أكثر من 150 ألف ورشة ومعرض للأثاث مهددة بالإغلاق، فضلا عن الصناعات المكملة لها التي يعمل بها حوالي 300 ألف عامل دمياطي ومن المحافظات المجاورة. يقول سامي عسيلي، نجار: نعاني في الفترة الأخيرة من ارتفاع اسعار المواد الخام بصورة غير طبيعية، فضلا عن رداءة البديل، حيث ارتفع سعر متر الخشب الأبيض إلى أكثر من 1600 جنيه خلال الفترة الماضية، ووصل سعر متر الخشب الزان الجيد إلي 3500 جنيه والخشب السويد إلي 3000 جنيه للمتر، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار «الأبلكاش» حيث وصل سعر اللوح إلي 50 جنيهاً والكوري 35 جنيهاً، ونظراً لهذا الارتفاع غير المبرر في الأسعار لجأ عدد كبير من النجارين إلي البديل والأرخص وهو «الأبلكاش الصيني»، وهو نوع ردىء يؤثر علي جودة المنتج ورغم ذلك ارتفع سعره هو الآخر من 17 إلي 32 جنيهاً للوح الواحد، بالإضافة إلي ارتفاع أسعار القشرة بنسبة 10%، حتي أسعار الغراء واصلت ارتفاعها، حيث ارتفع سعر البرميل البوند من 260 إلي 560 جنيه، مما أدي إلي ارتفاع سعر حجرات الأثاث ليصبح غلاء الأسعار أحد أسباب تراجع عملية بيع الموبيليا في دمياط. ويشير محمد جودة الجنايني، صاحب ورشة بفارسكور، إلي أن هناك التفافاً في عمليات البيع والشراء، نظراً لارتفاع القيمة الشرائية للدولار مما أدي لزيادة أسعار المواد الخام. وأضاف: تتعرض ورش صناعة الأثاث بمنطقة المطافي بمدينة دمياط والبالغ عددها أكثر من 75 ورشة إلي حالة من الركود والكساد التى تسيطر على سوق صناعة الأثاث وما يترتب عليه من صناعات أخرى منذ ما يقرب من شهر تقريباً، ويرجع السبب إلى ارتفاع أسعار المواد الخام، مما أدي إلي إغلاق الورش وأصبح الحال واقف لا بيع ولا شراء، وناشد محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبدالحميد طه بإنقاذهم وإنقاذ صناعة الأثاث بدمياط. ويضيف أحمد العشماوى، نجار: المعادلة غير متوازنة حيث أصبح جميع التجار والمستوردين فى دمياط أكبر رأسماليين، أما الصانع والتاجر الصغير الذى هو أساس المهنة فأصبح مغلوباً على أمره وارتفاع الأسعار المستمر جعله غير قادر على الوفاء بالتزاماته والاستدانة، مما يضطره إلى دفع جزء وكتابة شيكات على نفسه بالمبلغ المتبقى، وفى النهاية يقوم التاجر بمقاضاة الصانع ويكون مصيره السجن، والدليل على ذلك كثرة القضايا والأحكام التى تتداول بالمحاكم فى دمياط. وأكد محمد مسلم، رئيس نقابة صناع الأثاث بدمياط، أن حجم التصدير للأثاث الدمياطى بلغ 500 مليون دولار تقريباً منذ 4 أعوام التى انخفضت اليوم بشكل ملحوظ بفعل تغير معدلات السوق والمشهد السياسى الذى شهدته مصر خلال الأعوام الماضية، إلا أن كل ذلك لم يحقق طموحات الاسم التجارى لدمياط فى هذه الصناعة التى تميزت بها وعرض فكرة إقامة معرض دائم للأثاث فى مدينة رأس البر، حتى تكون منطقة جذب تخدم صناعة الأثاث وتشجع سياحة التسوق فى رأس البر وتنشيط دور الممثل التجارى بمختلف السفارات المصرية. وأضاف «مسلم»: أن دمياط لا تحتاج إلى مدينة للحرفيين حالياً بقدر ما تحتاج إلى إعادة النظر للصانع الصغير الذى أصبح يتضرر من غلاء الأسعار ووقف الحال. وأعرب محمد سرور الشربيني، نجار، نظراً لضيق الحال تجمع الآلاف من عمال ورش صناعة الأثاث بعمل حملة تسمي «اسمعونا» لإنقاذ صناعة الأثاث من التدهور وذلك عن طريق جمع التوقيعات من أماكن تجمعات الورش وإرسالها إلى الجهات المسئولة مرفقة بمطالب الحملة، وأهمها: إنشاء جمعيات تعاونية لبيع المواد الخام لصناعة الأثاث وتنظيم معارض تابعة للدولة لتسويق منتجات صغار الحرفيين وإصدار قرار رئاسى بمنع استيراد الأثاث التركى والصينى لإنقاذ صناعة الأثاث الدمياطى.