عاد التوتر والقلق مجددًا ليسيطر على علاقات المملكة المغربية بإيران، حيث شهدت الساعات القليلة الماضية، قرار الرباط بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران، بحجة ما وصفته بالتورط الإيراني الواضح في التحالف مع جبهة البوليساريو ودعمها. وينتج على قطع العلاقات الدبلوماسية بين أي بلدين توقف القنوات العادية للاتصال فيما بينهم، وإغلاق السفارات والبعثات الدبلوماسية للدولتين المعنيتين واستدعاء أعضاء تلك البعثات. وزير الشئون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بين أمس الثلاثاء، أن بلاده قررت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد السفير الإيراني من البلاد، بسبب أن عسكريين تابعين لحزب الله قاموا بتأهيل مقاتلين من جبهة البوليساريو على استخدام صواريخ أرض-جو من طراز سام 9 وصواريخ مضادة للطائرات من طراز ستريلا. وأكد سعد الدين العثماني، رئيس الوزراء المغربي، أن قرار قطع العلاقات مع إيران مغربي خالص، تم اتخاذه بعد أن ثبت أنها تدعم جبهة الانفصاليين عسكريا بشكل مباشر أو غير مباشر. وتأتي خطوة قطع دولة لعلاقاتها الدبلوماسية مع دولة أخرى لأسباب متنوعة، منها الإهانة المباشرة لها، أو بناء على تصرفات وسلوكيات أعضاء البعثة الدبلوماسية المخالفة للأعراف والقوانين، أو وجود خلاف سياسي بين البلدين، كما أن هناك أسباب أخرى تتعلق بالحرب. وهناك عداء تاريخي بين المغرب وإيران، وسبق وأن قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها أكثر من مرة، والبداية كانت مع استقبال الرباط ل شاه إيران، محمد رضا بهلوي بعد قيام الثورة الإسلامية 1979، بالإضافة إلى مساندة العراق في الحرب مع إيران. وفي 2009 قطعت علاقاتها مع طهران على خلفية تورط السفارة الإيرانية في مخطط سري لنشر المذهب الشيعي في المملكة، وعادت العلاقات فيما بعد في 2016، ولكن كانت الأجواء العامة لتعاملاتهم يشوبها الحذر والترقب دائمًا. ولم تكن المغرب هي الدولة الوحيدة التي أقدمت على قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، ولكن هناك عدة بلدان عربية وأخرى أوروبية، قامت بالفعل ذاته، على مدار السنوات الماضية، وهو ما نرصده في هذا التقرير. السعودية في 2016، أعلنت السعودية، قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد قيام مجموعة من الإيرانيين بالهجوم على مقر سفارة الرياض والقنصلية السعودية في طهران، عقب إعدام الشيعي نمر النمر، بحكم قضائي، وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد قُطعت في الفترة بين 1987 و1991، بعد اندلاع الحرب العراقيةالإيرانية، إثر مواجهات دامية جرت في الحرم المكي. البحرين وفي 2016، أعلنت البحرين اليوم قطع العلاقات الدبلوماسية كاملة مع إيران بسبب ما تعرضت له السفارة السعودية وقنصليتها في طهران، حيث قررت إغلاق بعثتها الدبلوماسية لدى إيران وسحب جميع أعضاء بعثتها، وكانت قد سحبت سفيرها من طهران راشد سعد الدوسري في 2015. السودان قررت السودان طرد السفير الإيراني في الخرطوم وكامل البعثة، واستدعاء السفير السوداني من إيران، في 2016 هي الأخرى، بسبب الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران إضافة إلى تدخلاتها المنطقة. اليمن في 2015، قررت اليمن طرد السفير الإيراني وسحب القائم بالأعمال اليمني لدى طهران، وذلك ردًا على تدخلاتها في البلاد وقيامها بدعم الميليشيات الحوثية. كندا وفي 2012، أغلقت كندا سفارتها في طهران عام وطردت جميع الدبلوماسيين الإيرانيين الموجودين في أراضيها، بعد أن رأت أن الحكومة الإيرانية هي التهديد الأكبر للسلم العالمي والأمن في العالم بسبب برنامجها النووي وتقديمها المساعدات العسكرية للنظام السوري وبشار الأسد. بريطانيا وفي 2011، أغلقت بريطانيا سفارتها في إيران، على خلفية اقتحام محتجين إيرانيين لها خلال مظاهرة ضد العقوبات التي فرضتها بريطانيا على إيران بسبب برنامجها النووي، وظل الوضع كذلك لمدة 4 سنوات، حتى عادت العلاقات الدبلوماسية بينهم في 2015. مصر وفي 1980، قطعت مصر علاقاتها الدبلوماسية بطهران، بسبب دعم القاهرة للعراق في حربها مع إيران واتهامها لها بأنها راعية الإرهاب في الشرق الأوسط، وردت إيران على هذه القطيعة بإطلاق اسم خالد الإسلامبولي، قاتل الرئيس الراحل أنور السادات، على أحد شوارع، وعادت العلاقات خلال فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها سرعان ما توترت مجددًا. العراق ظلت العلاقات بين العراقوإيران متوترة ومرتبكة بعد الحرب التي نشبت بينهم وانتهت في 1988، حتى عام 2003، حيث تقربت طهران من بغداد بعد سقوط نظام صدام حسين، وتعززت فيما بعد علاقاتها بها في ظل التمثيل الشيعي الكبير في الحكومة العراقية. أمريكا وتعكر صفو العلاقات بين أمريكاوإيران وقطعها منذ 1979، عندما اقتحم طلبة إيرانيون السفارة الأمريكية في طهران واحتجزوا 63 رهينة للمطالبة بعودة الشاه محمد رضا بهلوي للبلاد لمحاكمته، وعند إنقاذ الرهائن توفي 8 جنود مصرعهم، وظلت القطيعة بينهم حتى 2013، عندما أجرى أول اتصال هاتفي بين رئيسي الولاياتالمتحدةوإيران.