مسقط – خاص الوفد شهدت سلطنة عُمان ملحمة وطنية استمرت قبل وخلال وبعد انتهاء إعصار مكونو. أشادت العديد من التقارير العربية والدولية بنجاح الإدارة العمانية للأزمة بحكمة وهدوء تنفيذاً للتوجيهات التى يصدرها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان. قالت التقارير تم الاستعداد جيداً ومبكراً لمواجهة كافة الاحتمالات، ونتيجة التخطيط بعيد المدى، واستراتيجية الرؤية المستقبلية تمكنت سلطنة عُمان فى زمن قياسى من الاستعداد، ثم البدء فوراً فى إزالة آثار الأنواء المناخية. أكدت التقارير أن جهود مختلف الجهات المعنية تصاعدت وتضافرت مع الجهود الكبيرة التطوعية، وتم إعلان حالة الطوارئ، وقبل قدوم الإعصار بفترة عقد قطاع البحث والإنقاذ بالمنظومة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة اجتماعاً تنسيقياً مع المؤسسات الحكومية والأعضاء بالقطاع، لمناقشة الجوانب التحضيرية وإعداد الخطط المناسبة لآلية التعامل مع هذه الأزمة للتخفيف من آثارها، فيما تواصل انعقاد اجتماعات اللجنة العسكرية الرئيسية لإدارة الحالات الطارئة بقوات السلطان المسلحة. وقام سلاح الجو السلطانى العمانى بإخلاء أسر المواطنين والمقيمين العاملين بمحافظة ظفار إلى مختلف محافظات السلطنة من خلال تسيير عدة رحلات جوية. نوهت العديد من التقارير العربية والدولية عن أن السلطنة خرجت من هذا التحدى أكثر قوة، فالمحن والشدائد تظهران المعادن لتتجلى قيمة وتقاليد الدول وعمقها الحضاري، وقد جاء إعصار مكونو ليُثبت كيف أنَّ أبناء عمان قادرون على مواجهة الشدائد بروح صلبة وقدرات هائلة، لتتحد السلطنة على قلب رجل واحد. لذلك ضرب العمانيون المثل أمام العالم على يقظتهم واستعدادهم الدائم لمواجهة أى شيء يمس بلادهم، ولديهم استراتيجيات وخطط جاهزة لمواجهة أى احتمالات مهما كانت، كما تتوافر كوادر وكفاءات مدربة على أعلى مستوى، لديهم استعداداً للتنفيذ بسرعة قصوى. مع انتهاء آخر مراحل الإعصار أعلنت لجنة إدارة الحالات الجوية الاستثنائية فى اجتماع لها تلاشى التأثيرات المباشرة للحالة المدارية مكونو على أجواء السلطنة. من جانبها ثمنت اللجنة تعاون المواطنين فى متابعة التحذيرات الصادرة من المركز الوطنى للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة مما كان له الأثر الكبير فى التقليل من تأثير الإعصار المدارى (مكونو) والاستبشار بغيث الرحمن الذى أكرم الله به. كما أشادت اللجنة بجميع الجهود المبذولة من قبل اللجنة الوطنية للدفاع المدنى والقطاعات المختلفة المدنية والعسكرية. وقد استنفرت المؤسسات الخدمية والعسكرية والأمنية طاقاتها وإمكانياتها من أجل إعادة تأهيل الخدمات التى تضررت. إعادة فتح الطرق فور انتهاء الإعصار نجحت الجهود الحثيثة المتكاملة فى إعادة فتح 95% من الطرق الرئيسية والخدمية المتضررة من السيول والأودية. كما تمت إعادة فتح مطار صلالة أمام الرحلات الجوية والذى لم يتعرض لأضرار جسيمة. وتدريجياً بدأت الحركة تدب فى ولايات محافظة ظفار، ثم عادت الحياة إلى طبيعتها. وتشير الإحصائيات إلى أن أضرار «مكونو» الذى لامس جداره اليابسة فى ظفار عندما كان من الدرجة الثانية، تراجعت عن التوقعات، وذلك بفضل لطف الخالق عز وجل وتضافر جهود الدولة بكافة قطاعاتها المختلفة. وقال الدكتور أحمد بن محمد السعيدى وزير الصحة: إن هناك إشادة دولية بما تحقق من جهود ساهمت فى تقليل مستوى الأضرار، وأشار إلى أنه بتكاتف وتعاون جميع القطاعات إلى جانب المواطنين والمقيمين جاءت النتائج إيجابية والأضرار أقل من المتوقع. منذ اللحظات الأولى لانتهاء الإعصار وفى زمن قياسى شهدت سلطنة عُمان تحقيق إنجازات كبيرة لتجاوز وإزالة آثار الأنواء المناخية تنفيذاً للتوجيهات التى يصدرها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان، حيث يتابع أولاً بأول كل التطورات للاطمئنان على سلامة المواطنين والمقيمين وحماية مرافق ومكتسبات النهضة. من جانبها أشادت العديد من التقارير العربية والدولية بتكاتف الجهود، حيث تم إعلان حالة استنفار فعَّالة وعالية المستوى، أظهرت تعاون المواطنين والمتطوعين على أرض الواقع، فى ظل استنفار كافة أجهزة الدولة، بما فى ذلك قوات السلطان المسلحة بأفرعها وتشكيلاتها المختلفة وشرطة عمان السلطانية. كان لذلك أثره الكبير فى إخلاء وإيواء نحو عشرة آلاف من المواطنين والمقيمين فى ولايات محافظتى ظفار والوسطى، واستيعابهم فى نحو خمسة وستين مركز إيواء فى المحافظتين، مجهزة بكل مستلزمات الإغاثة، فضلاً عن فاعلية الاستعدادات الصحية والخدمية. فور انتهاء آخر مراحل الإعصار بدأت بالفعل وحدات الهندسة بقوات السلطان المسلحة ومجموعات العمل التابعة لعدة جهات أخرى العمل من أجل التغلب على الأضرار التى صاحبت الحالة المدارية، خاصة فيما يتصل بإعادة فتح الطرق، وإزالة أية انهيارات جبلية على جوانب بعضها، وإصلاح أية أضرار فى شبكات الكهرباء بسبب سقوط بعض أعمدة الإنارة فى بعض الولايات. تم وضع خطة للاطمئنان على استيعاب السدود كميات المياه الكبيرة، وشفط المياه من بعض البرك التى تجمعت، وشملت أيضاً إعادة المرافق إلى ما كانت عليه قبل الحالة المدارية، فى ظل تكاتف كل الجهات، ليس فقط فى محافظتى ظفار والوسطى، ولكن على المستوى الوطنى من أجل تقليل المدة الزمنية لتجاوز تلك الأضرار، وقد شكلت المحافظات الأخرى مجموعات من المتطوعين وبشكل منظم ومتكامل مع جهود الجهات المعنية. على ضوء ذلك تم التعامل مع الحالة المناخية على مدار الساعة وفى كل مراحلها بحكمة وهدوء. وأبحرت فى سلطنة عُمان عدد من سفن البحرية السلطانية العمانية من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، ومن ميناء السلطان قابوس متوجهةً إلى محافظة ظفار وذلك فى إطار استمرار الجهود والخدمات التى تقدمها وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لدعم القطاعات الأخرى بالدولة وخدمة المواطنين والمقيمين بعد الإعصار المدارى. تهدف عملية الإبحار مواصلة استطلاع المناطق البحرية المتضررة وتقديم الدعم والإسناد لفرق الإغاثة بالمحافظة فيما يتعلق بعمليات الغوث البحرى وعمليات المسح الهيدروغرافى عند الحاجة إضافة إلى تقديم الإسناد الطبي. كما نفذ سلاح الجو السلطانى العمانى عملية نقل بواسطة طائراته العمودية لأطفال مرضى الربو بولاية صلالة إلى مستشفى القوات المسلحة، وذلك فى إطار استمرار وتواصل الجهود والخدمات التى تقدمها وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لدعم وخدمة المواطنين.