تحتفل مصر في 9 مارس من كل عام بيوم الشهيد، منذ 49 عامًا، تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الفريق عبد المنعم رياض، الذي استشهد في مثل هذا اليوم من العام 1969، خلال حرب الاستنزاف، عند متابعته لتحيطم خط بارليف ومتابعة المعركة على الجبهة. والشهيد عبد المنعم رياض، من مواليد 22 أكتوبر 1919 في قرية سبرباى بمركز طنطا محافظة الغربية، التحق بكلية الطب، ولكنه حول بعد عامين للدراسة بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان، وحصل على شهادة الماجستير في العلوم العسكرية. وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنجلترا عامي 1945 و 1946، واشترك وهو برتبة لواء في دورة خاصة بالصواريخ بمدرسة المدفعية المضادة للطائرات، وعين بعد تخرجه في سلاح المدفعية في عام 1951 وتولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة الطائرات. وانتسب وهو برتبة فريق إلى كلية التجارة وأيضًا لكلية العلوم لدراسة الرياضيات البحتة، واجاد الشهيد عبد المنعم رياض عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا عام 1966. وشارك في عدة حروب منها، الحرب العالمية الثانية وحرب فلسطين والعدوان الثلاثي وحرب 1967 والاستنزاف، التى استشهد خلالها في 9 مارس 1969، ونعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر. وحصل الشهيد عبد المنعم رياض على العديد من الأنواط والأوسمة ومنها: ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام نجمة الشرف ووسام الجدارة الذهبي، ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان و وسام الكوكب الأردني طبقة أولى. وحقق رياض انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر يونيو 1967 وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968 . وخُصصت جائزة باسمه بعد استشهاده، تُمنح لأوائل الخريجين من الكلية الحربية والكلية البحرية والطيران والشرطة، كما أُطلق اسمه على المبنى الرئيسي بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وكذلك أُطلق أسمه على أول دفعة تلتحق بالكلية الحربية في يوليو 1969. وأطلق اسمه على عدد من الميادين المهمة والشوارع الرئيسية والمدارس في أنحاء الجمهورية وفي بعض البلدان العربية، وتمت إقامة نصب تذكاري للشهيد في المكان الذي استشهد فيه بالإسماعيلية. ومن أبرز مقولاته: " إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب بالقاهرة فالهزيمة تصبح لنا محققة، إن مكان القادة الصحيح هو وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية"، "كن قدوة صادقة لجنودك، لا تجعل جنودك حتى في احلك الظروف واللحظات يرون عليك علامات القلق والارتباك، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذي يقود هو الذي يملك القدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار، ولا تتسرع فى قراراتك وحينما تقرر لا تتراجع أو تتردد. ومن أقواله كذلك "لا أصدق أن القادة يولدون، إن من يولد قائدا قلة من الناس لا يقاس عليهم، ولكن القادة العسكريين يُصنعون، يصنعهم العلم والتجربة والفرصة والثقة، إن ما نحتاج إليه هو بناء القادة وصنعهم والقائد الذي يقود هو الذي يملك المقدرة على إصدار القرار في الوقت المناسب وليس مجرد ذلك القائد الذي يملك سلطة إصدار القرار"، "لن نستطيع أن نحفظ شرف هذا البلد بغير معركة، عندما أقول شرف البلد، فلا أعني التجريد وإنما أعني شرف كل فرد، شرف كل رجل وكل امرأة".