لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، مقولة خالدة تظل محفورة في أذهان وعقول المصريين للزعيم الراحل مصطفى كامل، يجسدها رجل كفيف فاقد بصره منذ ولادته يُدعى "شندي" والذي يعمل في تركيب الأقمار الصناعية "الدش" ببراعة ومهارة كبيرة على مدار 15 عامًا ماضية وحتى الاّن. وقال شندي في لقائه ببرنامج "دنيا تانية" على فضائية "LTC" :" بدأت حكاية عملي بتركيب الأقمار الصناعية، عندما كنت أستمع لبرنامج تليفزيوني وفجأة انقطع الارسال بسبب الظروف الجوية السيئة، فحاولت تصليح الطبق وايجاد الاشارة وكررت المحلولة في أكثر من مرة إلى أن نجحت في النهاية، ومنذ تلك اللحظة بدأت في العمل في تركيب الأقمار الصناعية منذ 15 عامًا". وعن كيفية العمل في هذه المهنة الصعبة في ظل ظروفه المتعبة قال:" الحمدلله أنا انسان قريب لربنا وربنا بيساعدني ،ولا أجد صعوبات إلا الصعوبات التي تواجه جميع من يعملون بالأقمار الصناعية كوجود عائق مثل الأشجار أو النخيل أمام الطبق أو وجود كسر في الطبق نفسه". واوضح انه لا يجد أي صعوبة عندما أقوم بالمشي والتنقل بمفردي على عكس مرافقة أحد فأجد صعوبة من التنقل والمشي حين يساعدني أحد ، لافتا الى انه يعمل على مدار 14 ساعة وبالتحديد من الساعة العاشرة صباحًا وحتى منتصف الليل ولدي محل أبيع به جميع البضائع الخاصة بالأٌقمار الصناعية واستخدم الكمبيوتر أيضًا وزوجة أخي تساعدني في عمل المحل فهي بمثابة أخت لي". واضاف انه تعرض لحادث قطار تسببت لي في بتر ساقي الأيمن منذ 31 عامًا ولكن مشيئة الله سبحانه وتعالى قدرت لي الحياة ،لافتا الى انه يحفظ جميع شوارع الاسكندرية عن ظهر قلب لدرجة أنه يعرف جميع الشوارع والميادين والمناطق حين يتنقل بمفرده. الجدير بالذكر أن شندي متزوج وله 3 أبناء ولدين وبنت ويتقضى معاش 450 جنيه فقط ، كما أن له أخ كفيف اّخر يُدعى علي ويعمل بائعًا متجولاً للعب الأطفال، يرفض استخدام العصا ويفضل مثل أخيه السير والتنقل بمفرده دون مساعدة أحد من الناس.