كشفت صحيفة (تليجراف) البريطانية عن أعمال الترهيب والتهديد والعنف التي يتبعها المستوطنون الإسرائيليون للسيطرة على مصادر المياه الطبيعية والينابيع في الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وفقا لتقرير للأمم المتحدة. وأكد التقرير أن 56 من ينابيع المياه الطبيعية المستخدمة من قبل المزارعين الفلسطينيين لري محاصيلهم تتعرض للتهديد من المستوطنين الإسرائيليين وإن كانت تحت سيطرتهم تماما. وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن عدد هذه الينابيع لا يبدو كبيراً، إلا أنها تمثل أكثر من نصف عدد الينابيع التي لا تزال لديها القدرة على تدفق المياه بطريقة منتظمة في الضفة الغربية، والتي شهدت تراجعا حادا في الامدادات نتيجة استخراج المياه بشكل مبالغ فيه. وزعم التقرير الخاص بتنسيق الشئون الإنسانية أنه من بين ال56 ينبوعا لا يستطيع الفلسطينيون الحصول إلا على 30 فقط، بالرغم من أن غالبية الينابيع على أرض فلسطينية مملوكة للقطاع الخاص. وفي ما يقرب من ثلاثة أرباع هذه الينابيع أي ما يعادل 22 ينبوعاً، تم ردع الفلسطينيين من الوصول إليهم لما شاهدوه من أعمال تهديد وترهيب وعنف التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون، حسبما ذكر التقرير. وتم تسيير دوريات منتظمة في الينابيع المتبقية من قبل ضباط أمن المستوطنين، أو يتم زيارتها من قبل جولات المستوطنين، مع وجود آثار للتخويف، وهذا مأكده المزارعون الفلسطينيون. ومع تزايد أعداد المستوطنين إلى أكثر من 300 ألف محتل رسمي للمستوطنات في الضفة الغربية، وفي القدسالشرقية التي ضمتها إسرائيل رسميا، تقول الأممالمتحدة إن هذا يُعد انتهاكا للقانون الدولي. ووجه مكتب تنسيق الشئون الإنسانية للأمم المتحدة الاتهامات لإسرائيل بتصميمها على عدم تطبيق القانون فيما يتعلق بالينابيع، والتي أصبحت تُستخدم لقضاء وقت الفراغ من قبل المستوطنين وحولوها إلى حمامات سباحة ومناطق تنزه.