كتبت- إيمان مجدي: يحتفل الأقباط، غدًا، بأحد السعف أو كما يطلق عليه ب"أحد الشعانين" و "أحد الزيتونة"، وهو الأحد السابع والأخير من الصوم الكبير قبل عيد الفصح أو "عيد القيامة"، ويعد احتفالًا سنويًا بذكرى دخول السيد المسيح أرض "أورشليم" القدس، حيث استقبله أهلها بسعف النخيل وأغصان الزيتون، كما كونوا الأشكال المختلفة من تلك السعوف ليظللوه بها، كما فرشوا الأرض بتلك السعوف وأغصان الأشجار والزيتون. وترمز السعوف والأغصان للنصر، حيث إنهم استقبلوا السيد المسيح استقبال المنتصر، وتأتي كلمة "شعانين" من الكلمة العبرانية "هو شيعة نان" وكما ورد بكتاب البابا شنودة الثالث، حول أحد الشعانين أن معناها "يارب خلص"، أو "أوصنا"، وهي الكلمة التي استخدمت من قبل الرسل والمبشرين. ويعتبر المسيحيون أسبوع الآلام أقدس الأسابيع، تبدأ الكنيسة طقوسها بصلوات "البصخة المقدسة"، وذلك عقب قداس أحد السعف، وتبدأ صلاة "التجنيز العام" وهى صلاة التي تصلى على جميع الأقباط وذلك لعدم إقامة أي صلاة جنازة على أي متوفي مسيحي خلال هذا الأسبوع، لأن هذا الأسبوع خاص بتذكار آلام المسيح وموته. ثم تبدأ البصخة المقدسة في المساء وتستمر حتى الجمعة، وخلال تلك الفترة تتشح الكنائس بستائر باللون الأسود بدلاً عن الابيض، ويرشهم الكاهن بالماء المصلى وتتلى التسابيح والصلوات بالألحان الحزينة. ويدعو الكاهن الحضور لحضور صلوات البصخات صباحًا ومساء، ويستشعرون قدسية تلك الأيام التي تعتبر فرصة لمحاسبة النفس، والبدء بصفحة جديدة لحياتهم. وفي هذا اليوم يخرج بائعو السعف أمام الكنائس والمطرانيات لبيع السعف قبل تشكيله وغيره المشغول على هيئة تيجان وخواتم وزهور.