لم تعد كتابة الشعر حكراً على الإنسان ، ففى الغد القريب سيجد أي شاعر مبدع من ينافسه بشدة وربما من يحتل مكانه فى عالم الإبداع .. بل وفى الحصول على الجوائز . الآن الكمبيوتر يشعر ويفكر ويقتحم التجارب الإبداعية، حيث توجد ما تسمى بقصيدة الكمبيوتر، وهى القصيدة التي يكتبها الكمبيوتر بنفسه.. وفى هذه الحالة لا يحتاج هذا الجهاز لأن يبحث عن مكان هادىء يحقق له قدراً من الإلهام، كما أنه ليس من الضروري أن يدخل الكمبيوتر فى قصة حب حتى تنفجر بداخله المشاعر، وإنما يقرض الشعر من خلال برنامج يسمى robopoem وما عليك سوى إدخال مجموعة من الكلمات العشوائية إلى البرنامج ليقوم هو بعملية اختيار وبناء النص الشعرى .. وهناك طريقتان لكتابة قصيدة الكمبيوتر، فإما أن يتم ذلك عن طريق اختيار كم كبير من الكلمات المتقاربة من بعضها في المعنى وفى السياق، وهنا يقوم برنامج الشعر بانتقاء الكلمات وبناء الجمل وفق قواعد معينة وحسابات داخلية، فمثلاً لو تم اختيار الشعر الحر فإن الكمبيوتر سيقوم بوضع جمل قصيرة فوق بعضها لبناء القصيدة وفق المعاني المطلوبة، أما الطريقة الثانية فتعتمد على مزج هذه الكلمات العشوائية بجمل وتعبيرات من مسرحيات شكسبير مما يزيد القصيدة الجديدة إبداعاً وجمالاً بفضل هذه التعبيرات، كما يقوم هذا البرنامج أيضاً باتباع الوزن والقافية فى الكتابة فهو إذن يبدع شعراً موزوناً ومقفى حسب اللغة المستخدمة.. وكان أول ظهور حقيقى لقصيدة الكمبيوتر عام 1971 حيث قدم الشاعر والروائى الهولندى "كرول جيريت" عدداً من القصائد التى أبدعها الكمبيوتر بمساعدته هو، وكان من ضمنها قصيدة تحمل عنوان "العودة" ثم ظهر بعد ذلك عدة برامج من هذا النوع حتى تم اعتماد قصيدة الكمبيوتر فى قاموس أوكسفورد بوضع تعريف لها بأنها القصيدة التى ينتجها الكمبيوتر وفق قواعد وأحاسيس معينة وكان ذلك عام 1985، ومنذ ذلك الحين وهناك دواوين عديدة صدرت للشاعر للكمبيوتر فى الأدب العالمى ولكنها رغم ذلك لا تتمتع بشعبية كبيرة حيث ينظر الناس إليها باعتبارها أشعاراً ميكانيكية صنعتها الآلة. ونحن نطرح عليكم الآن عدداً من هذه القصائد التى حصلنا عليها وترجمناها من عدد من مواقع الأدب المعنية بهذا النوع من الشعر منها موقع robopoem .. حيث تقول القصيدة الأولى: فى مستنقع المادية التى لا توصف لا أحاول أن أفقد توازنى الأشياء الدنيئة تزداد وتزداد وتصير كالنفايات العصافير التى فى اليد تخص تلك الشجيرة ظلمات الليل .. أطماع تجمع الأقدار المميتة أولئك يقتنصون المسرات الخاصة بنا .. وهناك قصائد أخرى قد لا تبدو مفهومة بشكل كبير والسبب فى ذلك يعود إلى سوء اختيار الكلمات التى تمت تغذية برنامج الشعر بها منها القصيدة التى تقول: لا تخرق الوغد أوه .. الفأر يبدو كالمرتبة الناعمة طحاله يزعق ويصرخ قبل أن يخنق الشؤم سمك الترس الفراشات تصرخ وتقول"يا إلهى " الماعز الكاذبة وحشية وشريرة على الرغم من أنها ليست جميلة