المونديال.. فرصة ذهبية للترويج السياحى لمصر

كأس العالم.. «مش كورة وبس»

تحقيق - دعاء مهران / إشراف : نادية صبحي
كأس العالم الذى ينطلق يوم 14 يونية الجارى, ليس فقط منافسات فى كرة القدم بين أقوى منتخبات العالم, ولكنه فوق هذا فرصة ذهبية يجب أن نغتنمها للترويج للسياحة المصرية.
ويؤكد خبراء السياحة أن مشاركة المنتخب المصرى فى هذا الحدث العالمى يساعد بشكل كبير فى الترويج السياحى لمصر فى المونديال الذى يشاهده مليارات البشر.
واستغلال الأحداث الرياضية للترويج السياحى, ليس جديدًا على مصر, فسبق أن تعاقدت وزارة السياحة العام الماضى مع نادى روما الإيطالى لاستغلال مبارياته وملاعبه فى الترويج السياحى لمصر.
وأكدت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة السياحة, أهمية تعظيم الاستفاد ة من آليات الترويج غير التقليدية, واستغلال الأحداث الرياضية العالمية للترويج للسياحة المصرية, خاصة أن مباريات كرة القدم يتابعها الملايين حول العالم من جميع الفئات والأعمار. وتطبيقًا لهذه الرؤية تعاقدت وزارة السياحة مع نادى روما الإيطالى الذى يحظى بتشجيع 3 ملايين مشجع إيطالى ونشرت إعلانات حول الملعب الأوليمبى بروما, وإعلانات على راديو وتليفزيون روما, بالإضافة إلى الموقع الرسمى ووسائل التواصل الاجتماعى للنادى, مضيفة أن الحملة استهدفت المساهمة فى استعادة الحركة الوافدة من إيطاليا.
واستمرت حملة السياحة مع النادى خلال الموسم الكروى الماضى, خلال المباريات التى لعبها فريق روما على أرضه فى الكأس والدورى الإيطالى, وتضمنت وضع إعلانات حول الملعب أثناء مباريات الفريق الايطالى, مع عرض الفيديو الترويجى للحملة على الشاشتين الكبار بالاستاد Mega screen, وعبر راديو فريق إيه إس روما.
وفى ذات الاتجاه ناشد العاملون بقطاع السياحة الرئيس عبدالفتاح السيسى باستغلال صعود مصر للمونديال فى الاستثمار والتروبج السياحى لمصر, وذلك مع اقتراب عودة السياحة الروسية لمصر, بعد توقف دام لمدة عامين.
وقال عمارى عبدالعظيم, رئيس شعبة السياحة بالغرف التجارية: إن كأس العالم فرصة كبيرة جدا للترويج للسياحة المصرية, لكونه الحدث الذى يشاهده مئات الملايين حول العالم, لافتًا إلى أن الدعاية والتسويق للسياحة المصرية فى ذلك التوقيت سوف يكون له أثار إيجابية.
ودعا «عبدالعظيم» وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة, لاستخدام كافة السبل المتاحة, لاستغلال الحدث للترويج للسياحة والآثار المصرية, سواء من خلال تصوير إعلان يرصد أهم المعالم السياحية بمصر, كما أنه من الممكن أن يتم أستغلال تيشرتات المنتخب
للدعاية خلال خوضهم المباريات, وخاصة أن المنتخب سوف يجمعه مباراة مع المنتخب الروسى, والجميع يعلم مدى أهمية السياحة الروسية لمصر خلال السنوات الماضية. وأوضح أن من أهم الخطوات التى يجب مراعاتها, هو أهمية تصوير الإعلان فى أهم المناطق السياحية الجاذبة, كما يجب التركيز على السياحة الدينية ومسار العائلة المقدسة, لكى نستطيع إحياء مسار العائلة المقدسة والحج لمصر.
وأكد رئيس شعبة السياحة بالغرف التجارية أن منتخب مصر, فى الوقت الحالى أصبح غنى بالنجوم أصحاب الشهرة العالمية, كما يلعب أغلبهم فى الدوريات الأوروبية, كما أن المنتخب المصرى أصبح يضم نجم من أهم لاعبى العالم وهو محمد صلاح, الذى أصبح له شهرة عالمية, مطالبًا بتصوير إعلان للترويج للسياحة المصرية, من خلال محمد صلاح, والذى يعشقه الملايين فى إنجلترا, لافتا أن الترويج السياحى لمصر فى كأس العالم, لن يأتى بمردود إيجابى فورى, ولكن الآثار الإيجابية سوف تكون على مدار الموسم السياحى المقبل.
وأشار رئيس شعبة السياحة, إلى أن وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة, هى المعنية, بالقيام بتلك الخطوات الترويجية, للسياحة المصرية خلال فاعليات كاس العالم, لافتا أن الترويج السياحى لمصر, يجب أن يلازمه توفير عوامل النجاح للسياحة المصرية, مثل الاهتمام بالطيران والاهتمام بالمناطق السياحية وتجديد الفنادق التى تهالكت بعد انخفاض حركة السياحة فى السنوات الماضية, لافتا أن وزارة السياحة أمامها الكثير من التحديات يجب أن تقوم بها بالتوازى مع فكرة الترويج, خصوصًا بعد الاتفاق على عودة الطيران المباشر بين القاهرة وموسكو, لافتًا إلى أن الاتفاقية بمثابة فتح الباب أمام عودة السياحة الروسية لمصر مرة أخرى, وهو ما يحتاج إلى جهود كبرى, للاستعداد لموسم سياحى جيد. والمعروف أن السياح الروس يمثلون نسبة كبيرة من حجم السياحة المصرية.
وبلغت أعداد السياح الروس فى مصر, ذروتها عام 2010 بعام 2014 بعدد السياح الروس فى مصر بعد عودة الرحلات الجوية بين البلدين مباشرة
إلى 3.16 مليون سائح, منهم 300 ألف فى الفترة الأولى وحدها, كما أنه من المتوقع أيضًا زيادة عائدات السياحة إلى 3.5 مليار دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من 2018.
ويعول القطاع السياحى على توفير حوالى 20% من العملة الصعبة سنويًا من القطاع, فيما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع بنحو 68 مليار جنيه «9.5 مليار دولار» وفق بيانات وزارة السياحة.
إعلانات دعائية
وقال سامى محمود وكيل وزارة السياحة لشئون التنشيط السياحى الأسبق: إنه يجب أن يكون هناك دعاية للسياحة المصرية, مكثفة خلال فاعليات كأس العالم, خاصة أن البطولة مقامة فى روسيا, والتى تعتبر السوق الأول المصدر للسياحة لمصر, فضلًا عن اجتماع العديد من الدول خلال كأس العالم بروسيا. وطالب هيئة تنشيط السياحة, بالقيام بحملات دعائية مباشرة وغير مباشرة, طوال فترة مباريات كأس العالم وبعد انتهاء فاعليات كأس العالم, لافتًا أن هيئة تنشيط السياحة هى المنوط بها القيام بهذه الحملات الدعائية للسياحة المصرية, من خلال المكتب المصرى بموسكو, ومن خلال شركة الدعاية الموقعة مع هيئة تنشيط السياحة.
وعن أهم صور الدعاية للسياحة المصرية, أكد أنه يجب أن يكون هناك حملات دعائية مباشرة من خلال تصوير إعلانات يتم بثها فى العديد من القنوات التليفزيونية والراديو, وإعلانات فى الشوارع والميادين الرئيسية بموسكو, كما يجب أن يكون هناك حملات غير مباشرة من خلال الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر», مؤكدًا أن الحملة إذا تمت بشكل مهنى وسليم سوف يكون لها دور إيجابى على التدفقات السياحية بمصر, سواء من السائحين الروس أو الجنسيات الأخرى.
محمد صلاح
وقال البرلمانى عمرو صدقى, نائب رئيس الغرف السياحية الأسبق: إن مصر تستطيع أن تستخدم محمد صلاح للترويج للسياحة المصرية, خلال فاعليات كأس العالم, لافتًا أنه أصبح أيقونة تمشى على الأرض, يقوم بالدعاية لمصر, أينما ذهب.
وأكد أن وزارة السياحة عليها دور فى حل مشكلات السياحة.. وقال: الدور الحقيقى للدعاية والترويج السياحى لمصر يقع على عائق شركات السياحة والتى يزيد عمر بعضها عن أكثر من أربعين وخمسين عامًا, مضيفًا أن أصحاب شركات السياحية على دراية كاملة بكل قطاعات السياحة فى العالم, وكيفية التعامل معهم.
وأوضح أن هيئة تنشيط السياحة, يقع عليها عائق ضخم فى الترويج للسياحة, فعليها تهيئة المناخ, ولكنها لا يجب عليها أن تتدخل فى عملية التسويق, موضحا أن الهيئة هى من تضع الاستراتيجية, بحيث إذا احتاجت مكاتب السياحة الخارجية إى معلومات ترسلها لها أو تسهيلات, ولكن من يخرج لبيع برامج سياحية ترفيهية هم شركات السياحة.
السياحة العلاجية
وقال سامى سليمان, رئيس جمعية مستثمرى السياحة بطابا ونويبع: يجب تنظيم حملات دعائية كبرى للسياحة المصرية فى الخارج.
وأوضح «سليمان» أن مصر لم يكن لديها سياحة علاجية فى الأساس, ولكنها نجحت فى أن تتواجد بقوة على خريطة السياحة العلاجية فى مصر.