استمرت أمس ردود الفعل الدولية على وفاة البابا شنودة الثالث بطريرك الكرازة المرقسية وبابا الاقباط الارثوذكس، فقد وصف السفير الاسرائيلى السابق فى مصر اسحاق لفانون البابا بأنه كان من اشد المعارضين للتطبيع مع اسرائيل، حيث كان يهدد الأقباط الذين كانوا يعتزمون زيارة القدس بمقاطعاتهم دينياً، وقال لفانون فى نفس الوقت إن التعاون بين القاهرةوالقدس يبعث على الارتياح الآن وان ضمان الهدوء فى شبه جزيرة سيناء يصب فى مصلحة الطرفين. وأعربت منظمة «فريدوم هاوس» الأمريكية عن حزنها لوفاة البابا، ووصفته بأنه أحد دعاة التسامح الدينى والوحدة الوطنية فى مصر، واشارت الى إصدار بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر، ووزيرة الخارجية الأمريكية بيانات نعى للبابا، إلى جانب وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما له بأنه كان زعيماً، عميق الإيمان وداعية للوحدة والمصالحة، وأعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوجلو في بيان له عن بالغ حزنه إثر وفاة البابا شنودة الثالث. وقال اوجلو إن وفاة البابا شنودة الثالث تمثل خسارة كبيرة ليس للمجتمع المسيحي القبطي فحسب بل للعالم بأسره، وان ذكراه ستبقى راسخة لمساهماته الإيجابية والبناءة في إرساء الصداقة والحوار بين الأديان وتعزيز التسامح والمصالحة والتفاهم بين أتباع مختلف الديانات والمعتقدات، كما وجه رئيس أساقفة اللاتين في القدسالمحتلة البطريرك فؤاد الطوال صادق تعازيه للكنيسة القبطية، وجاء فى بيان له ان البابا شنودة كان رئيساً روحياً لكنيسته وللكنائس المسيحية، وعلماً من أعلام المسيحية المشرقية. ادى رسالته المسيحية بإيمان عميق وامانة صادقة في خضم الأحداث في العالم العربي والعالم كله. واعرب رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان « عن اسفه لوفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندريّة وبطريرك الكرازة المرقسيّة في مصر وسائر بلاد المهجر»، معتبراً أن «شنودة خسارة كبيرة لجميع المصريّين والعرب». واشاد أرسلان في بيانٍ له بالتاريخ الوطني العريق لشنودة، وبالتزامه الثوابت الوطنيّة المصريّة، وإيمانه بالعيش المشترك مع المسلمين، ورفضه الدائم لجميع أشكال العنف وعدم المساواة.» وأضاف بأنّ مصر والعالم العربي بحاجة في هذه الظروف الحرجة إلى معتدلين ووطنييّن من أمثال البابا شنودة. وأعرب ارسلان عن احترامه وتقديره لشنودة الذي رفض معاهدة كامب دايفيد مع إسرائيل، ولم يوافق على مرافقة السّادات إلى الكنيست الإسرائيلي، معتبراً أنّ البابا شنودة كان لجميع المصريّين والعرب رسالة محبّة وتلاقي وحوار، وهذا ما جعل من وفاته خسارة وطنيّة وعربيّة كبرى.