استقرار أسعار الذهب اليوم السبت 15 يونيو 2024    التنظيم والإدارة: المساعدة الذكية للجهاز «كمت» ترد على 59 ألف استفسار خلال شهر مايو الماضي    أوعى حد يغشك.. نصائح لشراء لحوم عيد الأضحى بأمان وصحة    وزيرتا التعاون والبيئة تبحثان مع الجانب الإيطالي تعزيز فرص التعاون في إدارة المخلفات الصلبة    محطة الدلتا الجديدة لمعالجة مياه الصرف الزراعى تدخل موسوعة جينيس بأربعة أرقام قياسية جديدة    حزب الله يستهدف مقر وحدة المراقبة الجويّة في قاعدة ميرون الإسرائيلية    الاحتلال الإسرائيلي يعلن قصف مبنى عسكري لحزب الله جنوبي لبنان    شولتس يخفض سقف التوقعات بشأن مؤتمر سويسرا حول حرب أوكرانيا    إيطاليا تستهدف معادلة 6 منتخبات أبطال فى يورو 2024    عصام مرعي: عبد الله السعيد أحق بجائزة رجل المباراة من بيكهام    محمد شريف: لن ألعب في مصر إلا للأهلي    البلتاجي: ركلة جزاء الأهلي صحيحة.. ومدافع الزمالك يستحق البطاقة الحمراء    حادث انقلاب ميكروباص يتسبب في إصابة 6 أشخاص بمنطقة أطفيح    هتصلي فين؟.. ساحات عيد الأضحى المبارك بالإسماعيلية    قبل خطبة عرفة.. إتاحة الواي فاي للحجاج بمسجد نمرة    عاجل - هذه القنوات الناقلة والبث المباشر.. خطبة عرفة 1445 2024    المشهد العظيم في اليوم المشهود.. حجاج بيت الله يقفون على جبل عرفات لأداء ركن الحج الأعظم    الصحة: إطلاق 33 قافلة طبية مجانية بمحافظات الجمهورية خلال أيام عيد الأضحى    الرعاية الصحية: انعقاد غرفة الطوارئ ضمن خطة التأمين الطبي لاحتفالات عيد الأضحى 2024    رقمنة 5 خدمات تتيح التواصل مع المواطنين للاستفسار عن توافر الدواء والإبلاغ عن الآثار الجانبية والمخالفات    ننشر أماكن ساحات صلاة عيد الأضحى في السويس    أسعار الفاكهة اليوم السبت 15-6-2024 في قنا    تجهيز 153 ساحة و4202 مسجد على مستوى أسيوط لصلاة العيد    كم عدد الجمرات الصغرى والوسطى والكبرى؟.. مجمع البحوث الإسلامية يجيب    زراعة 327 ألف شجرة بكفر الشيخ.. والمحافظ: «زودوا المساحات الخضراء»    السرب يتنازل ل ولاد رزق عن الصدارة.. شباك تذاكر أفلام السينما بالأرقام    بعد الإعلان عن «سيكو سيكو».. صبري فواز يتحدث عن عصام عمر وطه دسوقي    إعلام إسرائيلى: انفجار عبوة ناسفة فى آلية عسكرية إسرائيلية بغزة    وزير الإسكان: حملات لضبط وصلات المياه المخالفة وتحصيل المديونيات    بعثة الحج توفر مخيمات مكيفة ومرطبات ومأكولات لحجاجنا بعرفات    حكم صيام أيام التشريق.. الإفتاء تحسم الجدل    يوم عرفة 2024 .. فضل صيامه والأعمال المستحبة به (فيديو)    وفد وزارة العمل يشارك في الجلسة الختامية لمؤتمر جنيف    أول تعليق من جوندوجان بعد الانتصار الكبير على إسكتلندا    وزيرة الهجرة تهنئ الطلبة المصريين أوائل الثانوية العامة في الكويت    «التضامن الاجتماعي» تنظم سلسلة من الدورات التدريبية للاخصائيين الاجتماعيين    صحة السعودية توضح طرق الوقاية من الإجهاد الحرارى للحجاج    ب«6 آلاف ساحة وفريق من الواعظات».. «الأوقاف» تكشف استعداداتها لصلاة عيد الأضحى    إخماد حريق داخل شقة سكنية فى أوسيم دون إصابات    العثور على جثة أحد الطالبين الغارقين في نهر النيل بالصف    جدول مباريات الولايات المتحدة الأمريكية في دور المجموعات من بطولة كوبا أمريكا    «تقاسم العصمة» بين الزوجين.. مقترح برلماني يثير الجدل    الصحة العالمية تحذر من تفاقم الوضع الصحي في الضفة الغربية    القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير قاربين ومسيرة تابعة للحوثيين في البحر الأحمر    وزير النقل السعودي: 46 ألف موظف مهمتهم خدمة حجاج بيت الله الحرام    مصطفى بكري: وزير التموين هيمشي بغض النظر عن أي حديث يتقال    أستاذ ذكاء اصطناعي: الروبوتات أصبحت قادرة على محاكاة المشاعر والأحاسيس    ضرب وشتائم وإصابات بين محمود العسيلي ومؤدي المهرجانات مسلم، والسبب صادم (فيديو)    هبوط اضطراري لطائرة تقل وزير الدفاع الإيطالي بعد عطل طارئ    بسبب جلسة شعرية محبطة.. صلاح عبد الله يروي سر ابتعاده عن كتابة الأغاني للمطربين    إبادة «فراشات غزة» بنيران الاحتلال| إسرائيل على قائمة مرتكبي الانتهاكات ضد الأطفال    محمد علي السيد يكتب: دروب الحج ..سيدي أبوالحسن الشاذلي 93    لاعب سلة الأهلى يكشف تفاصيل عدم السلام على رئيس الاتحاد السكندري    «العلاج الطبيعي»: غلق 45 أكاديمية وهمية خلال الفترة الماضية    «زي النهارده».. وفاة وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل 15 يونيو 2009    حظك اليوم برج الأسد السبت 15-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    ألمانيا تسحق إسكتلندا بخماسية في افتتاح يورو 2024    دي لا فوينتي: الأمر يبدو أن من لا يفوز فهو فاشل.. وهذا هدفنا في يورو 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعددية السياسية.. أساس الديمقراطية
محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى «بيت الأمة»
نشر في الوفد يوم 02 - 05 - 2018

كتب – جمال عبدالمجيد ومحمود عبدالمنعم ومحمد عيد: - تصوير: محمد فوزى
"جمعة": الأفكار المتطرفة نشأت عن جهل وتنتعش فى «اللادولة»
من يتصدى لتجديد الخطاب الدينى لا بد أن يكون عالمًا وعلى دراية بمفاهيم الأمن القومى
نحافظ على أموال الأوقاف ورقم قومى لكل «وقف»
25 مليون جنيه لأهلنا فى «حلايب» و16 مليوناً لتطوير منازل قرية «الروضة» بسيناء و5 آلاف مقعد لمدارس القرى والنجوع
المستشار بهاء أبوشقة:
«جمعة» يرعى أموال الأوقاف ويسهم فى التكافل الاجتماعى
الاجتهاد وإعمال العقل سنة الحياة
2.5 مليون مولود سنوياً.. والزيادة السكانية تلتهم موارد الدولة
لا يجب ترك العقول مرتعًا خصبًا لأفكار مضللة
أحمد همام: الوزير استطاع تطهير الوزارة من أصحاب الفكر المتطرف ويعمل فى ظروف صعبة
وجدى زين الدين: لقاء المسئولين مع المواطنين تجسيد حقيقى للديمقراطية
استضاف حزب الوفد برئاسة المستشار بهاء الدين أبوشقة فى مقر بيت الأمة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وذلك فى اللقاء المفتوح الذى حضره جماهير حاشدة فى تقليد اتبعه رئيس الحزب مؤخراً، حيث تحدث وزير الأوقاف عن بعض الملفات الشائكة فيما يخص تجديد الخطاب الدينى والهجوم الذى تلقاه من الجماعات الإرهابية المتطرفة عقب استرداد المساجد والمنابر من الجماعات المتشددة التى تبث سمومها المعادية لفطرة الدين الإسلامى وهو الهجوم الضارى الذى يتعرض له الوزير بصفة مستمرة.
وفتح «جمعة» خزائن الأسرار فيما يتعلق بأموال الأوقاف بعد أن نفذ تكليفات الرئيس بضرورة حصر تلك الأموال والأراضى والعقارات والاستفادة منها فى الغرض الذى خصصت من أجله الأمر الذى اعتبرته الوزارة بمثابة تكليف قومى وواجب دينى يجب أن يتم على أكمل وجه؛ فيما فتح الوزير النار على جماعات التطرف التى تريد اختطاف عقول الشباب من خلال استقطابهم باسم الدين وهو منهم براء، كما أشار «جمعة» فى بيت الأمة إلى دور الإعلام فى توعية المواطنين، كما فسر إصراره على توحيد خطبة الجمعة رغم الهجوم الذى تعرض له من قبل.
وقال رئيس حزب الوفد إن لقاءات بيت الأمة وضرورة لقاء المسئول بالشعب هى الديمقراطية فى أبهى صورها وبعد أن رحب رئيس الحزب بالوزير، افتتح الكاتب الصحفى وجدى زين الدين، رئيس تحرير الوفد، الندوة التى بدأها بالترحيب بوزير الأوقاف والوفد المرافق له وعلى رأسهم الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الدينى بالوزارة، وأكد رئيس تحرير الوفد أهمية الدور الذى تضطلع به وزارة الأوقاف فى شئون الدعوة والدعاة وفى الدور الاجتماعى الإيجابى تجاه المواطنين.
ورحب «زين الدين» بالدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أثناء حضوره اللقاء الأسبوعى، الذى ينظمه حزب الوفد، فى إطار الدعوة التى أطلقها المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الحزب ورئيس اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، تحت شعار: «لقاء المسئول بالمواطن مباشرة».
وقال «زين الدين» إن تلك السنة الحميدة التى يتبعها رئيس حزب الوفد، لتسهيل لقاء المواطن بالمسئولين هى المعنى الحقيقى للديمقراطية التى يرمى إليها الحزب وتهدف إليها مبادئه.
من جانبه، رحب «أبوشقة» بوزير الأوقاف، مثمنًا تلبيته لدعوة حزب الوفد، مشيرًا إلى قول النبى عليه الصلاة والسلام: «إن من سنَّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عملها بها ليوم القيامة»، قائلاً: «هذا هو الحديث عن الديمقراطية فى الإسلام الذى يعتمد على الشورى «فأمرهم شورى بينهم» وكذلك أمر الله نبيه ب«شاورهم فى الأمر».
وقال رئيس حزب الوفد، إن التحاور والنقاش يصنع الرأى، طالما أنه نابع عن علم ودراية، مشيرًا إلى قول الإمام الشافعى: «ما جادلنى عالم إلا وأنتصر عليه، وما جادلنى جاهل إلا وانتصر علىّ»، حيث اهتم بيت الأمة بلقاء وزير الأوقاف، لما له من أبحاث وكتب داعية لمفهوم الإسلام الصحيح، يرى فيها بيت الأمة أنها أنفع للناس بمضمونها السليم، ليتفهم العالم أننا أمام دين محبة وتسامح ورحمة.
وبدأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بتقديم الشكر للمستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد، والكاتب الصحفى وجدى زين الدين، رئيس تحرير جريدة الوفد، وأعضاء الهيئة العليا والهيئة البرلمانية للحزب، على هذه الدعوة، لافتًا إلى أنها تأتى فى توقيت بالغ الأهمية، تحتاج فيه الأمة المصرية والعربية لتكاتف الجهود للنهوض بالوطن إلى درجة يستحقها بين مصاف الدول والأمم الأكثر تقدماً، معربًا عن سعادته بضم الوفد لقامات ثقافية ونخبة كبيرة تسعى لمصلحة هذا الوطن بنية سليمة.
وأكد «جمعة» أن هذا اللقاء يأتى فى إطار بحث قضية هامة جداً، هى الإيمان بالتنوع والرأى والرأى الآخر، مؤكدًا أن ثقافة التنوع تتفق مع المصلحة العليا، وكان البعض يقول رأيى الصواب يحتمل الخطأ ولا رأى خطأ يحتمل الصواب، لو أحدهما راجح والآخر مرجوح فالأقوال ممكن أن تكون راجحة فى زمان أو مكان، وممكن أن تكون مرجوحة فى مكان وأحوال أخرى، وذلك يرجع إلى اختلاف البيئة والزمان والظروف المحيطة.
وتحدث وزير الأوقاف عن زكاة الفطر، مشيرًا إلى أن البعض يتشبث برأيه فى أن يتم إخراجها «حبوب»، ويختلف آخرون بإخراجها نقداً، ويكاد يصل الاختلاف إلى درجة القطيعة أو التكفير، فى بعض الأحيان، موضحًا أن الرسول رجح الحبوب لمصلحة الفقير فى ذلك الوقت، لأنها كانت تحل محل النقود، وكانت وسيلة التبادل التجارى آنذاك.
وأوضح وزير الأوقاف، أن الحديث لم يذكر مثلًا البقوليات كالفاصوليا، لكن البعض أخرجها على أنها حبوب، ما يعنى أنهم قبلوا بالقياس، لذا كان من الأجدر أن نفعل ما هو فى مصلحة الفقير، فهناك بلاد لا يصلح بها الشعير كزكاة، ويكون للنقد باب أولى، كما أن حالات استثنائية، مثل بيئة من البيئات فيه نقد وهناك قلة فى الطعام، وكذلك إذا كان الفرد سفيهًا أو يستغل النقود فى الطريق الخطأ والمتاجرة فى المحرمات، هنا يمكن أن تُعطى النقود لأسرته أو نعطيه طعامًا جاهزًا أو ملابس، بحيث لا يمكن بيعها حتى لا تكون هناك فرصة لأن يتبع رذيلة، مؤكدًا أن الدين الإسلام دين عقل والعبرة ما يقتضيه.
ولفت «جمعة» إلى أن تلك الأمور هى التى قادت الوزارة لإعداد كتاب بعنوان «نحو خطاب عقلانى رشيد»، مضيفاً: «لا بد من إعمال العقل والتفكير»، مقترحًا أن يتم تغيير مسمى رابطة الجامعات الإسلامية، إلى رابطة الجامعات الدول والمؤسسات الإسلامية، لأن هناك أشياء بتقادم الزمن يعتبرها البعض على أنها مسلمات دون تفكير، مشيرًا إلى أن هذه الرابطة نشأت منذ أكثر من 60 سنة، وتضم جامعتى القاهرة وعين شمس والجامعة التكنولوجية، مؤكدًا ضرورة تحرير الجامعات من لفظ الأسلمة والعكس، خاصة أنه لا يمكن القول بأن هناك علوماً تطبيقية كالطب والهندسة والكيمياء والعلوم الإسلامية وغير الإسلامية.
وأوضح وزير الأوقاف أن هذا ينطبق فقط مع بعض القضايا التى جاءت بها نصوص قطعية، مثل باب العقائد التى بين الإنسان وربه وبين العبادات والقليل منها فى باب المواريث، أما معظم ما ينظم حياة الناس وشئونهم ونظام الحكم واقتصادهم، فبها قواعد كلية تُركت للناس لإعمال العقل وهو ما يوضحه كتاب نحو خطاب عقلانى رشيد.
وقال «جمعة» إن التنوع فى كافة المجالات، سواء كان سياسيًا أو دينياً، وبما يتماشى مع ما يتبناه حزب الوفد على مدار تاريخه، ودعوته للوحدة الوطنية، قاد الوزارة لإعداد كتاب «حماية الكنائس فى الإسلام»، والذى ترجم ل13 لغة، إيمانًا بأن التنوع والاختلاف سنة كونية، حيث قال المولى فى كتابه العزيز: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، وقوله: «لا إِكْرَاهَ فِى الدِّينِ»، وأيضًا «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحدةً وَلَا يَزَالُون مُخْتَلِفِينَ».
وأكد أن هذه السنة الكونية -الاختلاف- سيظل إلى أن تقوم القيامة، ويقول المولى لرسوله: « إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، لذا فكان من باب الأولى أن السياسة والعمل الوطنى والقابل للاختلاف أصلًا أن يكون هناك التنوع والسماع للرأى والرأى الآخر.
وأشار «جمعة» إلى أن الفرق بين المعارضة الوطنية والمعارضة الأخرى والإنسان العادى، أن المعارضة الوطنية تقول لمن أحسن أحسنت ولمن أساء أسأت قائمة على الإنصاف والموضوعية، وهناك معارضة تخوض فى الأعراض الخاصة للمسئولين، مؤكدًا أن الوطنية يؤمن بها الجميع ويشجعها ويدعمها، لافتًا إلى أن التعددية السياسية والتحزيب السياسى بالإضافة إلى التنوع الدينى، هو أساس الوطنية والديمقراطية الصحيحة، إذ إنه لا يمكن حمل الناس على مذهب واحد، فذلك ليس فى مصلحة الوطن.
وعن نظام الحكم، أعدت الوزارة، اثنين من أهم الكتب عن «مشروعية الدولة الوطنية» وكتاب «فلسفة الحرب والسلم والحكم»، أوضحت كيفية نشأة أفكار التشدد والتطرف من عوامل كثيرة بعضها سياسى وبعضها نابع من جهل الشباب بالدين وتحريف المفاهيم الدينية التى تقودها الجماعات التى ترى أن الحكومات لا تحكم بشرع الله، حتى إن أحد الشباب فى رسالته قال نصًا منقولًا «الدين من الأصنام التى يجب أن تهدم قضية الوطن، ولأن الوطن للدين كالكفن للإنسان»، وأضاف أيضًا فى نصه المنقول «الإنجليز بلدهم إنجلترا والألمان بلدهم ألمانيا وإحنا بلدنا الإسلام».
وأضاف وزير الأوقاف، الجماعات الإسلامية نشأت على «اللادولة»، وهو ما تحدث عنه قيادات الجماعة الإرهابية فى حديثهم عن مصر، عندما وصفوها بأنها «حفنة من التراب»، وترى تلك الجماعات أن الحدود الدولية هى حدود وهمية صنعها الاستعمار الكافر حسب معتقده، ويجب إزالتها بهدف إنهاء التمسك بالوطن، ليصبح التفريط فيه سهلاً، انطلاقًا من أنه لا ولاء للوطن ولا للدين، مؤكدًا أن كافة التيارات الدينية التى تتبع الجماعات أو الجمعيات خطر على الدين والدولة، لأنها لا تؤمن بدولة، حيث يكون الولاء الأول والخير للعنصر داخل التنظيم، لنفسه ولجماعته فقط.
وتابع: «لو أن أعداء الإسلام أتوا بكل ما فى وسعهم ليشوهوا صورة الإسلام ما بلغوا 1% مما فعله هؤلاء الجماعات، ومما ارتكبوه من أبشع صور الإجرام التى تجاوزت ممارسات الصهيونية، التى تعد العدو الأول والمستفيد من تشويه الدين فى الدول العربية، حيث استطاعت الصهيونية أن تغير وجهات النظر بأفعال تلك الجماعات المحسوبة على الإسلام، وأصبحت الصورة الآن أنه فى الإسلام قتلة الأطفال والنساء والشيوخ».
وقال «جمعة»، إن الوطن والدين لا يتناقضان، بل بالعكس إن كل ما يدعم الدولة والحفاظ عليها وحماية حدودها وقوتها وبنيانها هو من عميق مقاصد الأديان وليس ديناً واحداً، وكل ما ينال من الوحدة الوطنية ويعمل على إضعاف الدولة يتناقض مع الأديان، فالدولة الوطنية تدعم الأمن النفسى والسلام الاجتماعى وتحافظ على كل الأديان، انطلاقًا من أن الدين لله والوطن للجميع باحترام متبادل وتبن لمصطلح المواطنة المتساوية فى الحقوق والواجبات، لا تمييز فيها على أساس الدين ولا اللون ولا العرق، إنما هى حقوق وواجبات متبادلة.
وأشار «جمعة» إلى أن هذه الجماعات بدأت تردد أن هناك أحكام حرب وأحكام سلم، كإحدى المؤسسات الدينية التى طبعت عن القدس كتاباً للدكتور محمود شلتوت، العالم الأزهرى الجليل، الذى نتعلم منه جميعاً، هذا الكتاب الذى دون سنة 1969 وكانت البلاد فى حالة حرب حينها، أى أن تم إصداره وإصدار أحكامه بما يتوافق مع هذه المرحلة، وما يصلح فى زمان لا يصلح لزمان آخر، لاختلاف الوضع، فلم نعد بحاجة لهذا الخطاب الحماسى، الذى لا يليق دوليًا ولا وطنيًا ولا دينيًا ولا قانونياً، مشيرًا إلى أن هذه الجماعات المتطرفة أخذت الآيات التى جاءت فى الحرب الدفاعية، مشيرًا إلى أن الوزارة أعدت كتابًا
أوضحت فيه أسباب الغزوات التى خاضها الإسلام والتى كانت من باب الدفاع أو رد العدوان، فالإسلام لم يكن أبدًا معتدياً.
وعن نظام الحكم، أشار «جمعة» لحديث جبريل عليه السلام، عندما سئل عن الإسلام، قال له الأركان الخمسة الأساسية هى علاقة بينك وبين الله، والإيمان بالملائكة والرسل والكتب، مشيرًا إلى أن المقصود بأن يكون هناك نظام ولا يكون فوضى، فالطريقة التى تم اختيار بها أبوبكر ليست نفس الطريقة اللى اختار بها عمر وعثمان.
وأكد وزير الأوقاف أن الإسلام وضع قواعد لا يصلح للحكم من يخالفها، وهى 4 قواعد عامة، هى تحقيق العدل بمفهومه الشامل، ومنع أنواع الفساد، وحرية المعتقد، والعمل على القيام بقضاء حوائج الناس، مشيرًا إلى أنه لم يقل القيام مباشرة حتى لا تكون هناك إلزامية يتحملها، ولكن قيل العمل على ذلك، بسبب أنه قد تكون هناك ظروف وعوامل تساعد وأخرى خارجة عن الإرادة تحول بين ذلك، ليعمل الإنسان بأقصى طاقته وفى حدود المتوافر له، لافتًا إلى قوله تعالى: «فاتقوا الله ما استطعتم»، أى أعلى الدرجات، مشيرًا إلى أن الإسلام لم يعرف نظامًا ثابتًا فى نظام الحكم وكان فيه متسع لتغير الزمان والمكان.
وعن قضية الجزية، قال «مختار» إن البعض ظل يتهم الدولة على مدار تاريخها الوطنى الطويل، بأنها بعيدة عن الإسلام بسبب عدم تطبيق الجزية، وبالاتفاق مع فضيلة المفتى، وبعد الدراسة الوافية أن الجزية لم تثبت فى التاريخ الإسلامى أنها فُرضت مرة واحدة قسرًا بدون عقد حماية، لأنه من يشترك من غير المسلمين مع المسلمين فى الدفاع عن الوطن فلا يقوم بدفع الجزية، والدليل أن الجزية ليست مقابل الحماية، أى أنها لا تفرض لا على النساء والأطفال والشيوخ ولا العجائز، حتى الرهبان والقساوسة ليست عليهم جزية، إذاً فهى ليست فرضاً، مشيرًا إلى أنه فى الستينات والسبعينات كان هناك ما يسمى بالبدلية أو الجدلية، بمعنى أن الغنى والمقتدر يضحى بماله من أجل الوطن ولا يشترك فى الخدمة الوطنية بنفسه، بعكس غير القادر ماديًا، الذى يقدم نفسه تضحية لهذا الوطن، ولم تكن هناك الجزية أيضاً.
وقدم المستشار بهاء الدين أبوشقة، رئيس الوفد، شكره لوزير الأوقاف على حديثه البالغ للعمق والمتسم بالسلاسة، والذى سلط فيه الأضواء على أمور كثيرة، المسلم أحوج أن يقف عليها، لأنها تمثل جوهر وحقيقة الإسلام القائم على المبادئ.
وأشار «أبوشقة» إلى أنه إن لم يكن هناك نص معلوم من الدين بالضرورة، فإنه لا بد أن يكون هناك إعمال للعقل أو العودة للأصل العام، حيث إن الأصل الثانى للأشياء هو الإباحة، قائلاً: «الإمام أبوحنيفة عندما كان يُسأل عن شىء لا يعرفه وليس معلوماً أهو الحلال أم الحرام، فإنه لا يفتى»، لذلك خلق الله العقل وقاله له يا عقل أقبل فأقبل وأدبر فأدبر واذهب فأنت على عبادى سلطانى بك أسأل وبك أحاسب.
وأضاف رئيس الوفد، إلى أن العقل البشرى قبل العلم الحديث يعمل ليجتهد للحقيقة فى حدود الإمكانيات المتاحة، وما قاله الوزير هو وضع الدين فى مفهومه الصحيح دون مغالطة من هؤلاء الذين قاموا بذلك عن جهل أو دراية، ويطلب العلم ولو فى الصين باعتبار أنها كانت بعيدة عن البلاد فى الأمة العربية فى هذا الوقت، مشيرًا إلى أن الاجتهاد وإعمال العقل البشرى هو الأساس المنطقى فى الحياة، والفكرة هى أساس التطور والتقدم، وهى فكرة لإرشاد وإنارة الطريق، وألا تترك العقول الاسلامية لأن تكون مجالات ومرتعًا خصبًا لأفكار مضللة عابسة.
ووجه رئيس الوفد رسالته للإعلام، بضرورة أن يتبنى الرؤية الصحيحة للإسلام بالمفهوم الصحيح، مؤكدًا أن هذه المجموعة القيمة من الكتب التى أهداها وزير الأوقاف لمكتبة الوفد، ستتاح للجميع، لمن يريد أن يقرأ قراءة أمينة عن المغرضين المتحاملين على الدين الإسلامى، مشيرًا إلى أن الفهم الصحيح يسهم فى تغيير مفاهيم كثيرة للذين يحتاجون من المتخصصين فى شئون الدين أن يكون الجميع تحت أنظارهم وفهمهم.
من جانبه، قال النائب أحمد همام، عضو الهيئة البرلمانية الوفدية بمجلس النواب، إن حزب الوفد كأقدم الأحزاب المصرية وأعرقها فى المنطقة العربية، يؤمن بأن وزير الأوقاف يقود واحدة أهم من الوزارات فى أخطر الفترات التى يعيشها الوطن، فى هذه الظروف، من أجل الحفاظ على الوطن والأمة المصرية والعربية، ويدير هذه الوزارة بحكمة الحكماء وعلم العلماء، فالدكتور محمد مختار جمعة، استطاع فى فترة وجيزة أن يطهر الوزارة من أصحاب الفكر المتطرف، وأن تكون المنابر على مستوى الدولة مليئة بالوطنية والدروس فى خطبة الجمعة، تلك الجبهة التى يقاتل فيها للدفاع عن الدين ومصر.
وعرض الكاتب الصحفى وجدى زين الدين، رئيس تحرير الوفد، أهم التساؤلات التى وردت لوزير الأوقاف من قبل الحضور، وكان من بينها سؤال للنائب الوفدى محمد خليفة عن التكنولوجيا الحديثة، وقضية الحوت الأزرق، وعن الأجيال التى تموت بسبب لعبة تجعل الشباب يضحى بنفسه، وكيف يكون دور الإعلام والإعلام الدينى على الوجه الخاص للتحذير من تكرار هذه الكارثة، خاصة أن الضحايا تحت ال18 سنة.
وسؤال آخر خاص بأموال الأوقاف أين هى من لجنة المهندس إبراهيم محلب، وخاصة أنها ممكن تسهم مع الدولة فيما تعانيه الآن، ومعاناة المستشفيات الأزهرية، من نقص الإمكانيات، وماذا فعلت من خلال الخطباء لتكون جانب الدولة والشعب المصرى فى الحرب على الإرهاب.
وما خطة الوزارة لمواجهة العجز الشديد فيما يتعلق بالجامعة والمستشفيات وكيفية تنمية الموارد، وسؤال متعلق بأموال الأوقاف والأراضى التى يديرها الإصلاح الزراعى، خاصة أن هناك شكوى مريرة أن الدخل من هذه الأراضى التى تدر دخلاً قليلاً هل هناك خطة تعيد السياسات فى إدارة هذه الأراضى؟!، وسؤال آخر بخصوص العقارات التى تقوم بها وزارة الأوقاف مثل المبانى والعقارات لماذا تراجعت الوزارة مؤخرًا فى هذا النشاط تحديداً، وأسئلة أخرى عن خطوات ضم المساجد للأوقاف، خاصة أن هناك عدداً من المساجد غير تابعة للأوقاف.
وأجاب الوزير أن هناك 4 دورات للأئمة باللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية، بالإضافة إلى دراسة كافة العلوم للائمة وافتتحنا مركزاً فى شرم الشيخ وبعثنا عدداً من الأئمة لتلقى هذه الدورات وجميعهم حاصلون على الدكتوراة والماجستير فى الترجمة، وكان عددهم 54 إمامًا وجعلنا امتحان اللغة الإنجليزية أساسياً فى جميع الامتحانات للأئمة.
وتابع: أشهد الله ألا يوجد طلب واحد به مخالفة شرعية أو قانونية لأى نائب بمجلس النواب مر من داخل الوزارة ولم نفعل ذلك وعاهدنا الله ألا نعين داخل الوزارة إماماً إلا أن يكون إماماً مستنيراً وقلت داخل مجلس النواب لو خيرت وأصبحت بين خيارين أولهما أن تؤدى صلاة الجمعة ظهرًا وبلا خطبة، أو يخطب فيهم شخص يقوم بوضع أفكار خاطئة، أقول نصلى ظهراً ونحن الحمد الله لم نصل إلى هذا الحد، لأن مصر بخير والأزهر بخير وستظل بخير ولكن كان الوعد أمام مجلس النواب ألا نقوم بتعيين إمام ولا يصعد المنبر إمام جديد إلا بعد أن نطمئن أنه نافع للناس ونأتمنه على عقولهم.
وأوضح أن الوزارة قامت بعمل دورات وتحفيز للأئمة ولا يحصل الإمام على درجة مفتش ولا مدير إدارة ولا يسافر للخارج ولا يكون إمام مسجد من المساجد الكبرى ولا يستفيد أى فائدة مالية إلا بعد أن يجتاز امتحانات قامت بوضعها الوزارة وبدون أى مجاملات لأى أحد وهذا بدأ يحدث فارق كبير.
وأشار إلى أن الموقع الرسمى للوزارة تجاوز الآن 17 مليون متابع من مصر وخارج مصر، وأيضا كتاب «مفاهيم يجب أن تصحح» تم بيع أكثر من 600 ألف نسخة من هذا الكتاب فقط وكنا فى العام الماضى الأكثر مبيعًا فى معرض الكتاب وقدمنا 15 كتاباً فى مواجه التطرف بسعر 100 جنيه تيسيراً على المواطنين.
وقمنا بعمل ما يقرب من 20 معسكراً تدريبياً وتثقيفياً فى محافظات مختلفة للأئمة تعتمد على الثقافة العامة وإدخال مفاهيم الأمن القومى التى أصبحت جزءاً أساسياً من المنهج بالتعاون مع أكاديمية ناصر للدراسات العليا وكلية الدفاع الوطنى وقمنا أيضًا بعمل دورات متخصصة فى الثقافة الطبية والاقتصاد وأنا شخصياً مؤمن بأن الإنسان إن لم يكن مثقفاً ومدركاً لقضايا العصر لا يستطيع أن يقدم ما هو أفضل ومثال عندما كنت تسأل أحدهم عن حكم التعامل مع البورصة تجد الإجابة غير دقيقة لأن هذه الإجابة تحتاج إلى التخصص والإلمام بالبورصة وهى فى واقع الأمر أنها نوع من التعاقد يجمع الناس من خلال منظومة ويتوقف الأمر على نوع الاستثمار والقضية تتعلق بنوعية العمل الذى سوف تقوم به فى البورصة فقط، وسؤال آخر حول ماهية الصكوك والأسهم والسندات تجد من يقول حلالاً ومن يقول حراماً ما هو الفارق بينها تجد أنه لا يعلم عنها شيئاً لذلك قمنا داخل الوزارة بعمل هذه الدورات المتخصصة ونحن نعمل على هذا الجانب بشكل قوى ولدينا أكثر من مركز تدريب على مستوى الجمهورية لرفع الكفاءات ويتم الاختيار من خلال اختبارات بدأ التطور ونجحنا فى رفع مستوى وكفاءة الأئمة والدعاة وخطباء وكل يوم نقوم بخطوة استباقية.
وأضاف الوزير: جميع المساجد من يخطب فيها إمام من الأوقاف أو خطيب مكافأة معتمد من الأوقاف، وعلى سبيل المثال كان هناك عدد من المساجد مثل أسد بن الفرات الذى كان يضم «حازمون»، ومسجد القائد إبراهيم ومسجد المراغى العزيز بالله بالزيتون كل هذه المساجد وغيرها من المساجد جميعها أصبحت فى قبضة وزارة الأوقاف، وكانت هناك أسماء تقوم بالسيطرة على الساحة الدعوية وكان لا يخطر على بال أحد أن هذه الأسماء تتوقف عن إلقاء الخطب ولكن الآن بعد تطبيق القانون على الجميع استطعنا بمساعدة مجلس النواب أن نصدر قانون أسهم فى هذا الأمر بشكل إيجابى.
وتابع قائلاً: «هناك الولايات العامة التى تعنى أن هناك ولاية واحدة لأنه لا يجوز أن تقوم كل
مجموعة بعمل قسم شرطة والولاية على القضاء ويعنى قضاءً واحداً ولا يستطيع أحد أن يقوم بعمل محكمة وقانون على ما يحلو له لأن هذا لا يحدث داخل الدول وأيضا الولاية على الأسواق تتمثل فى وزارة التموين ولا يستطيع كل فرد أن يقوم بإنشاء سوق على ما يحلو له والولاية على المساجد مثله مثل الولاية على الجند والشرطة والقضاء والأسواق وهى نوع من الولايات العامة التى يجب أن تخضع لسلطة الدولة الوطنية».
وأشار إلى أن هناك من يتاجر ويتكسب بالدين، فلماذا لا يريد تطبيق الولايات الشرعية ويقوم بالخطابة فى الناس عنوة ويخالف القانون، مع أن الإسلام يلزمنا بالقانون ودار الإفتاء قامت بإصدار بيان من 13 صفحة وأكدت أنه لا يجوز إقامة صلاة الجمعة إلا من خلال المساجد التى تحددها وزارة الأوقاف كونها صاحبة الولاية العامة ولا تقام الجمعة إلا بإذن من الإمام والحمد الله نحن قطعنا فى ذلك شوطاً كبيراً ونسير فى اتجاه التدعيم والسيطرة.
وأضاف أن الخطبة موعظة والعلم يكون فى الجامعات والمدارس ويوجد أيضًا مركز ثقافة تابع للوزارة يصل إلى 30 فرعاً فى العام المقبل، ومن يريد أن يتلقى العلم يذهب إليه، والأصل فى الخطبة هو التعبد وليس الدعاية السياسية أو الحزبية والحمد الله رأينا ذلك فى الانتخابات الأخيرة الماضية كانت جميع المساجد على الحياد ولم نسمع خطبة أو نرى لافتة تتحدث على العمل السياسى أو الحزبى لأن المساجد ليس هذا دورها ولكن دورها الانعزال عن العمل السياسى والحزبى ولكن دورها الدعوة وسوف نظل تقوم بتقديم دورها الدعوى.
وأشار إلى أن الخطبة موعظة ورسالة وطنية تثقيفية لما فيه صالح البلاد والعباد ولو تركنا الخطبة للأهواء كنا رأينا كلاماً غير دقيق وفى الوقت نفسه لم نقم بوضع نظام محدد كيف أحاسب هذا الشخص لأنك من الأساس لم تضع قاعدة وتقوم بمحاسبة من يخرج عن هذه القاعدة لذلك كان الهدف من الخطبة الموحدة رسالة توعوية ومثال على ذلك تحدثنا فى الخطبة عن حماية الوطن سوف نحدث عن ترشيد الاستهلاك وأثره فى الفرد والمجتمع خاصة أننا على مشارف شهر رمضان المعظم.
وتابع قائلاً: قرأت أحد المقالات تروى أنه فى أحد المطاعم بإحدى الدول قام مدير المطعم بالاتصال بالشرطة لشخصين أسرفا فى طلب وجبات الأكل وتم تحرير مخالفة لهما وقاما بدفع غرامة والسبب كان أنهما قاما بإهدار موارد للدولة ونحن أولى بالترشيد، لأن الدين حثنا على حسن استغلال الموارد».
وتدخل المستشار بهاء الدين أبوشقة قائلاً: «هذا الحديث شيق يأخذنا إلى أفكار جديدة مهمة وهى تحديد النسل لأننا كل عام نصبح أمام 2٫5 مليون مولود كل عام وبهذه الطريقة سوف نصل إلى كارثة حقيقية ومهما كان هناك تقدم فى الاقتصاد وزيادة فى الموارد، فإن الزيادة السكانية تلتهم كل هذا بشراهة وبأكثر مما هو متوقع فى هذا الشأن».
وتابع وزير الأوقاف قائلاً: «فى الحقيقة أوجه التحية للمستشار بهاء الدين أبوشقة على هذه النقطة وقمنا بعمل مجهود كبير فى هذه القضية ونجد أن الكثير حافظ لحديث واحد وهو حديث «تكاثروا تناسلوا» ونسى حديث «توشك الأمم أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل»، فهناك حديث يقول تكاثروا وآخر يقول كغثاء السيل، لذلك أقول إن تنظيم النسل ليست فتوى ثابتة ومثال لذلك لو هناك دولة عدد سكانها قليل كمليون أو مليونين ولديها مساحات من الأراضى الواسعة وأنا سافرت بعض الدول لديهم نقص فى النسل ومساحتها كبيرة جداً، وعدد سكانها حوالى 18 مليوناً فهذا بالنسبة لهم أقول تناكحوا تناسلوا لأنى أريد كثرة فى النسل وهنا الكثرة مطلوبة ولكن عندما تكون الموارد لا تكفى بحسابات البشر ويوجد أزمة حقيقية ولا تستطيع أن توفر صحة وتعليماً ولا مرافق، فهنا الكثر كغثاء السيل فالكثرة تكون محمودة لو أنت فى حاجة إليها وتكون عكس ذلك فى حالة أن تتسبب فى مزيد من الجهل والمرض ومزيد من التدهور.
وأوضح أن هناك من يخرج ويقول أنا أستطيع أن أوفر متطلبات أبنائى أقول له لا أنت تستطيع أن توفر لهم المأكل والملابس والمسكن ولكن لن تستطيع أن توفر لهم المرافق العامة والطرق والمدارس والمستشفيات وعندما يكون هناك توجه عام لا يجب أن نقيس حال الفرد ولكن نقيس حال الدولة بجميع أبنائها.
والنبى صلى الله عليه وسلم أجاز للصحابة «العزل» وهو حجز المنى عند الرجل وقذفه خارج الرحم ورغم أن هذه المسألة يوجد به جانب نفسى صعب على الإنسان، خاصة الشباب فإذا كان النبى أجاز العزل بما فيه من معاناة نفسية فإذا كان هناك طرق حديثة تجعل ممارسة الحياة الزوجية حياة طبيعية وإن كان النبى أجاز العزل، فاستخدام هذه الطرق الحديثة من باب أولى جائزة والفقهاء لديهم شىء مميز، مؤكداً أهمية حق الطفل فى التربية والسؤال هنا هل سوف تستطيع الأسرة أن توفر المناخ المناسب لهم فى التربية الأبناء لذلك لا يوجد حكم يسير على جميع الدول ولكن حسب إمكانيات كل دولة واحتياجاتها للتعداد السكانى وفى ظروفنا فالتنظيم واجب وليس مستحب لذلك يجب إعمال العقل.
ولفت إلى أن ما أضر بالخطاب الدينى خلال الفترة الماضية هو دخول أشخاص استخدموا الدين فى أمور شخصية وسياسية وحزبية بالإضافة إلى الجمود وعدم إعمال العقل والارتكاز على الحفظ دون الفهم وهم فى حقيقة الأمر لا علاقة لهم بالدين، لذلك أقول إن من يتعرض لتجديد الخطاب الدينى يجب أن يتمتع بعدد من المقومات منها أن يكون عالماً متخصصاً فى العلوم الشرعية وأن يكون على دراية واسعة بمفاهيم الأمن القومى والتحديات والمتغيرات.
وتابع أيضًا لا يصلح للعمل فى الخطاب الدينى العلماء الذين ينضمون إلى جماعات الإخوان المسلمين أو لأى جماعة أو أيديولوجية بعينها لأن مصلحة الجماعة تغلب مصلحة الدين ومصلحة الوطن لأن من ينتمى إلى جماعة لا يتحاور ولا يؤمن بفكرة حرية الرأى والرأى الآخر وأنا شخصياً فى ذات مرة وجهت سؤالاً إلى أحد المنتمين إلى الجماعة وقلت لهو ما هو الأفضل فى وجهة نظرك فى زكاة الفقير بأخذ المال أم يأخذ حبوب؟ قال الأفضل هو إعطاء المال نقداً، وأنا متأكد أنه لا يقول هذا الكلام على الملأ لأنه سوف يخسر التمويل الذى يأتى إليهم من الخارج وهو هنا أعلى مصلحة الجماعة فوق كل المصالح.
وردًا على سؤال حول تطوير مستشفيات الوزارة قال الوزير، إن هناك مستشفى الدعاة فى مصر الجديدة قمنا بتدعيمه بوحدة رعاية مركزة ووحدة غسيل كلوى ووضعنا خطة لتطوير المستشفى بالكامل وهى تقدم الخدمة بأسعار المؤسسات العلاجية لجميع المصريين.
وعن المساجد غير التابعة للوزارة، قال هناك عملية ضم لجميع المساجد للوزارة وندرس الآن آليات تعيين الأئمة للمساجد مع مجلس النواب وقمنا بتعيين خطيب وعامل لكل مسجد وتعيين العامل يحدث من خلال مسابقة ونحن بصدد عمل مسابقة بعد عيد الفطر للمؤهلات المتوسطة لأن قانون الخدمة المدنية الجديد نص على أن من يعين على درجة لا يطلب التسوية وقمنا بتعيين مجموعة من الأئمة ونستكمل تعيين 3 آلاف إمام ونستكمل أيضًا تعيين 4258 عاملاً نستكمل تعيينهم خلال هذه الأيام وقريباً سوف نخاطب الجهاز المركزى فى تعيين 3 آلاف إمام و3 آلاف عامل، ونأمل الحصول على الموافقة عليها بعد رمضان.
وحول أموال الأوقاف قال إن الرئيس السيسى مهتم جداً بعملية الحفاظ على الوقف واللجان كان لها عدد من الأهداف أولها مساعدة وزارة الأوقاف للحفاظ على مال الدولة من أى تعديات وسرعات إزالة التعديات على مال الوقف والجانب الثانى وقد انتهينا بنسبة 90% «بروتوكول» مع وزارة الاتصالات والمساحة وهو حصر وعمل رقم قومى لكل وقف ثم عملية الرفع المساحى لكافة الوقف وانتهينا بنسبة 60% منها، ثم تحديد قيمة الوقف ولدينا جزء من العقارات محكوم بقانون الإيجارات القديمة وسوف نتحرك فيه مع المبدأ العام، مشير إلى أن هذه الإجراءات تحدث وسط مراعاة للوقف ومراعاة الجانب الاجتماعى من خلال رفع الإيجارات الزراعية بالتدريج وحسن استثمار الاوقاف وهناك خطة جيدة فى هذا الأمر.
وعن إدارة استثمار الوزارة للوحدات، قال وزير الأوقاف هذا العام سلمنا 2116 شقة تم تسليمها فى مدينة بدر وتم التعاقد عليها وهناك أكثر من 2000 شقة فى مدينة السادات معلن الآن فى الهيئة ووزارة الإسكان هى التى تختار وتعطينا الكشوف حتى موظف الأوقاف يذهب إلى الأوقاف للتقديم منعاً للقيل والقال وسلمنا فى مدينة أسوان مشروع الصداقة 1 و2، بالإضافة إلى مشروع كان متوقف على المرافق فى مدينة الزقازيق ووصلنا جميع المرافق مع شركة الكهرباء والمياه وخلال أسابيع سوف يسلم المشروع أيضًا مشروع المنيا وأسندنا المرافق إلى الشركة القابضة وهنا مشروع فى مدينة برج العرب أكثر من 8 آلاف وحدة سوف يتم تسليم المرحلة الأولى فى أغسطس تم تقسيمه إلى مراحل ونعمل فى أكثر من 20 الف وحدة سكنية ولم نتوقف فى مشروعات الإسكان والاستثمار.
وأؤكد تقديرى لحرص الرئيس السيسى على الحفاظ على الوقف وأؤكد أن جميع اللجان وعلى رأسها الرئيس السيسى أحرص ما يكون على مراعاة الضوابط الشرعية للوقف فيما أوقف له وما أوقف لأجله والدولة عندما تتدخل فى حماية الوقف لا يمكن لأحد أن يقصر أو أن يمَس مليماً أو شبراً واحداً من الوقف فى غير ما خصص له وإنما فى الأغراض التى خصص لها شرعاً وكثير من الطلبات تُقدم، لكننا نقف أمام الضوابط الشرعية وداخل مجلس النواب تقف اللجنة الدينية عند هذه الضوابط وهذا انعكس إيجابياً على دخول الوزارة فى مشروعات كثيرة ونموذج على ذلك شقق أسوان إيجارها 200 جنيه وراعينا فى ذلك البعد الاجتماعى ونستثمر مال الوقف وليس الهدف الربح ولكان هو مراعاة البعد الاجتماعى ومال الوقف موظف فى خدمة الدولة والمجتمع وتوفير منتج وطنى بسعر وزارة الإسكان.
وقال: وفرنا 25 مليون جنيه لإنشاء منازل لأهلنا فى حلايب وشلاتين وإنشاء 100 منزل وبعد حادث قرية الروضة حولنا لوزارة الإسكان لأنه هى التى تقوم بعملية تطوير القرية بالكامل مبلغ 16 مليوناً وثلاثمائة ألف لتطوير 270 منزلاً بقرية الروضة، كما وفرنا 25 مليون جنيه فى شهادة أمان للمرأة للمجلس القومى للمرأة من أجل استخراج 50 ألف شهادة أمان للمرأة المعيلة من عائد الأوقاف أيضًا أسهمنا فى استخراج 40 ألف بطاقة رقم قومى للمرأة المعيلة بالتنسيق مع وزارة الداخلية ووزعنا 50 ألف بطانية على الأسر الأكثر احتياجاً ووزعنا 5 آلاف مقعد لمدارس القرى والنجوع وتسلم هدية للقرى الأكثر احتياجاً.
وأضاف نعمل الآن على تجهيز شنط رمضان بالتنسيق مع وزارة التموين والبترول، وهناك خزين شنط سوف تخرج بالمجان للأسر الأكثر احتياجاً وهذا سوف يحدث من خلال وزارة التضامن الاجتماعى وشنط أخرى تباع بسعر 50% مدعمة ب25 مليوناً و650 ألفاً بالإضافة إلى تقديم شنط المدارس، كما أخرجنا 60 مليون جنيه من عائد الوقف لفرش المساجد، مشيرًا إلى أن صيانة وتطوير المساجد كان من ميزانية الوقف، ونعمل على البعد الاجتماعى والمساهمة غير المباشرة بأسعار بسيطة جداً وما تم فى كل الاتجاهات هو البداية والهدف هو مضاعفة كل ما تم إنجازه.
وهذا العام تمت زيادة أعمال البر بنسبة 300% لتصل إلى 850 % بجانب تحسين أحوال الأئمة، حيث كان يصل إجمالى ما يتقاضاه الإمام 1160 جنيهاً، قبل تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى، والآن أصبح يتم تعيين الإمام بمرتب 2794 جنيهاً بزيادة 137%، كما بلغت نسبة الزيادة فى صيانة المساجد 69% ونعمل على تقديم القرض الحسن بدون أى مصروفات أو أى فائدة ويسدد كما هو وندرس الآليات التى تضع هذا القرض فى الوضع الصحيح.
كما ترجمنا 54 كتابًا إلى 14 لغة وتم توزيعها فى جميع الجامعات والمعاهد البحثية فى العالم والموقع التابع للوزارة يبث ب14 لغة نعمل على عودة مكاتب القرآن بشرط أن يكون المحفظ حافظاً للقرآن ولم ينتم لأى جماعة وفتحنا 2000 كتاب و600 مدرسة قرآنية كل مدرسة يوجد به ثلاث محفظين ونستهدف 1500 مدرسة قرآنية فى نهاية العام، بالإضافة إلى المدارس العلمية التى وصلت إلى 53 مدرسة ونستهدف إنشاء 150 مدرسة وهى فكرة جديدة تطبق لأول مرة وهى مثل شيخ العمود فى الماضى وتصدر نوعين من الشهادات، الأولى من المعلم ويقوم بإعطاء إفادة والثانية إن كان من خريجى الأزهر نقوم بعقد لجنة بالوزارة لتعطيه شهادة، ويبدأ فى العمل التدريسى لهذه المادة، والحمد الله الوزارة تحولت إلى مؤسسة وسرنا نعمل بروح الفريق الواحد ودفعنا بالشباب المثقف والكفاءة ولا غيرها استطاعت هذه المجموعة المنتقاة أن تعمل الوزارة فى شكل مؤسسى وهذا يجعلنا نطمئن على الوزارة وأن الخطة تعمل على أفضل وجه.
واختتم قائلاً: «أشكر المستشار بهاء الدين أبوشقة والأستاذ وجدى ونواب الوفد وأعضاء الوفد على هذه الاستضافة الكريمة».
من جانبه، قال المستشار بهاء أبوشقة: نشكر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذا اللقاء، الذى كان جامعًا مانعًا تحدث عن مناحى كثيرة جداً وفى ذلك القيمة الحقيقية فى أن يكون هناك لقاء بين المسئول والشعب ليبصّره بأمور قد تكون غائبة عنه وكان الحديث عن تطوير وتحديث المفهوم الحقيقى للفكر والخطاب الدينى.
واختتم رئيس حزب الوفد حديثه قائلاً: «إن لقاء الوزير اليوم طمأن الجميع على أن أموال الوقف فى أيد أمينة راعية مطورة لهذه الأموال من خلال فى دور الوزارة فى كثير من المشروعات التى عرضها الوزير خلال اللقاء والتى تمثل ركناً أساسياً من أركان الإسلام وهى التكافل الاجتماعى، لذلك أستطيع أن أقول كلمة حق بتجرد كامل، وإننى مع ما قاله الزميل النائب المحترم أحمد همام فى أن معالى الوزير محمد مختار جمعة من خيرة من تولوا وزارة الأوقاف، ونقول له إننا معك، وباسمى وباسم حزب الوفد نقف خلفك فى هذه الأعمال الجليلة التى لا يرجى منها سوى خدمة الوطن ووجه الله».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.