كتب - كاظم فاضل تحت شعار «محصنون معاً.. التطعيمات تحمى» يأتى أسبوع المناعة العالمى هذا العام لحث جميع الناس على التطعيم للوقاية من الأمراض المعدية ورفع المناعة، ويعد أسبوع المناعة العالمى مناسبة تخصصها منظمة الصحة العالمية فى الأسبوع الأخير من شهر أبريل كل عام بهدف لتسليط الضوء على الإجراءات اللازمة لضمان حماية الأفراد من الأمراض التى يمكن الوقاية منها باللقاحات. يوضح الدكتور محمد عوض تاج الدين، أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية المصرية لأمراض الصدر والدرن، أن دور التطعيمات فى الوقاية من الأمراض وخاصة الأمراض الشديدة والمعدية وأحياناً القاتلة هو دور محورى وأساسى. وأحدثت التطعيمات ثورة حقيقية فى الوقاية من الأمراض وأنقذت البشرية من العديد من الأوبئة الخطيرة وإذا ما عدنا إلى الوراء، نجد أن التطعيم من الدفتيريا كمثال قد قضى تقريباً على هذا المرض الخطير من أغلب بلدان العالم، وقصة نجاح مصر فى عام 2005 فى القضاء على مرض شلل الأطفال الذى كان سبباً فى الكثير من الوفيات والإعاقات التى تعتبر بمثابة قصة نجاح متميزة درست حول العالم، حيث تمت بفرق تطعيم انتقلت من بيت إلى بيت ومن حى إلى آخر فى جميع أنحاء مصر. ويكمل الدكتور محمد عوض تاج الدين: لا شك أن منظومة التطعيمات الإجبارية فى مصر على مدى السنوات الطويلة الماضية والحاضرة تضمن وتحقق نجاحات كبيرة فى منع الكثير من الأمراض المعدية مثل الحصبة والسعال الديكى وشلل الأطفال والدرن ومجموعة أخرى من الأمراض، وتحقق تطعيمات الأنفلونزا والالتهابات الرئوية فى مجموعة منتقاة من المرضى والأصحاء أو فى بعض الفئات الأخرى مثل المعتمرين والحجاج نجاحات كبيرة في الحد من الأمراض وانتشارها أو المضاعفات التى تنتج عنها. ويقول الدكتور عادل رياض أستاذ طب الأطفال بجامعة بنها: التطعيمات من أعظم إنجازات العلم بفضل الله تعالى، وهناك أمراض اختفت من العالم مثل الجدرى بفضل التطعيمات وقارب شلل الأطفال على الانتهاء كما تخطط منظمة الصحة العالمية فى عام 2022. وهناك الكثير من الأمراض التى أصبحت قليلة الحدوث بسبب تطعيمات وزارة الصحة الإجبارية المتوفرة لجميع أطفال مصر. ويضيف الدكتور عادل رياض: معدل الوفيات ومعدل مضاعفات الأمراض قد انخفض بسبب التطعيمات، وكل هذا على مدى السنوات الماضية قد لاحظه جميع أطباء الأطفال فى مصر، وعليه فإننا نوصى بتطعيم جميع أطفال مصر بكل ما هو متاح من تطعيمات حفاظاً على صحتهم فهم مستقبل مصر. ويوضح الدكتور هشام طراف أستاذ الباطنة والحساسية بكلية الطب جامعة القاهرة أن منظمة الصحة العالمية تهتم اهتماماً بالغاً بمكافحة الأمراض المعدية التى يمكن مقاومتها عن طريق استخدام اللقاحات، وأحد أخطر هذه الأمراض هو مرض الأنفلونزا الموسمية والتى تنتشر بسهولة من شخص لآخر ويسبّبها أحد فيروسات الأنفلونزا حيث تنتشر فى جميع أنحاء العالم ويمكنها إصابة أى شخص من أية فئة عمرية. ويضيف الدكتور هشام طراف: يمكن أن تصيب أوبئة الأنفلونزا السنوية جميع الفئات السكانية وتؤثر فيهم تأثيراً وخيماً غير أن الفئات الأشد تعرضاً لخطر ظهور المضاعفات هم الحوامل والأطفال بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنون والأفراد المصابون بأمراض مزمنة مثل الأمراض الرئوية المزمنة والأمراض القلبية ومرض السكر ومرضى الكلى وأمراض الدم وأمراض نقص المناعة، بالإضافة إلى العاملين فى مجال الرعاية الصحية. وفيما يخص تلقيح الأنفلونزا فإنه يوصى عالمياً بزيادة معدل تغطية التطعيم لجميع الأشخاص المعرضين لخطر كبير «بما فى ذلك كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة» بنسبة 75-90٪ إلا أن معدل تغطية التطعيم فى مصر لا يتعدى 1.4%، مما يدعو إلى التساؤل والدهشة وراء أسباب هذا المعدل المنخفض، بالرغم من فاعليته فى منع حدوث مرض الأنفلونزا، ومن ثم منع المضاعفات الخطيرة الناتجة عنه ومنع حدوث وفيات. ويستطرد الدكتور هشام طراف: وتضامناً مع الجهود الكبيرة المبذولة من قبل وزارة الصحة المصرية فقد عكفت الجمعيات الطبية المصرية المختلفة على تأسيس الجمعية المصرية الأولى لمكافحة مرض الأنفلونزا الموسمية بمصر والتى تهدف إلى زيادة التوعية بين الأطباء والمجتمع بأكمله وزيادة معدلات التطعيم. ويؤكد أليكسى موايرون، رئيس مجلس إدارة شركة سانوفى مصر والسودان، أن تكاتف وتعاون مختلف الجهات لتكثيف الجهود ورفع الوعى بأهمية التطعيمات للوقاية من الأمراض هو من أهم أولويات الشركة لأن مسئوليتنا الرئيسية هى تقديم الحلول ورفع الوعى الصحى للمريض المصرى وتمكينه لنمط حياة أفضل.