رغماً عنا لا نستطيع أن نفرح.. تتحول الابتسامات إلي دموع.. تقاسيم الوجه تغتالها سحابات حزن علي ما يحدث ونراه ونقرأه ويصيبنا بالكثير من الإحباطات.. هل كتب علي هذا الجيل أن ينتهي قبل عمره الافتراضي.. أن يعيش بلا معني ولا حياة تسعده.. حتي ابنتي الصغيرة لا أستطيع إسعادها وأتظاهر بأنني ألاعبها وأضحكها وأنا داخلياً مهموم بما يجنيه مجتمعنا من انفلات أخلاقي قبل أن يكون انفلاتاً أمنياً.. تسألني الصغيرة البريئة وتجذب وجهي ناحيتها لماذا تتساقط دموعي أحياناً وأنا جالس معها وأرد عليها بأنه من جراء البرد الذي أصابني.. وهي لا تعرف أن الدموع هي بكاء وحزن علي مجتمع ينهار وقلوب لا تعرف الرحمة.. ونفوس أعماها الحقد والضغينة فأصبحت تعيش بلا ضمير. كيف لا أحزن وأنا أري رجال الشرطة يتساقطون وهم يدافعون عن أمن وأمان المجتمع.. تجرأ البلطجية وأرباب السوابق عليهم.. دائماً أري أن الظالم والبلطجي وجهان لعملة واحدة.. بلا قلب ولا ضمير وفي آذانهم وقراً.. أعمتهم الضلالة وغشيتهم حتي تمكنت منهم فراحوا يعيثون في الأرض فساداً. في عز شبابه راح النقيب أسامة محمد كامل الضابط بمديرية أمن القليوبية شهيداً للواجب وهو يلاحق خارجين علي القانون علي طريق مصر الزراعي، وهو الشهيد السادس في شهر مارس من شهداء الشرطة.. هؤلاء هم الشهداء الحقيقيون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون.. وليسوا الذين راحوا وماتوا وهم يعتدون علي المنشآت العامة وأقسام الشرطة ويروعون الآمنين ثم يكافئهم مجلس الشعب الموقر ب 100 ألف جنيه ومعاش شهري أكثر من 1500 جنيه. الشهداء الحقيقيون هم الذين يروحون نداء للواجب ولا أدري من الذي جعل هؤلاء البلطجية الغاشمين ينطلقون مثل الكلاب المسعورة لينالوا من رجال الأمن الشرفاء.. ما ذنب هؤلاء الستة الذين فقدتهم أسرهم وتركوا خلفهم أطفالاً صغاراً يرعاهم الله سبحانه وتعالي.. البلطجية هم لصوص الفرح.. هم سارقون ومجرمون لابد أن يقتلوا أو ينفوا من الأرض أو يصلبوا في ميادين عامة.. لأنهم اغتالوا حلم زوجة وابتسامة طفل وفرحة أم عندما أطلقوا رصاصات الغدر علي رجال الأمن الشرفاء.. لا يكفي أن نسمع من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية كلاماً معسولاً يؤكد فيه أن الوزارة تقدر أبناءها الذين يروحون شهداء الواجب، ولكن نريد منه أن يخرج جميع قواته ويطلقها في جميع ربوع مصر لإلقاء القبض علي هؤلاء وترويع البلطجية وسحقهم وقتلهم ولا ينتظر القانون، فمن قتل يقتل وهذا هو شرع الله الذين نسيناه فنسينا الله، فاللهم ألهم أهل هؤلاء الأبطال الصبر والسلوان. آخر كلام لا نملك إلا أن ندعو ونقول.. اللهم لك الحمد إليك المشتكي وأنت المستعان.