أحمد طه فرج قال أهل العلم هو القلب الذى يتعامل مع الناس بالرحمة والتسامح، رحيم مع الناس مع الزوجة ومع الأولاد ومع الحيوانات، وقال تعالى فى القرآن الكريم: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِى قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} (الحديد):، تجد سبحان الله الإسلام كله رحمة نبدأ الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ونختم الصلاة بالسلام عليكم ورحمة الله، فالإسلام كله رحمة وتُعدّ الرّحمة خلقًا رفيعًا يتّصف به أصحاب القلوب اللطيفة التى ترقّ لآلام الخَلق، وتتجاوز عن أخطائهم، وتُحسن إليهم، وتعنى الرّأفة ولين الجانب والعطف، وقد قيل إن الرحمة رقّةٌ فى النفس، تبعث على سَوْق الخير لمن تتعدّى إليه، وهى عكس القسوة والغِلظة، كما أن من أسماء الله الحسنى الرّحمن الرّحيم، وبهما نفتتح كلَّ سورةٍ نتلوها فى القرآن الكريم بقولنا: بسم الله الرحمن الرحيم، وفى ذلك دلالةٌ واضحةٌ على تعامل الإسلام بالرّحمة، وتقديمه على غيره من الصّفات فى الأولويّة. حثّ الدّين الإسلامى على الرّحمة العامّة وأوصى بها، وأمر أتباعه بالتخلّق بهذه الصّفة، فقد جاءت رسالة الإسلام السّمحة نموذجًا مُتميزًا للرحمة، وما كانت بعثة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فى قومه إلا رحمةً لهم وللعالمين أجمعين، قال تعالى: (وَمَا أَرسلناكَ إلّا رحمةً للعالَمين) «الأنبياء: 107»، فكان أرحم النّاس بالنّاس، وأوسعهم صدرًا وعاطفةً، من طبعِه السّهولة، واللين، والرّفق، والرأفة بكل من حوله من المسلمين وغيرهم رحمة الله سبحانه وتعالى بالإنسان وخَلقه: وتتجلّى صور هذه الرحمة بهدايته عن طريق إرسال الكتب والرسالات والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وتدبير أمورهم وشئون حياتهم، وسَوْق الخير له أينما كان. والرّحمة بالوالدَين: فالأم والأب أحقّ الناس برحمة أبنائهم، وبِرّهم بهم، وعاطفتهم ولين جانبهم لهم؛ لأنّهم أصحاب الفضل فى وجوده بعد الله عزّ وجلّ، قال تعالى: (وَاخْفِض لهما جناحَ الذُّلِّ من الرَّحمةِ وقُل رَّب ارحمهُما كما ربَّيانى صغيرًا) «الإسراء:24». الرّحمة بذوى القُربى: من خلال صلة الرّحم؛ فالرّحم مُشتقّةٌ فى مبناها من الرّحمة، وعلى المسلم أن يُعين أقرباءَه على نوائب الدّهر، ويؤدّى حقوقهم، ويقوّى أواصر المحبة والمودة بينهم.