محافظ الدقهلية يتفقد بعض شوارع قرية دنجواي لشربين بشأن شكوى الصرف الصحي    محافظ أسيوط يستقبل رئيس القومي للطفولة والامومة خلال زياتها لافتتاح مقر للمجلس    «المصدر» تنشر لائحة النظام الأساسي للنقابة العامة للعاملين بالتعليم والبحث العلمى    انطلاق دورة «إعداد الداعية المعاصر» بمشاركة وفود 6 دول    مصر تفتتح المقر الرئيسي لأكاديمية «شباب بلد» بمركز شباب الجزيرة لتمكين 13 مليون شباب وفتاة    * رئيس هيئة الاستثمار يثمن دور "نَوَاه العلمية" في تعزيز الابتكار والمعرفة ويؤكد دعم الهيئة المستمر للقطاع العلمي    البورصة المصرية تخسر 21.5 مليار جنيه بختام تعاملات الثلاثاء 16 ديسمبر 2025    الدفاع المدني في غزة: إدخال الكرفانات الحل البديل لإنقاذ النازحين من خطر الأمطار    2800 شركة صينية في مصر باستثمارات تتجاوز 8 مليارات دولار.. واهتمام مصري بتعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والرقمنة    المتحدثة باسم خارجية الصين: علاقتنا مع مصر نموذج يحتذى به عربيا وإفريقيا    بريطانيا تتعهد بتقديم 805 ملايين دولار لدعم الدفاع الجوي الأوكراني    حماس: 95% من الشهداء بعد وقف إطلاق النار مدنيون.. ولا يحق لإسرائيل استهداف رجال المقاومة    حكم لصالح مبابي ضد باريس سان جيرمان بسبب مستحقاته المتأخرة الضخمة    جماهير زاخو تفوز بجائزة FIFA للمشجعين 2025 لمبادرتها الإنسانية    غزل المحلة: لدينا أكثر من 90 ألف دولار عند الأهلي.. وشكونا بلوزداد ل فيفا    وزارة الخارجية تتابع حادث غرق مركب بالقرب من ميناء جزيرة كريت اليونانية على متنها مواطنين مصريين    ونش عملاق يتدخل لرفع حاويات قطار بضائع سقطت فجأة بطوخ    قبيصى: أستعدادات مكثفة وتعليمات مشددة لأمتحانات الفصل الدراسي الأول بالفيوم 2026    هل تتزوج حورية فرغلي في السر دون علم الجمهور.. الفنانة تجيب؟    خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية الثانية.. إطلاق ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية    السبت.. عائشة بن أحمد في حوار مباشر مع جمهور مهرجان القاهرة للفيلم القصير    زيادة 50% لمخصصات العلاج على نفقة الدولة في موازنة 2025-2026    جامعة قناة السويس تُنفذ قافلة تنموية شاملة بأبو صوير    ب 90 مليون جنيه، محافظ بني سويف يتفقد مشروع أول مدرسة دولية حكومية    تأجيل محاكمة المتهمين بإنهاء حياة تاجر الذهب أحمد المسلماني بالبحيرة ل 12 يناير للمرافعة    قرار جديد من النيابة فى واقعة تعرض 12 طفلا للاعتداء داخل مدرسة بالتجمع    «برومتيون» الصينية تؤسس مصنع للإطارات باستثمارات 300 مليون دولار    محمد مصطفى كمال يكتب: الترويج السياحي من قلب المتحف الكبير.. حين تتحول الرؤية إلى ممارسة    موقف ليفربول، ترتيب الدوري الإنجليزي بعد الجولة ال 16    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 16ديسمبر 2025 فى المنيا    وزير التعليم ومحافظ أسوان يتفقدان 6 مدارس بإدارة إدفو لمتابعة انتظام العملية التعليمية (صور)    هل تلتزم إدارة ترمب بنشر ملفات إبستين كاملة؟ ترقّب واسع لكشف الوثائق قبل الجمعة    محافظ أسوان: صرف علاج التأمين الصحي لأصحاب الأمراض المزمنة لمدة شهرين بدلا من شهر    من المنزل إلى المستشفى.. خريطة التعامل الصحي مع أعراض إنفلونزا h1n1    أستاذ طب أطفال بجامعة القاهرة: المرحلة الأولى لبرنامج رعاية داخل 8 جامعات    وزارة الأوقاف: التفكك الأسرى وحرمة المال العام موضوع خطبة الجمعة القادمة    بيان – الزمالك يعلن التعاون مع النيابة العامة وثقته في الحلول لاستمرار النادي    توروب يتمسك بمستقبل الأهلي: شوبير عنصر أساسي ولا نية للتفريط فيه    وزير الرياضة يبحث مع السفير الإماراتي تعزيز التعاون المشترك    فوز 24 طالبًا في أيام سينما حوض البحر المتوسط بمكتبة الإسكندرية    غدًا.. المصريون بالداخل يدلون بأصواتهم في جولة الإعادة للمرحلة الثانية من انتخابات النواب    نقل جثمان طالب جامعى قتله شخصان بسبب مشادة كلامية فى المنوفية إلى المشرحة    تفاصيل افتتاح متحف قراء القرآن الكريم لتوثيق التلاوة المصرية    رئيس قطاع المعاهد الأزهرية: الاعتماد مسار شامل للتطوير وليس إجراءً إداريًا    مَن تلزمه نفقة تجهيز الميت؟.. دار الإفتاء تجيب    «لديه بعض المشاكل».. دغموم يكشف سبب عدم انتقاله للزمالك    عضو بالأزهر: الإنترنت مليء بمعلومات غير موثوقة عن الدين والحلال والحرام    عاجل- دار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر رجب لعام 1447 ه    ارتفاع تأخيرات القطارات على الوجه القبلي بسبب الإصلاحات    برلماني بالشيوخ: المشاركة في الانتخابات ركيزة لدعم الدولة ومؤسساتها    الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 57 مسيرة روسية    «التضامن الاجتماعي» تعلن فتح باب التقديم لإشراف حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه    زلزال بقوة 5.2 درجة يضرب مدينة "كراتشي" الباكستانية    مديرية الطب البيطري بالقاهرة: لا مكان سيستوعب كل الكلاب الضالة.. وستكون متاحة للتبني بعد تطعيمها    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر في سوق العبور للجملة    محمد القس يشيد بزملائه ويكشف عن نجومه المفضلين: «السقا أجدع فنان.. وأتمنى التعاون مع منى زكي»    جلال برجس: الرواية أقوى من الخطاب المباشر وتصل حيث تعجز السياسة    حضور ثقافي وفني بارز في عزاء الناشر محمد هاشم بمسجد عمر مكرم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تعلَّمتُ مِن النَّبي (عليه الصلاة والسلام)
نشر في المصريون يوم 04 - 11 - 2017

• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أدب المعاملة والتواضع مع الناس، وأن الإسلام دين العلم والخير والعدل والرفق والتسامح والفضيلة والعمل الصالح، ودين الخلق القويم والسلوك الرشيد.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ العبادات في الإسلام ليست شعائر تؤدى فقط، ولكنها موجهات للإنسان إلى طريق الله.. وإلى طريق الإيمان وإلى طريق مراقبة الله سبحانه وتعالى.. إلى طريق حب الخير للناس كل الناس.. موجهات للإنسان إلى طريق الجنة التي أعدها الله للمتقين. وتعلمت منه (صلى الله عليه وسلم) أن الصلاةَ معراجُ المسلم لربه، ومن ثم يجب أن تكون موجهة له نحو الإصلاح والصلاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وأنه رب قائم ليس له من صلاته إلا القيام والقعود، وأن مَن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليس له صلاة. وأن الصيام يجب أن نعيشه ونعايشه ويعيش فينا.. في سلوكنا وفي قلوبنا ووجداننا وفي كل جوارحنا؛ ليشعر الغني بآلام الفقير ويدفعه إلى العطاء والسخاء، ومن ثم يُكسب المسلم أخلاقًا رفيعة، ويربي الضمير في نفسه ويوقظه ليظل حيًّا يقظا في كينونته ويحقق لدى الصائم خصيصة المراقبة والإحسان وينميها، وإلا فَرُّبَ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.. وما يقال عن الصلاة والصيام يقال في سائر العبادات...
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّه جاء ليتمم مكارم الأخلاق، ويرسخ حسن الخلق، وحسن المعاملة بين الناس، فكان (صلى الله عليه وسلم) يمر في الأسواق ذات يوم فوجد رجلا يضع الطعام الجيد في أعلى الوعاء، ويضع الطعام الردئ في أسفله، فقال (صلى الله عليه وسلم) له: (مَن غشَّ فليسَ مِنَّا) (صحيح الترغيب).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ مكانة العلم والعلماء السامقة، وأننا يجب أن نبرع في العلم والتعلم والبحثمدى الحياة، ونسعي للعلم ولو في الصين، وأن (من سلَكَ طريقًا يَبتَغي فيهِ عِلمًا، سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ، وإنَّ الملائِكَةَ لتَضعُ أجنحتَها لطالبِ العلمِ وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ لَهُ مَن في السَّمواتِ ومَن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفَضلِ القمرِ على سائرِ الكَواكبِ إنَّ العُلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا دِرهمًا إنَّما ورَّثوا العِلمَ فمن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ) (سنن الترمذي)، وأن نتفكر ونتدبر في ملكوت الله، وأنَّ الله يعاتب الذين يغلقون نوافذ عقولهم وقلوبهم، بل ويجعلهم كالأنعام يقول تعالى: (... لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)(الأعراف: 179).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ من تزوج امرأة على صداقٍ –أي مهر- وهو ينوي أن يأكل صداقها، لقي الله يوم القيامة وهو زانٍ.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ الصدقة بعشر أمثالها، وأنَّ القرض بثمانية عشر مثلا.. فإذا أقرضت معسرا كان لك ثمانية عشر مثلا.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) ألا يبيع أحدنا على بيع أخيه، وألا يخطب أحدنا على خِطبة أخيه حتى يذر.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ من أخذ دَيْنًا من أخيه، وهو ينوي ألا يؤديه، لقي الله يوم القيامة سارقًا.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ مَن أخذ أموالَ الناسِ يريد أداءها أدي الله تعالى عنه، ومَن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) الشورى والحرية.. حرية المعتقد وحرية الفكر والرأي والتعبير، وحقوق الإنسان، وأنَّ الإسلام دين يقبل الآخر ويحترم الرسالات الأخرى والرسل السابقين؛ بل إنه جعل الإيمان بالرسل السابقين ركنا من أركان الإيمان لدى المسلمين، ولا يُجبر أو يُكره أحدًا على الدخول فيه؛ بل يدعو إليه بالعقل -الذي هو مناط التكليف- وبالمنطق، يقول تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)(البقرة: 256).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) الرحمة والرفق بكل مفردات الطبيعة من إنسان وحيوان ونبات وحتى الجماد.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) الوسطية، واحترام العقل، ومخاطبة الوجدان، والموازنة بين الروح والجسد، وأن نعمل للدنيا وللآخرة معا.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) عيادة المرضى وتفقد أحوالهم ورعايتهم، ومساعدة العاجز والضعيف، ومراعاة الأمانة، واتباع الجنائز، والحفاظ على الوقت، والحفاظ على أسرار الناس.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أكون صادقًا وبعيدًا كل البعد عن الكذب، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال (صلى الله عليه وسلم): (عليكم بالصِّدقِ. فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرِّ. وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّةِ. وما يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ صِدِّيقًا. وإيَّاكم والكذِبَ. فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفجورِ. وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النَّارِ. وما يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عند اللهِ كذَّابًا) (رواه مسلم).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أحفظ لساني، ولا ألوثه بالكلمات النابية أو الخارجة أو بالساقط من الكلام، أو التجرؤ على خلق الله، يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: "خدمتُ رسولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) عشرَ سنينَ، فما قال لي أُفٍّ قطُّ، وما قال لي لشيٍء صنعتُه: لِمَ صنعتَه، ولا لشيٍء تركتُه: لِمَ تركتَه، وكان رسولُ اللهِ من أحسنِ الناسِ خُلُقًا.." (مختصر الشمائل).. عشر سنين لم يصدر فيها -ولا في غيرها- كلمة أف -ولا غيرها- وهي أقل كلمات الضجر.. ولا غرو في ذلك فهو المعصوم.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) الدعاء، وأنَّه لا يقدر على النفع إلا الله، ولا يقدر على الضر إلا الله، ولا يقدر على دفع الضر إلى الله، وأن أتعلق بحبال الله، وأن أحفظ الله حتى يحفظني الله، فعن عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) أنه ركِبَ خلفَ رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يومًا فقال له رسولُ اللهِ: (يا غلامُ إني مُعَلِّمُكَ كلماتٍ احفظِ اللهَ يَحفظْكَ احفظِ اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ وإذا سألتَ فلتسألِ اللهَ وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لك ولو اجتمعوا على أن يَضروك لم يَضروك إلا بشيٍء قد كتبهُ اللهُ عليك رُفعتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ) (مسند أحمد).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أحترم أقدار الله عز وجل في الكون والخلق والحياة، وألا أحقد على أحدٍ ما حيت.
• تعلَّمتُ من رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ قدرَ الله لا يحكم الله، ولكنَّ اللهَ يحكمُ قدرَه، وأن آخذ بالأسباب، وأتوكل على رب الأرباب جل وعلا، وأن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقا وأجلها، وأن الله تعالى تكفل برزق كل مخلوق.. قال تعالى: (وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ? كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (هود: 6)
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أؤدي الأمانة إلى أصحابها وأن أكون وفيا بالعهد، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (أنَّه ذكر رجلا من بني إسرائيل، سأل بعضهم بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيدا، قال فأئتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلا، قال: صدقت، فدفعها إليه إلى أجل مسمى، فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركبا يركبها يقدم عليه للأجل الذي أجله، فلم يجد مركبا، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلانا ألف دينار، فسألني كفيلا فقلت: كفى بالله كفيلا، فرضي بك، وسألني شهيدا فقلت: كفى بالله شهيدا، فرضي بك، وأني جهدت أن أجد مركبا أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني أستودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف، وهو في ذلك يلتمس مركبا يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي أسلفه، ينظر لعل مركبا قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال، فأخذها لأهله حطبا، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قدم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار، فقال: والله ما زلت جاهدا في طلب مركب لآتيك بمالك، فما وجدت مركبا قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إلَّي بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركبا قبل الذي جئت فيه، قال: فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشبة، فانصرف بالألف دينار راشدا) (صحيح البخاري).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أُكرِم المرأةَ وأكون بها شفيقًا رفيقًا.. فهي أم وأخت وزوجة وبنت، وأن أمازح أهلي وأتلطف بهم وأوسع عليهم في النفقة، وأضاحكهم، وأكون رحيما بالزوجة خاصة، والنساء عامة، وتؤكد السيدة عائشة (رضي الله عنها) هذه المعاني بقولها: (ما ضرب شيئا قط، ولا ضرب امرأة ولا خادما)، وكان (صلى الله عليه وسلم) يوصي بالنساء خيرا فيقول: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلي) (صحيح ابن حبان).. لقد كان النبي زوجا وصديقا وأخا وأبا لكل زوجاته.. غمرهم بفيض الحب الخالص لله.. وعفى عن المسيئ منهن.. وكان يقابل إساءتهن بالإحسان، ويحث أتباعه على الرفق بهم، فقد كان في سفرٍ، وكان معه غُلامٌ له أسْوَدُ يُقالُ له أنْجَشَةُ، يَحْدُو –أي يسوق الأبل وينشد لها حثًّا لها على السير-، فقال له رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): (ويْحَكَ يا أنْجَشَةُ، روَيْدَكَ بالقَواريرِ) (صحيح البخاري). فما أعظم هذا التوجيه وما أبلغ هذا التعبير النبوي الراقي!! حيث شبه النساء في رقتهن وخلقتهن بالزجاج الرقيق، في إشارة منه (صلى الله عليه وسلم) إلى ضرورة معاملتهن بالرفق واللين...
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ تكون حياتنا سهلة وبسيطة وبعيدة عن التعقيد والجمود والتشدد والتزمت، ومتوازنة وبعيدة عن الإفراط أو التفريط. وأن ديننا واضحٌ لا غموض فيه ولا لبس فيه ولا تناقض فيه.. وأنه لا رهبانية فيه، فتعاليمه سهلة ميسرة تناسب الإنسان أي إنسان في كل زمان وفي كل مكان، قال تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ...)(الحج: 78).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) النظافة والنظام والدقة والتخطيط وإتقان العمل ومراقبة الله جل وعلا، فعن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ) (صحيح الجامع).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أتذكر إحسان مَن أحسنَ إليَّ، وأنْ أنسى إساءة مَن أساء إليَّ، وأن أبسط يدي ووجهي وقلبي للناس.. كل الناس.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنْ أشكر الله تعالى عند النعمة وأن يرى أثر نعمته عليَّ، وأن أرضى عند القضاء، وأن أصبر عند البلاء، وأن أتوب إليه وأستغفره، وأذكره آناء الليل وأطراف النهار.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ الغيبة والنميمة حرام ومن الكبائر وعواقبها وخيمة، وأن الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِه يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاتِهِ وَصِيَامِهِ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْتَصُّ لِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَلِهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ، أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّار.
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) حقوق الجار والإحسان إليه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (ما زالَ جِبريلُ يوصيني بالجَارِ، حتَّى ظنَنتُ أنَّهُ سيورِّثُهُ) (رواه البخاري).
• تعلَّمتُ من النبي (صلى الله عليه وسلم) أنَّ (أكثر ما يُدخلُ الناسَ الجنةَ تقوَى اللهِ وحُسْنُ الخُلُقِ، وأن أكثرُ ما يُدْخِلُ الناسَ النارَ الأَجْوَفَانِ: الفمُ والفرجُ)، وأنَّ الدنيا ستفنى، وأننا لا محالة سنموت، وأنَّ الأعمال بخواتيمها، وأنه يجب أن نحاسب أنفسَنا أولا بأول قبل أن نُحاسب في الآخرة، وأنَّ الدنيا ساعة فيجب أن نجعلها طاعة خالصة لله حتى نفوز برضاه.
فما أحوجنا إلى تلك الأخلاق التي أرساها نبينا الأمين، فهيا بنا جماعة المسلمين ونحن نحتفل بذكرى ميلاد الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن نسير في طريق الله.. وبالله التوفيق.
الدكتور/ أحمد علي سليمان
[email protected]
[email protected]
الفيس بوك
https://www.facebook.com/profile.php?id=100000740887758
الصفحة الرسمية
https://www.facebook.com/drahmedalisoliman/?fref=ts


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.