تقع الغدة النخامية بقاع الجمجمة فوق ما يسمي السرج التركي، وتتكون من ثلاث فصوص رئيسية، الفص الأمامي والخلفي وما يصل بينهما وتتصل بالمهاد عن طريق ممرات عصبية والغدة النخامية في السيدات أكثر وزناً من الرجال. يقول الدكتور عبدالله سرور استشاري جراحة المخ والأعصاب: تقوم الغدة النخامية بتنظيم وظائف كل من الغدد الصماء بالجسم وتقودها لأداء وظيفتها، كما يقود المايسترو الأوركسترا، فعلي سبيل المثال لا الحصر تقوم بإفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقية وكذلك الهرمون المنشط للغدة الكزرية، وفي حالة احتلال إفراز هذه الهرمونات بدون زيادة في حجم الغدة النخامية تضطرب الوظائف الحيوية التي تقوم بها الغدد الصماء، وفي هذه الحالة يمكن إجراء التحاليل لمعرفة مستوي الهرمونات بالدم ويمكن علاجها دوائياً لإعادة انضباطها مرة أخري، وقد نلجأ لاستئصال جزء بسيط من الغدة النخامية يسمي «أدينوما» بواسطة المنظار عن طريق الأنف، وفي حالات أخري تتضخم الغدة النخامية تضخماً كبيراً مما يسبب ضغطاً شديداً علي العصب البصري في إحدي الجهتين أو كلتيهما وقد يكون هذا مصحوباً باضطراب هرموني، وفي هذه الحالة تحتاج لتدخل جراحي سريع لاستئصال جزء كبير من الغدة النخامية بغرض إزالة الضغط علي العصب البصري الذي قد يؤدي إلي العمي واضطرابات في مجال الرؤية البصرية، وفي بعض الأحيان تقوم الغدة النخامية بزيادة إفراز هرمون النمو الذي يسبب داء العملقة ما قبل البلوغ، ويسبب تضخم أجزاء معينة من الجسم، وخصوصاً القدم واليدين والأنف وملامح الوجه وزيادة محيط الرأس بحيث يضطر المريض لتغيير مقاس قدمه أو مقاس القبعة دون أن يدري أن هناك ورم بالغدة النخامية. ويضيف الدكتور عبدالله سرور: يمكن علاج هذه الحالة بواسطة بعض الهرمونات الحديثة التي قد تؤدي إلي نتيجة طيبة بدون تدخل جراحي وفي حالة عدم نجاح العلاج الهرموني يتم الاستئصال جراحياً عن طريق المنظار في الأنف أو من خلال فتحة من الفص الأمامي للمخ وذلك في بعض الحالات وليس كلها.