محمد صلاح الدين هى زينب بنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، بنت رسول الله، وأمها خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، وقد تزوجت ابن خالتها هالة بنت خويلد «أبوالعاص بن الربيع» فولدت منه ولدا اسمه "على" وبنتاً اسمها "أمامة" وكان ذلك قبل الوحى، فلما نزل الوحى أسلمت زينب وظل أبوالعاص على شركه ولم يسلم، ولكن كان وفيا لزوجته يحبها ومتمسكاً بها. وأقامت زينب بعد هجرتها مع النبى وأقام أبوالعاص فى مكة ولكن كان حنينه لزوجته لا ينقطع حتى إنه فى يوم خرج أبوالعاص فى تجارة إلى الشام قبل الفتح فلقيته سرية رسول الله بقيادة زيد بن حارثة ثم أقبل تحت الليل حتى دخل على زينب بنت رسول الله فاستجار بها فأجارته فلما خرج رسول الله الصبح سمع زينب تصرخ من حجرتها «أيها الناس إنى قد أجرت أبا العاص»، فلما سلم الرسول من الصلاة أقبل على الناس فقال: أيها الناس هل سمعتم ما سمعت: قالوا: نعم، قال: أما والذى نفس محمد بيده ما علمت بشىء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم، فدخل على ابنته فقال: أى بنية أكرمى مثواه ولا يخلص إليك فإنك لا تحلين له، وبعث الرسول إلى رجال السرية الذين أصابوا مال أبى العاص وخيرهم أن يردوا عليه ماله ولم يكرههم النبى على شىء ولما رجع أبوالعاص أدى إلى كل ذى مال ماله، ثم قال يا معشر قريش هل بقى لأحد منكم عندى مال؟ قالوا لا فجزاك الله خيراً فقد وجدناك وفياً كريماً، قال: فأنا أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، والله ما منعنى من الإسلام إلا تخوف إن تظنوا أنى أردت أن آكل أموالكم فلما أداها الله إليكم وفرغت منها أسلمت. وقدم على رسول الله فى المدينة فى المحرم سنة سبع، ورد النبى زوجته إليه ولم يمض على إسلامه عام واحد حتى توفيت سنة ثمانٍ ثم توفى بعدها زوجها أبوالعاص سنة اثنتى عشرة تاركين وراءهما «على وأمامة» وكان علياً مع جده حين دخل مكة فاتحاً وتوفى فى حياة النبى، وأما أمامة فكان الرسول يحبها ولما كبرت تزوجها على بن أبى طالب بعد موت فاطمة الزهراء وكانت قد أوصت عليا أن يتزوجها وتوفيت أمامة بعد مقتل الإمام على بن أبى طالب.