كتب ناصر فياض ومحمد عيد: طالبت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، برئاسة اللواء سعد الجمال، بعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن؛ لوقف المجازر التى ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى. وقال بيان اللجنة: «على المجلس أن يقرر فرض العقوبات اللازمة والواجبة على المحتلين الغاصبين». وأضاف، أن «مجلس الأمن المعنى بالسلم والأمن الدوليين لا يزال يجتمع لأتفه الأسباب وأقل الموضوعات وفقاً لرغبات القوى العظمى». وأردف البيان : «يظل الفلسطينيون يوماً بعد يوم يدفعون من دمائهم وأرواحهم ضريبة صمت المجتمع الدولى على إرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل بحق شعب أعزل، ويسقط منه مئات الشهداء والمصابين دون حساب». وأشار إلى أن المقاومة المشروعة حق للشعب الفلسطينى، كما هى حق لكل الشعوب المحتلة، وفقاً للمواثيق والمعاهدات الدولية وميثاق الأممالمتحدة ذاته. وقال إن المقاومة الفلسطينية لا تخرج عن الإطار السلمى بالمسيرات والاحتجاجات؛ نتيجة الشعور بالظلم والاضطهاد، إلا أنها تقابل بالمدافع والرصاص الحى فى وحشية لا يقدر عليها سوى الصهاينة العنصريين، وحيا البيان الشعب الفلسطينى على صموده وصلابته. وارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 24 شهيداً و2000 مصاب جراء أحداث مسيرة العودة، التى استمرت على مدار أسبوع كامل من الجمعة قبل الماضية وحتى أول من أمس بعدما استشهد 8 وأصيب 1070. وكان المتظاهرون من أبناء الشعب الفلسطينى، على قرب من الحدود بالمنطقتين الشرقية والشمال لقطاع غزة، أشعلوا النار فى إطارات الكاوتشوك في فعاليات إحياء الذكرى ال42 ليوم الأرض بمسيرات العودة. وتجمع المئات من أبناء الشعب الفلسطينى، فى المدن والمخيمات من رفح جنوباً حتى بيت حانون شمالاً، بناءً على دعوة من اللجان التنسيقية والهيئة الوطنية العليا المشرفة على الفعاليات ومسيرة العودة للانطلاق نحو المخيمات فى مناطق الشريط الحدودى شمال وشرق غزة. ويطالب الفلسطينيون فى الاحتجاجات الغاضبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضى التى أجبروا على الخروج منها خلال حرب 1948، وتدعم الأممالمتحدة ذلك فى أحد قراراتها الذى لم ينفذ مطلقاً، بينما يعيش نحو 5 ملايين لاجئ فى الضفة الغربيةالمحتلةوغزة والدول المجاورة لفلسطين. وأبدى دبلوماسيون غضبهم من ذلك الصمت العاجز الذى سيطر على العالم، بشأن تكدير السلم والأمن الدوليين، وعدم الالتفات إلى ما يمارسه جنود الاحتلال الإسرائيلى من انتهاكات غير آدمية بحق الشعب الفلسطينى، ومحاولة إقرار العقوبات اللازمة والواجبة على المحتلين بعد استخدامهم الأسلحة المحرمة دولياً، أو على الأقل إيقاف تلك التجاوزات. وقال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن القضية الفلسطينية تحتاج لتوحيد المواقف العربية، فتصريحات الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى والجامعة العربية المدينة لهذه الجرائم، لكن هذا لا تكفى لإجبار إسرائيل على التخلى عن استخدامها القوة المفرطة بحق المدنيين السلميين المطالبين بحق العودة لأراضيهم. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الشعب الفلسطينى يحاول أن يُرسل إلى العالم بطريقة سلمية رسالة يوضح فيها ما تنتهجه قوات الاحتلال من انتهاكات بحق الإنسانية، قائلاً: «يجب أن تُدان إسرائيل بوضعها فى خانة الإرهاب، من خلال ممارسات فعلية على أرض الواقع، فى مواجهة هذه الحرب الشاملة، وليس فقط بالإدانات وتصريحات الشجب». وأضاف «حجازى»، أن إسرائيل تتعامل بدم بارد مع الفلسطينيين، وهو ما ترصده كاميرات الإعلام من أعمال إجرام وقتل تُستخدم فيها الأسلحة الحية والمحرمة دولية، الأمر الذى يؤكد أن فلسطين بحاجة إلى ظهير عربى كمساند حقيقى لا يُضعف من موقفها أمام الكيان الصهيونى. وقال النائب سامح حبيب، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن الشعب الفلسطينى فاض به الكيل من تصرفات قوات الاحتلال الإسرائيلى العنصرية والهمجية التى لا يمكن التغاضى عنها مطلقاً. وأكد «حبيب»، أن الشعب الفلسطينى لن يتنازل عن حقه فى كل شبر من أرضه المحتلة، مشيراً إلى أن أحداث يوم الأرض هى رسالة واضحة للمجتمع الدولى العاجز أمام انتهاكات الاحتلال الإسرائيلى للشعب الفلسطينى ودليل واضح على ضعف المجتمع الدولى أمام الحقائق. من جانبه، أدان الدكتور ياسر قنصوة، أستاذ العلوم السياسية، التجاهل الدولى لما يجرى من أحداث على الأراضى الفلسطينية، واستمرار إسرائيل فى استخدام القوة المفرطة فى مواجهة الشعب الفلسطينى الذى يعبر عن غضبه من الممارسات الإسرائيلية، ما أسفر عن وقوع شهداء ومصابين. وأكد «قنصوة»، أن ما يحدث من انتهاكات ضد الشعب الفلسطينى، يلقى بظلال الشك حول جدية المجتمع الدولى فى حل القضية الفلسطينية فى ظل الغطرسة الإسرائيلية واستمرارها فى سياسة القمع والتنكيل بالشعب الفلسطينى دون إدانة واضحة ومحددة تعطى الشعب الفلسطينى بصيصاً من الأمل فى نية المجتمع الدولى فى إيجاد حل عادل وشامل على أساس مرجعيات وتفعيل قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وحل الدولتين وحق العودة. وشدد أستاذ العلوم السياسية، على ضرورة التحرك السريع للمجتمع الدولى لمنع وقوع المزيد من الشهداء و المصابين واتخاذ جميع الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين، مطالباً المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته، وأنه يجب على إسرائيل أن تعى أن لغة الغطرسة والقوة لا يمكن أن تدوم للأبد، وأن السلام هو الطريق الأمثل للتعايش السلمى والتعاون فى المستقبل بما يخدم مصالح شعوب المنطقة.