كتب - أمجد مصباح: العندليب الراحل عبدالحليم حافظ الذى رحل عن دنيانا منذ 41 عاماً، هو حالة الرومانسية والصدق والإحساس فى تاريخ الأغنية المصرية والعربية، «حليم» كان عاشقاً لعيد الربيع، وكان حريصاً أن يأتى بالجديد فى ليلة شم النسيم ليقدم لجمهوره روائع غنائية كلاسيكية، خاصة فى حقبة السبعينيات، ونستعرض فى هذا التقرير هذه الحفلات التى مازالت خالدة فى وجدان الملايين. «زى الهوى» أول أغنية طويلة فى حياة العندليب وغناها مساء 26 أبريل 1970 وهى من كلمات محمد حمزة ألحان بليغ حمدى وحققت الأغنية نجاحاً كبيراً. وفى 18 أبريل 1971 وعلى مسرح سينما ريفولى بالقاهرة غنى عبدالحليم «موعود» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى وحققت نجاحاً أسطورياً. وغنت عفاف راضى فى هذا الحفل الشهير «والنبى ده حرام» و«كله فى الموانى» وغنى محمد العزبى «عيون بهية». فى ربيع 1972 حالت ظروف عبدالحليم الصحية أن يغنى فى عيد الربيع، ولكنه عاد فى ربيع 1973 أكثر توهجاً وذلك على مسرح جامعة القاهرة مساء الأحد 28 أبريل 1973 وغنى 3 أغنيات جديدة دفعة واحدة «يا مالكا قلبى» كلمات أحمد مخيمر وألحان محمد الموجى و«رسالة من تحت الماء» كلمات نزار قبانى وألحان محمد الموجى وسقط عبدالحليم مغشياً عليه بعد تلك الوصلة. ثم غنى فى الوصلة الثانية «حاول تفتكرنى» تأليف محمد حمزة وألحان بليغ حمدى واستمر حليم فى الغناء والإبداع حتى الفجر. وفى نادى الترسانة مساء الأحد 4 مايو 1975 غنى عبدالحليم رائعة محمد عبدالوهاب ومحمد حمزة «نبتدى منين الحكاية» أغنية رائعة وموسيقى حالمة وعزف رائع لمجدى الحسينى على الأورج وغنى فى الوصلة الثانية «أى دمة حزن لا». مساء الأحد 26 أبريل 1976 بنادى الترسانة الرياضى كان الموعد مع آخر حفلات عبدالحليم فى عيد الربيع وهى من أطول حفلات عبدالحليم حيث غنى فى الوصلة الأولى قصيدة «قارئة الفنجان» على مدى ساعتين و4 دقائق وحدثت مشكلة كبيرة حينما غضب حليم من الجمهور وفقد أعصابه. لكن أبدع فى الغناء كما لم يبدع من قبل وقف على المسرح وكان يشعر بأنه يقترب من الموت. فى الوصلة الثانية غنى عبدالحليم أربع أغنيات قديمة بتوزيع جديد: فى يوم من الأيام وأهواك وتوبة وأبوعيون جريئة. امتد الحفل الشهير حتى السادسة والربع صباحاً ليكون خير ختام لحفلات الربيع. بعد رحيل حليم اختفت حفلات الربيع أو بمعنى أدق لم يترك أى حفل نفس النجاح ورد الفعل. رحم الله العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.