تحول حي حدائق القبة يوم 28 يناير والذي سمي »جمعة الغضب« إلي مأساة بعد استشهاد 21 قتيلاً وأكثر من 14 مصابًا في حالات حرجة غير المفقودين. أكد أهالي الشهداء الذين لطخت دماءهم قسم شرطة حدائق القبة أن قوات الشرطة أطلت عليهم الرصاص الحي دون شفقة في الرأس والقلب والصدر. وأضافوا أن المستشفيات خالفت ضميرها المهني وأخرجت مصابين في حالات حرجة وطالبوهم بتقديم قرارات علاج علي نفقة الدولة، شهداء لقوا حتفهم علي يد وحشية الشرطة وآخرون من إهمال بعض المستشفيات لعدم رعايتهم لحالاتهم الحرجة. وأكد أهالي الشهداء انه لا يمكن المصالحة مع الشرطة إلا بعد محاكمة الجناة ومن يقف وراءهم. تبكي والدة مصطفي يوسف الشهيد الذي يبلغ 39 عامًا، وتقول: ابني اصلاً لم يمش في المظاهرات، احنا ناس علي باب الله وفي اشد الحاجة لمليم« وابني »مصطفي« هو اللي كان بيصرف علي وعلي علاجي، كان شغال قهوجي ويوم 28 يناير ذهب ليأتي بصندوق »البيبسي« لإدخاله القهوة عند سماع ضرب النار، وهو ماشي بالصندوق جهة القهوة رأي مأمور قسم الحدائق يمسك بالآلي ويضرب رصاصا حيا من سطح القسم وجميع الضباط يطلقون الرصاص الحي ووجد طفلا قتيلا علي الأرض فأراد أن يجنبه علي الرصيف لمعرفة هويته وإبلاغ أهله وعندها لقي حتفه. وصرخت باكية،: ضربوه بالرصاص في قلبه، وجالنا الخبر جرينا علي مستشفي اليوم الواحد في الحدائق لكن كان ربنا افتكره، وطالبت »أم مصطفي« بمحاكمة مأمور قسم »حدائق القبة« وقالت المسئولون مسألوش فينا »عايزين حق ابننا حرام حرام«. وتقول »أم قشطة« والدة الشهيد »أحمد صابر« الذي يبلغ 16 عامًا لن أترك حق ابني »ماكنش ليه غيره« هو وحيدي ماليش حد اروح فين وأعمل اي، حق ابني في رقبة »حبيب العادلي« حسبي الله ونعم الوكيل فيه وفي مأمور القسم والضباط. وبكت قائلة: ابني »أحمد« استشهد بطلق ناري في البطن، كان واقفا جنب القسم وهو عائد للمنزل أصيب وتوفي يوم جمعة الغضب ولم يتوف من رصاص الشرطة فقط بل أيضًا من إهمال مستشفي »سيد جلال« الذي لم يقم بإجراء اللازم لإنقاذه عند وصوله إليه، فين وزير الصحة الظالم فين حقنا من الشرطة منهم لله. أما والدة »الشهيد أحمد محمد عزالدين« الذي يبلغ 20 عامًا هو طالب بكلية تجارة عين شمس قالت ابني كان نايم وقام ليذاكر مادة الاقتصاد يوم الجمعة لأنه كان امتحانه فيها يوم الأحد 2011/1/30 وعند سماعه طلقات نارية من جهة قسم حدائق القبة وجدني أنا ووالده واقفين في البالكونة نشاهد ما يحدث فطلب منا الدخول خوفًا علينا وبعد دخول والده للغرفة، دخل ابني ليدخلني فأصيب برصاصة قامت بتمزيق الرئة اليمني واصابته بشلل رباعي بعد دخوله مستشفي المعادي الذي لم يستطع اخراج الرصاصة لتوغلها بين فقرتين بالممود الفقري وتوفي يوم الأحد، وقمنا بتقديم بلاغ للنائب العام تتهم فيه حبيب العادلي ومأمور قسم الحدائق وضباطه بالقتل العمد. وقالت والدة الشهيد محمد عبدالمحسن محمد الذي يبلغ 36 عامًا، ابني إيه ذنبه يموت علي أيد مجرمين من الشرطة واتهمت رجال الشرطة بالقتل العمد. وتساءلت عن حق ابنها الشهيد من الحكومة »فين حق ابني«؟، وروت باكية: ابني كان راكب علي موتوسيكل وعائد من عمله وهو فران وعند مروره أمام القسم ضُرب في عنقه بطلق ناري حي من ضباط قسم حدائق القبة وتوفي يوم السبت بعد خروجه من مستشفي اليوم الواحد الذي لم يقم برعايته وقام بإخراجه بحجة »جواب العلاج علي نفقة الدولة ولم تجر له العملية بالرغم من حالته الحرجة«. وأكدت أنها قدمت بلاغًا للنائب العام لمحاكمة المذنبين وناشدت وزير الصحة الحالي اتخاذ الإجراءات ضد هذا المستشفي. وروي أحد المصابين بمذبحة قسم حدائق القبة وهو »مصطفي محمد مصطفي« 39 عامًا مبيض محارة بأنه كان عائدا من عمله وفوجئ بتجمع أمام القسم فذهب ليري ما يحدث فشاهد سجناء القسم »المراقبين« يخرجون بأمر من المأمور بزجاج وحجارة لضرب المتظاهرين ثم قام المأمور وضباطه باطلاق الرصاص الحي. وقال »اصبت بقدمي برصاص حي مما سبب لي كسرًا بالعظام وعند نقلي لمستشفي الدمرداش لم ألق أي رعاية صحية بحجة عدم توافر المال معي وكان ذلك يوم جمعة الغضب، فذهبت بعد حدوث مضاعفات بقدمي إلي مستشفي الحلمية العسكرية، وأكد الأطباء احتياجي لعملية وتركيب مسامير وأنها ليس من اختصاصهم وإلي الآن لم استطع إخراج الرصاصة من قدمي أو إجراء العملية لعدم توافر المال معي، بالرغم من أنها اصابة رصاص حي من الشرطة والدولة ملزمة بعلاجي إلا انني فقدت الأمل وليس لي سوي الله. وقال كل من المصابين »عواد عواد محمود« 30 عامًا نقاش، ورمضان عواد محمود« 36 عامًا نقاش إنهما كانا عائدين من عملهما بمدينة الشروق ومرا أمام القسم فأصيب الأول برصاص حي بالرئة اليسري ولم تجر له أي جراحات حتي الآن لإهمال مستشفي الدمرداش الذي طلب منه قرار علاج علي نفقة الدولة، بالرغم من حالته الحرجة. وأصيب الثاني بخمس رصاصات في قدمه ولم يتلق علاجا أو رعاية حتي الآن. وقالا إنهما تقدما ببلاغ للنائب العام اتهما فيه وزير الداخلية السابق »حبيب العادلي« ورئيس مباحث القاهرة وضباط ومأمور قسم الحدائق بالقتل العمد.