كتب: محمد التهامي "ملكش دعوي بأمك تاني.. حرام عليك دي ست عجوزة ارحمها.. مش هي دي اللي شقيت عشان تكبرك وتربيك"..هكذا وجهت "عالية" لومها لشقيقها العاطل الذي أعتاد علي ضرب وسب والدته العجوز ،لم يتحمل الأبن العتاب وأنهال بالضرب علي شقيقته ولقنها علقة سخنة وهشم رأسها لتسقط من بين يديه جثة هامدة . كان الهدوء يسود شارع السبع بنات بمنطقة دار السلام، لا يقطعه سوي أصوات سباب وشتائم وأستغاثة لسيدة مسنة تتوسل إلي أبنها "محمد" أن يرحم شيبتها وكبر سنها بعد أن تعدي عليها بالشتائم والضرب وكأنها عدوه الدود، وتمكن الجيران من تخليص الأم من بين بطش ابنها العاصي، الذي هرب من لوم الناس له بمغادرة المنزل في تلك اللحظة . ظل الجيران يهدؤن من حالة الحزن التي أنتابت الأم المسكينة ،التي ظلت تبكي بحرقة علي خيبة املها في فلذة كبدها وسندها ،حتي عادت أبنتها الصغري "عالية"،صاحبة ال22 عام التي لم تتحمل رؤية دموع وحسرة والدتها، وما أن عاد الأبن إلي المنزل،عاتبته شقيقته علي ما فعله قائلة "انت مش بني أدم ..أفتكر انه دي أمك اللي حملت وربتك ..وصحتها ادمرت عشان تربينا..دي رد المعروف بدلاً ما تساعدها بتضربها وتشتمها!!. وعلي اثر ذلك اللوم نشبت مشادة بين "عالية" وشقيقها، الذي أنهال عليها بالضرب المبرح ،وهشم رأسها بواسطة حجر خرساني، لم تمتلك الأم العجوز امامها سبيلا سوي الصراخ ،ولكن الأبن جن جنونه ولم يترك شقيقته من بين يديه سوي جثة هامدة متاثرة بإصابتها، وفر هارباً. التف الجيران حول جثة المجني عليه ،وأخطرو قسم شرطة دار السلام بالواقعة ،وبالانتقال والفحص والمعاينة أن الجثة لسيدة تدعي "عالية.ع.م" 22 سنة، طالبة ، مسجاة علي ظهرها بصالة الشقة ترتدي ملابسها كاملة وبها إصابات عبارة عن (كسر بالجمجمة، وتهتك بالرأس من الخلف) وعثر بمكان الحادث على حجر به آثار دماء. وأقرر الجيران بأن شقيق المتوفاة المدعو "محمد.ع.م" 34 سنة، (عاطل) يعانى مرضا نفسيا "انفصام في الشخصية" بالتعدي عليها بالضرب باستخدام الحجر المعثور عليه محدثا إصابتها التي أودت بحياتها. وتبين من التحريات أن المتهم تعدى على والدته العجوز وأصابها بكدمات متفرقة بالوجه ثم ترك المنزل، وعقب عودته حاولت شقيقته (المجني عليها) معاتبته لقيامه بالتعدي على والدتهما، فحدثت بينهما مشادة كلامية قام على أثرها بالتعدي عليها بالضرب على رأسها من الخلف باستخدام الحجر. وتمكنت قوة أمنية من ضبطه وإحالته الي النيابة العامة التي قررت حبسه.