كتب – د. محمد عادل: يودع عدنان يوسف، المدير التنفيذى لمجموعة البركة، رئاسة مجلس إدارة بنك البركة مصر بعد عشر سنوات قضاها رئيس مجلس إدارة، حيث تولى مجلس الإدارة خلال الفترة من 2008 حتى 2018. وتشير الأرقام إلى أن بنك البركة مصر حقق نقلة نوعية خلال العشر سنوات الماضية، فمن عجز فى المخصصات مليار جنيه، و«شوية فكة» هو حجم أصول وأرباح البنك، إلى مليارات فى عام 2017، فقد تم تغطية المخصصات بعد إنشاء جهاز خاص للتسويات وجدولة الديون، وبلغ حجم التسويات التى تمت للديون المتعثرة نحو 1.4 مليار جنيه، وبلغ إجمالى السداد 751 مليون جنيه منها 339 مليون جنيه سداداً عينياً، و412 سداداً نقدياً، وارتفعت الأرباح من 55 مليون جنيه عام 2009 إلى 725 مليون جنيه عام 2017 بزيادة 1218% بمتوسط نمو سنوى 135% وارتفع معدل العائد على رأس المال من 11% إلى 51% بنمو 457%، والعائد على حقوق الملكية من 11% إلى 22% بمعدل 194%، ومعدل العائد على الأصول من 0.5% إلى 24% بمعدل نمو 220%. وبلغت حصة المساهمين فى أرباح البنك 20% من رأس المال المصدر والمدفوع بمبلغ 253 مليون جنيه. وارتفع المركز المالى للبنك البركة مصر من 9 مليارات جنيه عام 2007 إلى 50 مليار جنيه معدل نمو 459%، وإجمالى التوظيفات والاستثمارات من 8 مليارات إلى 44 مليار جنيه بمعدل نمو 449% وارتفع إجمالى ودائع العملاء من 8 مليارات جنيه إلى 44 مليار جنيه بمعدل نمو 453% وارتفعت حقوق الملكية من 527 مليون جنيه إلى 2.6 مليار جنيه بمعدل نمو 400%. يقول عدنان يوسف، المدير التنفيذى لمجموعة البركة المصرفية: إن مصر هى قلب الأمة العربية، وإذا ضعفت سيؤدى إلى ضعف كل الدول العربية، ما يتطلب ضرورة العمل سوياً من أجل مصر، موضحاً أن مصر ليست للمصريين فقط، وإنما للعالم الإسلامى والأفريقى والعربى وهذا دورها. وحث عدنان يوسف فى حواره مع «الوفد» على ضرورة صدور تعليمات رقابية من البنك المركزى المصرى تسمح للبنوك بزيادة رؤوس أموالها عن طريق الصكوك كما هو متبع فى دول العالم، وأن يسمح بأن تكون شريحة رؤوس الأموال بالعملة المحلية والاجنبية، موضحاً أن فتح المجال سيؤدى إلى زيادة رؤوس أموال البنك، ما يمكنها من ضخ المزيد من التمويل فى شريان الاقتصاد المصرى، منوهاً بأن البنك المركزى يتمتع بقيادات ذات كفاءة عالية واستطاعت أن تعبر بالسياسة النقدية والاقتصاد لبر الأمان خلال الفترة الماضية. وقال عدنان: إنه يثق فى الاقتصاد المصرى وقدرته على عبور الأزمات التى يمر بها، مؤكداً أنه خلال فترة تنحى الرئيس الأسبق مبارك، قام بشراء المقر الرئيسى للبنك البركة بالتجمع الخامس والذى سيتم افتتاحه قريباً، فى الوقت الذى كان هناك مستثمرون يخرجون من السوق المصرى، مشيراً إلى أن البنك مستمر فى التوسع فى السوق المصرى ويسعى إلى زيادة عدد فروعه من 35 فرعاً إلى 50 فرعاً خلال 2020. وأشار إلى أن أهم التحديات تتمثل فى العمل على دخول مستثمرين جدد للسوق المصرى، خاصة بعد خروج بعض المستثمرين خلال الفترة الماضية نتيجة لظروف مراكزهم الأم وليس نتيجة للاقتصاد المصرى، إلى جانب السماح بزيادة رؤوس أموال البنوك عن طريق الصكوك وبالعملتين الأجنبية والمحلية. وقال عدنان يوسف: إن البنك مستمر فى التوسع فى الأسواق الخارجية، خاصة السوق الأفريقى فى دول شرق أفريقيا، مثل كينياوتنزانيا وأوغندا، موضحاً أن تنزانيا بها جالية عمانية كبيرة، ولديها علاقات تجارية مع دول الخليج منذ آلاف السنين، كما أن تواجد بنك البركة فى 16 دولة تعمل على دعم حركة التجارة بين هذه الدول إلى جانب توفير الفرص الاستثمارية وزيادة معدلات التوظيف فى الدول التى تعمل بها، موضحاً أنه يهتم بقطاع الخزانة لأنه يمثل قلب البنك، ويسهم بشكل كبير فى إيرادات البنك، منوهاً بأن الدكتور فاروق العقدة فتح الباب للتعامل فى الخزانة، مع وضع بعض القيود فى تعامل البنوك مع هذا القطاع، مشيراً إلى أهمية النظر إلى هذا القطاع لما له من تأثير كبير فى القطاع المصرفى. وعن وضع البنوك الإسلامية فى السوق المصرى قال الرئيس التنفيذى لمجموعة البركة: إن المصارف الإسلامية تجربتها قديمة فى السوق المصرى وتتمتع بثقة وتنمو بمعدلات طبيعية إلا أنها تحتاج نظرة تشريعية من قبل البنك المركزى والمشرع حتى تأخذ وضعها فى السوق، وتطبق معايير المحاسبة الإسلامية، والتى طبقتها تركيا، وتطبقها كثير من الدول العربية، وهى تسمح بنمو أسرع للبنوك الإسلامية، موضحاً أن عدد فروع البنك فى تركيا وصل إلى 240 فرعا وذلك نتيجة لتهيئة البيئة التشريعية إلى جانب فتح الباب أمام زيادة رؤوس أموال البنوك عن طريق الصكوك مما سمح بمعدلات أسرع للبنوك الإسلامية فى تركيا، ويمكن أن ينمو القطاع بصورة كبيرة فى السوق المصرى إذا ما سمح بهذا. وقال عدنان يوسف: إن الكثير من المساهمين ليس لديهم الرغبة فى زيادة رؤوس أموال البنك، ويكتفون بما لديهم من حصص، وهو ما يتطلب البحث عن مصادر أخرى لزيادة رؤوس أموال البنوك، ومن هذه الأبواب طرح أسهم فى سوق الأوراق المالية، أو سندات أو صكوك يتم تداولها عالمياً بما يسمح بزيادة رؤوس أموال البنوك، كما أن حجز نسبة من الأرباح والقروض المساندة من المجموعة الأم لا تلبى الاحتياجات المستقبلية لزيادة رؤوس أموال البنوك، منوهاً بأن مجموعة البركة طرحت صكوكاً بقيمة 400 مليون دولار أمريكى من الفئة الأولى –وهو الإصدار الأول لنا– التى تم الاكتتاب فيها بخمسة أضعاف قيمة الإصدار. وأكدت الصكوك ثقة السوق فى استراتيجيتنا، حيث كانت المشاركة واسعة من قبل المؤسسات المالية ومديرى الأصول من آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وقال عدنان يوسف، الذى كان رئيس لاتحاد المصارف العربية لفترتين: إنه على ثقة كبيرة من خروج الاقتصاد المصرى من أزمته، وأنه قادر على مواجهة كل التحديات والصعوبات التى واجهها خلال الفترة الماضية، مؤكداً أنه فى الوقت الذى كان يتخوف العالم من السوق المصرى كنا نحن مجموعة البركة نتوسع فى السوق المصرى لأننا على ثقة فى هذا السوق. وبلغ إجمالى أصول مجموعة البركة 25.5 مليار دولار أمريكى فى نهاية عام 2017، بزيادة 9% عن العام السابق. وبعد انخفاض العملة، بلغ إجمالى الدخل التشغيلى 999 مليون دولار أمريكى، وصافى الدخل التشغيلى 430 مليون دولار. وقال المدير التنفيذى لمجموعة البركة: إن صافى الدخل تأثر بزيادة المخصصات، ما أدى إلى تحقيق صافى دخل قدره 207 مليون دولار، موضحاً أن المجموعة نجحت فى النمو على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية من خلال التوسع المستهدف فى البلدان التى يوجد فيها طلب قوى لم تتم تلبيته على المنتجات المصرفية الإسلامية وفى عام 2017، دخلت المجموعة فى شراكة مع البنك المغربى للتجارة الخارجية لأفريقيا لإطلاق بنك التمويل والإنماء، وهو بنك تشاركى مغربى جديد. وهذه تمثل خطوة مهمة للغاية، حيث يطمح البنك الجديد إلى إنشاء نموذج جديد للخدمات المصرفية الإسلامية فى المغرب، وبالتحول إلى عام 2018، يبدو أن الظروف الاقتصادية تتحسن فى أسواقنا، مدعومة بالانتعاش الجزئى فى أسعار النفط من أدنى المستويات التاريخية، وإذا استمرت علامات التحسن هذه، يجب أن تؤدى استراتيجية النمو لدينا إلى زيادة الربحية فى عام 2018 والسنوات التالية.