كتب- عبده خليل: وجوه عابسة وأسواق راكدة ومئات الورش أغلقت أبوابها.. هذا هو الحال داخل محافظة دمياط، خاصة شارع عبد الرحمن قبلة الباحثين عن الأثاث فى قلب دمياط، والتى أصبحت تعانى بشدة بسبب اختفاء الأبلكاش وارتفاع أسعاره ليصل من 45 إلى 115 جنيها ثم 92 جنيها، خلال عدة اسابيع وهى الزيادات التى يصفها التجار ،و أصحاب الورش هناك بأنها غير مبررة ، حيث شهد سوق صناعة الأثاث في محافظة دمياط تراجعا كبيرا، خلال الأعوام الماضية. وتفاقمت الأزمة بشكل كبير بالتزامن مع موجه ارتفاع الأسعار التي تشهدها البلاد، "بنبيع بخسارة علشان نلاقي ناكل"، هكذا علق السيد شحاتة ، نجار، على سؤاله عن حركة البيع والشراء في سوق صناعة الأثاث بدمياط، مؤكدا لبوابة الوفد أن الخامات أسعارها باهظة وتزيد بمعدل شهري بشكل مبالغ فيه. وأضاف أن المشتري لا يقدر زيادة الخامات ويطالب الصانع بتوفير الاثاث بالأسعار القديمة غير مبال بفارق أسعار الخامات الذي يتحمله الصانع، ولهذا أحيانًا نضطر للبيع بسعر الإنتاج وأحيانًا أقل. وأضاف محمد عسيلي، نجار : "يعتبر الخشب هو أساس صناعة الموبيليا وتحديدا الأبلكاش الذى يطلق عليه أبو الصناعة فى عالم الأثاث بسبب دخوله فى اغلب المنتجات التى لا تخلو منه في صناعة الاثاث حيث لا يقل نسبة الأبلكاش عن 40%، ولا يتوقف الاعتماد عليه فى صناعة الاثاث فقط وإنما يمتد إلى صناعات أخرى ومنها ماكينات الطباعة أيضا". وأشار عسيلي إلى أن سعر الأبلكاش كان يتميز باستقرار أسعاره التى كانت فى متناول الجميع، ولكن فى الفترة الأخيرة فوجئنا بوجود زيادات غير مبررة من جانب المستوردين، متسائلا: "هل من المعقول أن يزيد سعر لوح الأبلكاش من 82 إلى 115 ثم إلى 92 خلال 10 أيام فقط". وقال العربي البرعي، نجار باب وشباك، أن الفترة الأخيرة شهدت سلسلة من الاحتجاجات التي قام بها صغار الصناع احتجاجا علي تدني اوضاعهم و نظموا العديد من المظاهرات و المسيرات أمام مبنى الغرفة التجارية وسط تهديدات خلال الأيام الماضية بتصعيد احتجاجاتهم لدرجة إعلان العصيان المدني ورفع الأعلام السوداء علي الورش فيما أسموه أسبوع الحداد. وأشار إلى تعرض صناعة الأثاث بدمياط للإنهيار فى الخمس سنوات الماضية ، وذلك بسبب سياسات إقتصادية خاطئة إتبعتها الحكومات والسابقة والحالية، أول هذه السياسات هى عدم الإهتمام بصناعة الأثاث ودعمها كمنتج مصرى تعتمد عليه محافظة كاملة، إلا أن احتكار كبار التجار لحركة التصدير أضر بورش صناعة الأثاث ، حيث أغلقت آلاف الورش التي عجزت عن مواجهة هذه السياسات وهو مادفع المئات من صناع الأثاث للخروج فى مسيرات حاشدة خلال الأيام الماضية امام مبني الغرفة التجارية ، وقاموا بمحاصرة مبنى الغرفة التجارية وديوان عام محافظة دمياط وقاموا بإغلاق طريق كورنيش النيل وسط هتافات مناهضة ، ووجهوا إنتقادات حادة لتجار الأخشاب والخامات الذين قاموا برفع أسعار الأخشاب دون مبرر. فيما قال محمد الحطاب سكرتير عام نقابة صناع الأثاث بالمحافظة ، أن مشاكل عمال وصناع الأثاث بالمحافظة تتمثل فى إرتفاع كل الخامات الموجودة في السوق خلال الشهر الماضي والحالي لما يزيد عن 20% في جميع الخامات المحلية والمستوردة ، مؤكدا على ضرورة تعديل قانون التأمين حتى يسمح للعامل أن يقوم بنفسه بالتأمين على نفسه، بعيدا عن أصحاب العمل، خاصة أن نظام العمل فى دمياط تحت اسم عماله غير منتظمة. وكشف محمد مسلم رئيس نقابة صناع الأثاث، أن عددا كبيرا من المصانع والورش الكبيرة قامت بالإستغناء عن عدد كبير من العمال، مؤكدا أن النقابة قد رصدت إغلاق 2000 ورشة خلال الشهر الأخير فقط نتيجه تدني الحاله الاقتصادية، لافتا إلى تراجع صناعة الأثاث بدمياط بنسبة تزيد علي 60% , محذرا من إغلاق باقي الورش بالمحافظة، وحدوث أزمة خطيرة يصعب حلها.