كتب- ناصر عبدالمجيد: دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إظهار نتيجة التحقيق فى حادث قطار البحيرة على الرأى العام بشفافية، وعما إذا كان سبب الحادث عطلاً محتملاً أو عيباً فى الأنظمة أو أي سبب آخر، مطالبًا المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، بإعلان نتائج التحقيق حول أسباب الحادث على المواطنين. وقال الرئيس «السيسي» خلال تدشين المرحلة الأولي من مدينة العلمين الجديدة وعدد من المشروعات التنموية الأخري، إن الطرق تشهد حوالي 5 آلاف حادث سنوياً مما يؤدي لسقوط آلاف القتلى والمصابين، معرباً عن استعداده لتطبيق منظومة ITS وهى منظومة الإلكترونية لمتابعة ومراقبة الطرق من محاسبة المقصرين. وقال: «مهما كان هذا النظام إحنا هنعمله، مستعد نخلصه فى أقرب وقت للسيطرة على حركة مرور المركبات بما يقلل من حجم الخسائر علي كافة الطرق والسكك الحديدية». وطالب «السيسى» بتشكيل لجنة عليا من أساتذة الجامعات والكلية الفنية العسكرية ووزارة النقل للمرور على كافة شبكات السكة الحديد والتفتيش على الجرارات بالكامل وتكون لديها القدرة على الاستعداد لحمل الامان ووقف الخطوط غير المؤهلة لحين رفع كفاءتها. وقال: «لازم يكون عندنا الاستعداد أننا نأخذ امانة القرار ونقول مثلاً هنوقف الخط الفلانى بشكل مؤقت لعدة شهور لحين رفع كفاءة المرفق»، مؤكداً أن تكلفة إعادة تطوير شبكة السكة الحديدة تحتاج إلى الكثير من الأموال، وقال: «أنا هأخذ ثمن الحاجة من اللى هيجى يقعد، وأنا مش هدفع حاجة من جيبى واللى جاى يقعد هيدفع وأنا بتكلم بمنتهى الأمانة عشان نشكل وعى حقيقى». وأضاف أن تكلفة تطوير السكة الحديد تحتاج من 200 إلى 250 مليار جنيه حتى يتم رفع كفاءة السكة الحديدة بصورة مميزة، قال: «طب فلوس إعادة التأهيل ليست موجودة ولابد من مواجهة الواقع بتاعنا بشكل حقيقى». وشدد «السيسي» على عدم السماح بالإساءة للقوات المسلحة والشرطة المصرية، مؤكداً أن هذا السلوك لا يليق وليس من حرية الرأى فى شىء ولن يقبله أو يسمح به، ومشيراً إلي أن السنوات الأربع الماضية شهدت سقوط عدد كبير من المصريين شهداء من أولاد مصر في الجيش والشرطة. وقال: «لن أسمح بأي إساءة للجيش والشرطة طول ما أنا موجود والإساءة دي بالنسبة لي خيانة عظمى وسيتم التصدي لها بالقانون»، وطالب الرئيس وسائل الإعلام بعدم السماح بأي إساءة لتضحيات الجيش والشرطة والشهداء، موجهاً بالسماح للإعلام والمواطنين بالذهاب إلى سيناء ليروا بأنفسهم كيف يموت ولاد مصر من أجلنا، واختتم بالقول: «ما قامت به القوات المسلحة والشرطة على مدار 7 سنوات أجره على الله». وأكد أن الدولة تعمل بإدارة تحث على العمل وتساعد المواطنين لكسب قوت يومهم، بقوله: «فى إدارة للبلد إزاى نخلى الدنيا تشتغل وتعيش وكل واحد يرجع لبيته بمورد مالى من خلال شغل وتنمية»، كاشفاً أن بعض الشركات طالبته باستقدام عمالة من الخارج للعمل فى المشروعات القومية إلا أنه رفض. وتابع: «مفيش أكثر من شبابنا وليه أجيب عامل من بره يشتغل فى مصر والكلام ده مش ممكن هنعمله، إنما النهاردة حجم العمل المطلوب إحنا استوعبنا كل العمالة اللى رجعه من ليبيا، بالإضافة إلى الموجودين فى بلدنا ونحتاج الكثير من المدن الجديدة»، مضيفًا: «احنا بنغير وجه مصر لدولة حقيقية ل100 مليون ذات شأن ويزيد». وروى الرئيس أحد المواقف التى حدثت معه فى الصغر حينما كان يرى معاناة المصريين فى المناطق العشوائية، وقال: «وأنا صغير كنت بمشى وأشوف المناطق العشوائية والناس اللى ظروفها صعبة وكنت بقول يا رب لو ادتنى 100 مليار دولار والله لخلى الناس دى تعيش كويس، وأنا مش معايا الفلوس دى طبعا ولكن ربنا قالى طب أنا همكنك أهو ويلا وريني هتعمل إيه»؟ ووجه «السيسى» وزير الاسكان بإنهاء ال200 ألف وحدة سكنية الخاصة بالمصريين البسطاء فى العشوائيات خلال 2018، وقال: «المليون إنسان دول يخشوا يقعدوا وبقول للواء (شعبان)، رئيس جمعية (الأورمان)، عايزين نسكنهم بفرش وهنعطى الإسكان ده مفروش عشان الواقع كله يتنسى». وخاطب الرئيس المسئولين: «إذا كنتم عايزين تجبهوا فعلا الألم والغضب والحزن اللى موجود فى أهلينا أوعى تقولوا خد السرير المكسر ودخله فى الشقة الحلوة دى أو مال إحنا عايشين ليه، وإحنا عايشين عشان ندى الناس». كما وجه حديثه لرجال الأعمال بقوله: «قسماً بالله ما حد هيراضى ويفرح الناس إلا لما ربنا هيفرحه وهيرضيه، والإسكان اللى بنعمله هنفرشه وفى ناس سمعانى من رجال الأعمال بتنتج أثاث نتعاقد معها ل200 ألف شقة دول بأسعار مناسبة لأهلنا، ولازم منسبش أهلنا أبداً محوجين وإحنا عايشين على وش الدنيا وده هيتحقق بفضلك يا رب». وأوضح أن التخطيط للمدن الجديدة جاء للتحرك فى مقابلة حجم النمو العشوائى غير المخطط فى مصر، بقوله: «لو ما اتحركناش واستمرينا على وضع النمو العشوائى هنتحول لكتلة عشوائيات يصعب التعامل معها ل50 أو 100 سنة جاية». وأضاف انه كان لابد من إنشاء مدن جديدة تمتص الطلب على الإسكان، وتوفر فرصة حياة أفضل للمصريين، مصر دولة كبيرة قوى، اوعوا تستقلوا بنفسكم». كما وجه الرئيس بالانتهاء من وثائق التأمين الخاصة بالعمالة المؤقتة والموسمية «عمال اليومية» خلال 15 يوماً من الآن، داعياً الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارة الإسكان لإلزام الشركات العاملة معهما بالتأمين على العمالة المؤقتة خلال 15 يوماً. ودعا الجمعيات الخيرية للمشاركة فى ملف التأمين على العمالة المؤقتة والموسمية للفئات التى لا تستطيع الحكومة الوصول إليها، وتساءل بقوله: «هى الجمعيات الخيرية ما تقدرش تبقى موجودة معانا علشان تغطى الناس اللى مش قادرين نوصل لها؟». وأعرب عن استعداده الكامل لتسليم الجمعيات الخيرية عدداً من المستشفيات لإدارتها، مؤكداً ثقته الكاملة فى تلك الجمعيات التى تقدم خدماتها للمصريين، وقال: «نثق فيكم، والناس بتثق فيكم، وربنا يجعلكم تعملوا كل شىء طيب للمصريين». وأكد «السيسى» انه لن يسمح بافتتاح جامعات جديدة فى مصر إلا إذا كانت لديها توأمة مع أفضل 50 جامعة فى العالم، ووجه الرئيس حديثه للدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالى، بقوله: «جاءت لى شكوى بتقولى أنا عامل بروتوكول مع جامعة بدون ذكر اسمها ويطالب بالحصول على القرار الجمهورى حتى يستكمل إجراءات عمل الجامعة، وقرارنا لن نسمح بافتتاح جامعة فى مصر تانى وتطلع تعليم متواضع». وخاطب الرئيس المصريين فى موضوع تطوير التعليم، بقوله: «إذا كنتم عايزين تعليم حقيقى خلوا الجامعات المتقدمة تحط شهادتها معانا ولازم نستحمل ونجرى ونتحرك، وكل مجموعة عايزة تعمل جامعة فى مصر تكمل ورقها وتجيب لى التوأمة على الشهادة من أول 50 جامعة فى العالم وأنا هطلع القرار فورا». وأوضح انه يتخذ هذه الإجراءات من أجل تحقيق تعليم حقيقى فى الدولة المصرية بالمستوى الجامعى، وقال: «لازم نقطع الخط اللى كان موجود قبل كده وده هيعطينا فرصة نتنافس لأن الجامعات اللى جايه هتبقى ذات شأن، وأنا والله ما بضغط أنا عايز الإصلاح بس». ووجه حديثه لرواد التعليم فى مصر بقوله: «مش أنتم بتقولوا إحنا خرجنا بره تصنيف العالمى ل500 جامعة فى العالم، أنا هعمل جامعات داخل ال50 جامعة الأولى فى العالم وهدخلكم جوه التصنيف بالأمر»، مؤكداً أن مصر تنشئ جامعات ذات شكل ومضمون مختلف تماماً على ما جرى قبل ذلك فى مصر. وأعطى «السيسي» إشارة البدء فى إنشاء مدينة رفح الجديدة، ومدينة سلام مصر، فى محافظة شمال سيناء، وذلك عبر الفيديو كونفرانس على هامش تدشينه المرحلة الأولى من مدينة العلمين الجديدة. وأوضح أن مدينة رفح الجديد كان مخططا تنفيذها منذ 3 سنوات على أيدى مقاولين من شمال سيناء، ولكن الظروف الأمنية حالت دون إنهاء المشروع، مؤكداً أن مدينة رفح الجديدة كان مطلوب عدم الانتهاء منها، وكان الإرهابيون يسعون لأن تظل خاوية، مطالباً بالتخطيط لتنفيذ مدارس ونواد ومراكز ثقافية ضمن مشروعات وإنشاءات المدينة الجديدة. وشدد الرئيس على دور المساجد فى مدينة رفح الجديدة، بقوله: «الجوامع هتبقى محتاجة جهد كبير، عشان نقدر نكافح الفكر المتطرف، ويبقى فيه اهتمام شديد لمواجهته، ولا نسمح لأحد من المتطرفين بأن يكون موجودا فى هذه المساجد». ووجه الشكر لأهالي مطروح، مؤكداً أنهم أول من استجاب لمبادرة جمع السلاح عقب الاحداث التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وذكر «السيسي» أهالي مطروح بوعدهم له منذ 4 سنوات بالتصدي لعمليات تهريب السلاح الي مصر عبر الحدود الغربية ، وطالبهم بالوفاء بهذا الوعد خاصة وانهم أدري بما يحدث في تلك المنطقة. وأكد الرئيس انه يحرص علي عدم تضرر أي مواطن من أهالي مطروح من المشروعات التي يتم إقامتها في المنطقة، مشيراً الي أنه أعطي توجيهاته لتعويض أي مواطن يمكن أن يتضرر من هذه المشروعات والتي ستأتي بعائد إيجابي كبير عليهم خلال السنوات القادمة.