الأقصر- صفوت دسوقى: من الصعب أن تجد حدوداً فاصلة بين (محمد منير) وجمهوره.. بين الطرفين حالة من التوحد والانسجام قد تتباعد المسافات وتتشابك التفاصيل ولكن ينتصر دائمًا رهان الجمهور على الفنان الذى أخلص لفنه وأنحز لأفكاره.. من كل المدن والحارات الضيقة جاء الجمهور الذى تخطى ال25 ألف مشاهد إلى مسرح معبد الكرنك كى يستمع إلى (منير) هذا الفنان الاستثنائى.. مع ظهور منير على خشبة المسرح تعالت صيحات وهتافات الإعجاب وبدأ منير وصلته الغنائية ب«يا عروسة النيل». وبعد انتهاء الأغنية تحدث لجمهوره العريض قائلاً: نحن هنا فى مكان عظيم وشاهد على حضارة وتاريخ الأجداد.. بلدنا عظيم وقدره أنه يحارب الإرهاب نيابة عن العالم.. وعقب الكلمة صعدت الفنانة المغربية سميرة القادرى وشاركته الغناء. قدم منير فى ختام الأقصر عاصمة للثقافة العربية مجموعة من أروع أغانيه ومنها «يونس» و«انتى بلاد طيبة» و«عالى صوتك»، واختتم حفلته الغنائية بنشيد «بلادى بلادى». كانت احتفالات الأقصر عاصمة للثقافة العربية قد اقيمت تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وأسدل الستار مساء الأحد 18 مارس على فعاليات الاحتفالات باختيار الأقصر عاصمة الثقافة العربية وودعت مدينة الشمس شعلة الثقافة العربية بعد أن استقرت بها 12 شهرًا متصلة لتنتقل إلى مدينة وجدة المغربية وسلمتها الدكتورة ايناس عبدالدايم وزير الثقافة إلى نظيرها المغربى محمد الأعرج فى حضور محمد بدر محافظ الأقصر وسعود هلال الحربى مدير منظمة الالسكو وحشد من السفراء والوزراء العرب والأفارقة والشخصيات العامة منهم وزير ثقافة جنوب السودان وسفراء المغرب، موريتانيا، اليمن، الكويت، تونس المستشارين الثقافيين الفلسطينى والأردنى وألقت الدكتورة ايناس عبدالدايم وزير الثقافة كلمة أكدت خلالها أن شعلة الثقافة العربية ولدت فى مصر مع انطلاق الفكرة عام 1969 وطافت العديد من البلاد العربية إلى أن عادت لأرض مصر مرة أخرى عام 2017 وأضافت أنه منذ وصول الشعلة إلى بلاد طيبة فى شهر مارس الماضى باتت الأقصر منارة ثقافية، حيث تم تنظيم 100 فعالية تنوعت ما بين الفن التشكيلى والشعر والمسرح والأدب انصهرت خلالها الثقافات العربية فى بوتقة واحدة واختتمت كلمتها مؤكدة أن انتقال الشعلة من أمام معبد الكرنك إلى وجدة أقصى مدن المغرب يضيف بعدًا جديدًا للثقافة العربية. بعدها قال وزير الثقافة المغربى محمد الأعرج إن مصر أرض الكنانة ومنارة الثقافة المتوهجة على الدوام وأضاف أن الأقصر جددت مسيرة العواصم العربية التى افتتحتها القاهرة، مشيرًا إلى أن مشروع عواصم الثقافة يبرز القيمة الحضارية للمدينة المستضيفة ويمد الجسور الثقافية بين الأشقاء لتعزيز مسيرة التنمية المستدامة باعتبارها الهدف المنشود الذى أقيم المشروع لتحقيقه، مؤكدًا أن تسلم مدينة وجدة المغربية لشعلة الثقافة العربية هو شرف يدعوهم إلى بذل الجهد لتحويل المدينة لمركز ثقافى عربى. وقال سعود هلال الحربى مدير منظمة الالسكو إن اختيار الأقصر كعاصمة للثقافة العربية نجح فى إبراز قيمة تراث أمتنا وحضارتها المجيدة وهو الهدف المرجو من مشروع العواصم العربية مؤكد أن هذه الاحتفالات تأكيد على أواصر العروبة. بعدها تمت مراسم تسليم شعلة الثقافة العربية فى مشهد رمزى، حيث ظهرت على خشبة المسرح فتاة ترتدى الزى الفرعونى لتسلم الشعلة إلى نظيرتها بالزى التقليدى المغربى معلنة انتقالها إلى مدينة وجدة المغربية لتواصل رحلتها فى أرجاء الوطن العربى.
