم الجائزة؛ لأن الملائكة فى السماء تخصص لكل صائم بطاقة مدوناً فيها طاعاته وحسناته طوال شهر رمضان، ثم تدخر هذه الجوائز فى الملأ الأعلى حتى يقوم الناس لرب العالمين. وفى هذا اليوم المبارك يجب علينا أن ننتهج نهج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقد كان يغتسل ويتطيب ويلبس أجمل ثيابه، ويفطر على تمرات قبل أن يخرج إلى المصلى، قال أنس (رضى الله عنه): كان النبى (صلى الله عليه وسلم) لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات ويأكلهن وترًا.. وكان (صلى الله عليه وسلم) يخرج إلى المصلى مبكرًا ومكبرًا، يذهب من طريق، ويعود من طريق آخر، وكان يصلى فى الخلاء حتى يتجمع المسلمون فى مكان واحد. وكان يؤخر صلاة عيد الفطر قليلاً، ويعظ الناس ويأمرهم بأداء زكاة الفطر قبل أن يصلى، ويسن لجميع المسلمين -حتى النساء والأطفال والشيوخ أن يتوجهوا للمصلى، ويشهدوا صلاة العيد حتى يعم الترابط، وتسود المحبة والألفة بين المسلمين.. وفى هذا اليوم المبارك يجب علينا أن نصل الرحم، ونعفو عن المسىء، ونفشى السلام، ونطعم الطعام، لقول النبى (صلى الله عليه وسلم): "يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ" (أخرجه ابن ماجة). ويجب علينا كذلك عيادة المريض، وإدخال البهجة على الأطفال بوسائل الترفيه المباحة شرعاً، وأن نوسع عليهم وعلى الفقراء واليتامى والمساكين.. حتى يعم الفرح والسرور. وينبغى علينا أن نقلع عن العادات السيئة، كالإسراف والتبذير والضوضاء التى تنبعث من الألعاب النارية.. وغيرها. ويجب أن نكون فى ذكر وشكر دائمين لله رب العالمين. وهكذا فالعيد هو يوم التعاطف والتساند والتآلف وتأكيد أواصر المحبة، وتعظيم صلة الرحم بين المسلمين.