تحقيق إسلام أبوخطوة: فجأة، سرت شائعة تقول إن «السوفالدى» غير آمن وأنه يسبب السرطان لمن يتناوله.. الشائعة انتشرت بشكل كبير على ووسائل التواصل الاجتماعى وأثارت مخاوف الكثيرين ولكن هل هذه الشائعة تقول الحقيقة.. الاجابة التى أكدها كل خبراء الطب هى أن السوفالدى آمن وأن كل ما أثير حول تسببه فى الاصابة بالسرطان هو كلام جهل يخفى خلفه مآرب أخرى. وأصدرت وزارة الصحة بيانا أكدت فيه أن 75 إلى 85% من المصابين ب«فيروس سى» يتحولون إلى التهاب كبدى مزمن نشط فى الكبد، و20 إلى 30 من هؤلاء المرضى ينتهى بهم الحال خلال 20 إلى 30 سنة بأن يتحولوا إلى مرضى بالتليف من الدرجة الرابعة «F4» ومن هؤلاء 5 إلى 10٪ يصابون بالسرطان أى أن تليف الكبد يتحول إلى السرطان سواء فى وجود فيروس سى أو عدم وجوده». وأشارت الوزارة فى بيانها إلى أن فيروس سى ذاته لا يتسبب فى إصابة المريض بالسرطان، ولكن التليف هو الذى يصيب المريض بالسرطان، موضحة أن الحالات «F0" و "F1 "و «F2» و «F3» ولا يعانون من تليف لا يحتاجون إلى متابعة بعد الشفاء من الفيروس. هذا ما أكدته الجمعية المصرية لدراسة المناظير والجهاز الهضمى والكبد فى بيانها حينما أكدت أن 98% من الحالات التى استخدمت ال«سوفالدى» تعافوا تماماً من الإصابة ب«فيروس سى»، نافية ما تردد حول تسبب العقار فى إصابة متعاطيه من مرضى الالتهاب الفيروسى الكبدى بأورام فى الكبد، مشيرة إلى أن ما أثير حول العقار هدفه فى المقام الأول إثارة البلبلة للرأى العام. وحول عقار السوفالدى فهو دواء مضاد للفيروسات يمنع فيروس التهاب الكبد الوبائى C من الجسم، يحتوى على المادة الفعالة «سوفوسبوفير»، كما يستخدم فى تركيبة مع أدوية أخرى لعلاج التهاب الكبد المزمن C فى البالغين والأطفال الذين لا يقل أعمارهم عن 12 سنة أو الذين يزنون على الأقل 35 كجم، ويعطى عقار السوفالدى مع عقار يسمى «ريبافيرين»، كما يعالج السوفالدى المرضى ممن يعانون من الإيدز. وأكد الدكتور محمد عز العرب، أستاذ أمراض الكبد ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومى للكبد، إنه لا توجد أى علاقة بين السوفالدى وأورام الكبد، مشيرًا إلى أن احتمالية حدوث أورام لدى مرضى تليف الكبد تتراوح 3٪ و7% سنويًا. وأشار «عزالعرب» إلى أنه لم تثبت حتى الآن أية علاقة بين الأدوية الحديثة لفيروس «سى؟» ومن بينها السوفالدى، وأورام الكبد. وقال بالنسبة للمرضى الذين كانت لديهم أورام من الأساس، فاحتمالية الانتكاسة لديهم تحدث بنسبة 20% خلال 6 أشهر، لافتا إلى 3 دراسات فرنسية ودراسات أخرى بريطانية وايطالية وأمريكية أثبتت أنه لا توجد زيادة إحصائية فى عودة الأورام بعد أخذهم هذه العلاجات الحديثة لفيروس سى. وقال الدكتور محمد رمضان بدار، أستاذ الكبد بطب عين شمس ورئيس مجلس ادارة الجمعية المصرية لدراسة المناظير والجهاز الهضمى والكبد، أن الحالات التى تعانى من أورام فى الكبد كانت مصابة به أصلًا قبل الخضوع للعلاج ب"السوفالدي"، مشيرًا إلى أن هذه الأورام لم تكتشف إما لكونها صغيرة الحجم أو أن الأطباء المسئولون عن الحالة لم يبحثوا عنه من الأساس. وأشار إلى أن «السوفالدى» يعالج التليف وليس مختصًا بالتخلص من الفيروس، إلا أن عدد من المراجع العلمية أثبتت فعاليته فى التخلص من تليف الكبد المتكافئ. وقال الدكتور يحيى الشاذلى، نائب رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة، إن الأنباء المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى بشأن عقار السوفالدى، عارية تمامًا من الصحة. وأكد «الشاذلى» إلى أن فكرة تسريب بؤر سرطانية للمريض المتعافى بسبب عقار السوفالدى «جهل»، مؤكدًا أن العقار أثبت فعاليته بجدارة فى مصر، مشيرا إلى صرف الجرعة الكاملة من علاج فيروس سى ل24 ألفا و500 مريض من الذين خضعوا للكشف وأثبتت التحاليل إصابتهم، وتم تحويل 6 آلاف و800 مريض إلى مراكز الكبد التابعة للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، لإجراء بعض الفحوصات قبل صرف العلاج المناسب وقال «الشاذلى» أنه 730 ألف مواطن خضعوا للكشف ضد فيرس سى، فى إطار مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى «مصر خالية من فيروس سى 2020»، مشيرا إلى أن الفحوصات التى تمت كشفت عن وجود الأجسام المضادة لفيروس «سي» لدى 131 ألفا و700 مواطن، فيما أصيب 46 ألفا و800 مواطن، بعد إجراء تحليل «بى سى آر». وكانت منظمة الصحة العالمية قد أشادت بجهود مصر فى استخدام السوفالدى لمكافحة مرضى فيروس سى، وقالت إن الحكومة المصرية بذلت قصارى جهدها فى تقدم أدوية بأسعار معقولة للمرضى. ودعت المنظمة فى القاهرة لنقل تجربة مصر إلى بلدان العالم، ففى عام 2008 أجرى مسح لعينة عشوائية وأشارت إلى أن نسبة انتشار المرض فى مصر تقدر بنحو 9.8% من إجمالى عدد السكان، لكن مسحا مماثلا أظهر انخفاض المعدل فى 2015 إلى نحو 4.4% أو ما يعادل نحو 4 ملايين شخص. ويعود هذا النجاح إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى حينما أطلق حملته القومية للقضاء على الفيروس فى عام 2014، حيث تم استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت، وفى عام 2015 ظهرت نتائج استخدام العقاقير وأحدثت طفرة كبيرة مع الاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنعة فى مصر.