أحد رموز الحركة الأدبية والثقافية في مصر, عشق ترابها, وجاب المدن والمحافظات المختلفة باحثا عن المواهب الجديدة ليقدمها بكل التشجيع والحب؛ تعدد إبداعه وعبّرعن هموم الإنسان والوطن وقال عن معشوقته.. لفيت وحبيت كل بيت فيكي وكل شارع وحارة وكل ميدان لفيت وبصيت وحسيت ببانيكي وعرفت انه م الرجال إنسان الصبر صبه مباني والحب بذرة غيطاني ومنين أطول المعاني للي بنى مصر وأسس البنيان وقال عن الشعر: الشعر مش هو المقفى والفصيح .. الشعر لو هز قلبك وقلبي شعر بصحيح, إنه الشاعر الكبير فؤاد حجاج الذى أجرت معه "بوابة الوفد" معه هذا الحوار: * كيف ساهم الشعر فى تقريب الحس الوطنى للجماهير؟ لقد شعر كل مصرى ينتمى حقا إلى هذه الأرض أن الوطن "بيرجع لورا" فى العديد من الاجراءات التى كان يجريها علينا النظام البائد؛ وآخرها تزوير إرادة الشعب فى الانتخابات كتمهيد طبيعى لتمكين الوريث, فكانت الجلسات فى المنتديات والمقاهى والمصالح الحكومية عن أوضاع الوطن التى تتردى يوما بعد يوم, وساهم الأدب بدوره فى أشكال مختلفة ما بين الرواية والمسرح والشعر؛ والأخير أكثرها لالتحامه المباشرمع الناس. وكان لى مساهمة فى هذا الأمر منذ عام 2007 اذ اقتنعت بفكرة شعر المقاومة فقدمت "حبة عشم فى المحروسة" فى 102 مكان ومعى الفنان فايد عبد العزيز كشكل فنى يقرب الشعر للناس, ولا تتصور أن الناس فى العديد من الأماكن -على مدى هذا المشوار – كانوا يتفاعلون مع ما أقدم من أوجاع مصرية خالصة تحفز جميع المصريين على الانتفاضة. وكم رأيت من دموع فى هذه اللقاءات من الجماهير لإحساسها بالقهر ومرارة الواقع المفروض علينا جميعا , وأيضا لا نستطيع إغفال أصحاب الرأى فى معظم الصحف الحزبية والمستقلة, والتى كانت مقالاتهم تحمل الجمرات من الحقيقة, وفى الوقت نفسه كان الحاكم لا يعير كل ذلك اهتماما, فالشعر استطاع أن يقوم بدور إذكاء الفعل التثويرى داخل النفوس, ولا غرو أن آخر مرة قدمت فيها "حبة عشم " فى 19 يناير أى قبل الثورة بستة أيام فى استضافة منى الشاذلى التى كانت خائفة ومرتبكة وغير موفقة ومع ذلك قلت اللاءات الثلاثة الاولةلأ للي وأكل قوتي, والثانية لأ للي كاتم صوتي, والثالثة لأ للي عاش على موتي. *فى أحد دواوينك تعمدت تأصيل الانتماء الوطنى منذ الفراعنة.. حدثنا عن هذه التجرية؟ عشقت مصر وأيقنت أن ارتفاعها ارتفاعا للأمة العربية كلها, وكنت أحد أبناء الفترة التي شهدت فيها مصر كل التضاد ما بين الانتصارات الكبرى والانكسارات الكبرى، ففي عام 1967 أتت المفارقة التي فجرت داخلي فكرة القول والبوح عبر الورق، وهي مفارقة الحياة والموت عندما كانت أمي في زيارة إلى أسرة صديقة وعادت إليّ بخبر أن نجل هذه الأسرة الذي كان جنديا في الجيش قد استشهد في الحرب وفي اليوم نفسه كانت زوجة ذلك الجندي تضع أول مولود لها. فعندما حكت لي أمي تلك المفارقة تلبَّسني شوق غريب لأن أبوح، لأن أتكلم، لأن أصرخ بلسان هذا الرضيع الذي أتي للدنيا وكتب عليه ألا يرى والده، فكانت أول قصيدة لي لهذا الرضيع الذي جاء للحياة دون أن يرى والده بفعل الحرب فكان اسم تلك القصيدة "صرخة جنين" وكانت هذه القصيدة الميلاد الحقيقي لي في عالم الشعر حيث كتبت على لسان هذا الرضيع كل ما جاء في هذه القصيدة التي نشرت في ديواني الأول "وادي الخوف" الصادر عام 1971 *بعد الثورة .. هل يتنازل الشعر الوطنى عن الرمز والتورية ؟ هذا السؤال لم يغب عن خاطرى وسألت نفسى ماذا أفعل وما هو دورى وقررت أن يكون استنهاض الهمم لترجمة الأحلام إلى واقع على الارض لتحقيق أهداف الثورة , وترسيخ للمبادئ التى قامت عليها ونظمت 14 قصيدة تحت عنوان "قومى يا مصرى" تعرضت فيها لكل المهانات التى حدثت منذ قيام الثورة فى ميدان التحرير وماسبيرو وشارع محمد محمود . *ألا ترى أن الفترة الراهنة بكل ما تحمل من سلبيات وايجابيات تتطلب منك ملحمة شعرية ولتكن فى صورة شعر مسرحى؟ المسرح مشروع مركب, وانا جزء من هذا المشروع وليس المشروع, وتجربتى السابقة هى احتكاك مباشر مع الجمهور والتحام به.