كتب - محمد صلاح الدين هو عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب وأمه لبابة الكبرى بنت حارث بن حزن الهلالية، وهو ابن عم الرسول وخالته ميمونة بنت الحارث زوجة الرسول وأخوه الأكبر الفضل بن عباس وابن خاله خالد بن الوليد. ولد عبدالله بن عباس فى مكة قبل الهجرة بثلاث سنوات فأتى الى النبى فحنكه بريقه. وعبدالله بن عباس روى الحديث المشهور الذى يعد أساس الوصول الى الله تعالى ومعرفته واليقين به فقد أردفه النبى خلفه ذات يوم فقال له «يا غلام ألا أعلمك كلمات ينفعك الله بهن؟ احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة، اذا سألت فاسأل الله، واذا استعنت فاستعن بالله، جف القلم بما هو كائن ولو اجتمع الخلق ان يعطوك شيئا لم يكتبه الله عز وجل لك لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا على أن يمنعوك شيئا كتبه الله - عز وجل - لم يقدروا عليه فاعمل لله تعالى بالرضا فى اليقين واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً وأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا. لقد بلغ من فقه ابن عباس فى صغره انه وصل من النبى الى درجة عزت على كثير من الرجال وأكرمه الله فزاره جبريل امين الوحى مرتين وبشره على لسان النبى بانه سيكون ترجمان القرآن وحبر هذه الأمة. ورزق الله ابن عباس قلباً عقولاً وذهناً صافياً وملكة قوية وذاكرة واعية حافظة. ولقد بلغ ابن العباس فى العلم مبلغاً كبيراً حتى كان عمر بن الخطاب يقربه ويستثنيه، وقال الاوزاعى: قال عمر: إنك لأصبح فتياننا وجهاً وأحسنهم عقلاً وأفقههم فى كتاب الله عز وجل. ولم يقتصر ابن العباس على طلب العلم والتبحر بل شارك فى الجهاد فى سبيل الله فى المعارك الاعلامية وكان احد الذين اشتركوا فى فتح افريقيا واشترك مع على بن ابى طالب فى موقعة الجمل وشهد مع على قتال الخوارج وقضى آخر أيامه فى الطائف وتوفى بها سنة 68 ه وهو ابن سبعين سنة ،وصلى عليه ابن الحنيفة وقال ابن الحنيفة: مات والله حبر هذه الأمة. وكان لعبدالله بن عباس سبع ذكور وبنت وأمهم زرعة بنت مشرح الكندية رضى الله عنهم جميعاً.