أبحرت عدد من سفن البحرية السلطانية العمانية من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية، ومن ميناء السلطان قابوس متوجهةً إلى محافظة ظفار وذلك في إطار استمرار الجهود والخدمات التي تقدمها وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لدعم القطاعات الأخرى بالدولة وخدمة المواطنين والمقيمين بعد الإعصار المداري .وتهدف عملية الإبحار مواصلة استطلاع المناطق البحرية المتضررة وتقديم الدعم والإسناد لفرق الإغاثة بالمحافظة فيما يتعلق بعمليات الغوث البحري وعمليات المسح الهيدروغرافي عند الحاجة إضافة إلى تقديم الإسناد الطبي.ومنذ اللحظات الأولي لانتهاء الإعصار وفي زمن قياسى شهدت سلطنة عُمان تحقيق انجازات كبيرة لتجاوز وإزالة أثار الأنواء المناخية لإعصار «مكونو»، تنفيذا للتوجيهات التي يصدرها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان ،حيث يتابع أولا بأول كل التطورات للاطمئنان على سلامة المواطنين والمقيمين وحماية مرافق ومكتسبات النهضة.من جانبها أشادت العديد من التقارير العربية والدولية بتكاتف الجهود ،حيث تم إعلان حالة استنفار ، فعالة وعالية المستوى ، أظهرت تعاون المواطنين والمتطوعين على أرض الواقع ، في ظل استنفار كافة أجهزة الدولة ، بما في ذلك قوات السلطان المسلحة بأفرعها وتشكيلاتها المختلفة وشرطة عمان السلطانية .و كان لذلك أثره الكبير في إخلاء وإيواء نحو عشرة آلاف من المواطنين والمقيمين في ولايات محافظتي ظفار والوسطى ، واستيعابهم في نحو خمسة وستين مركز إيواء في المحافظتين ، مجهزة بكل مستلزمات الإغاثة ، فضلا عن فعالية الاستعدادات الصحية والخدمية . وفور انتهاء اخر مراحل الإعصار بدأت بالفعل وحدات الهندسة بقوات السلطان المسلحة ومجموعات العمل التابعة لعدة جهات أخرى العمل من أجل التغلب على الأضرار التي صاحبت الحالة المدارية ، خاصة فيما يتصل بإعادة فتح الطرق ، وإزالة أية انهيارات جبلية على جوانب بعضها ، وإصلاح أية أضرار في شبكات الكهرباء بسبب سقوط بعض أعمدة الإنارة في بعض الولايات .وقد تم وضع خطة للاطمئنان على استيعاب السدود لكميات المياه الكبيرة ، وشفط المياه من بعض البرك التي تجمعت ، وشملت ايضا إعادة المرافق إلى ما كانت عليه قبل الحالة المدارية ، في ظل تكاتف كل الجهات ، ليس فقط في محافظتي ظفار والوسطى ، ولكن على المستوى الوطني من أجل تقليل المدة الزمنية لتجاوز تلك الأضرار ،وقد شكلت المحافظات الاخرى مجموعات من المتطوعين وبشكل منظم ومتكامل مع جهود الجهات المعنية .وعلي ضوء ذلك تم التعامل مع الحالة المناخية على مدار الساعة وفي كل مراحلها بحكمة وهدوء .إن ما حدث خلال الأيام الأخيرة يظهر مرة أخرى أصالة المعدن العماني وعمق التماسك والتكافل والترابط الذي يرتكز على أسس راسخة ، عمقها دوما السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان .وقد نفذ سلاح الجو السلطاني العماني عملية نقل بواسطة طائراته العمودية لأطفال مرضى الربو بولاية صلالة إلى مستشفى القوات المسلحة، وذلك في إطار استمرار وتواصل الجهود والخدمات التي تقدمها وزارة الدفاع وقوات السلطان المسلحة لدعم وخدمة المواطنين .