أصدر الدكتور السيد البدوي رئيس الوفد بيانا حول الأحداث الجارية في ليبيا، والتي تشهد استخدام العنف ضد الأصوات المعارضة للنظام الليبي، وفيما يلي نص البيان: من شرق العالم العربي إلي غربه، تبدو الخريطة متغيرة، بمواطنيها وسكانها الذين اعلنوا رغبة غير مسبوقة في التغيير وفي الإمساك بمصائر أوطانهم. في قلب الخريطة كانت مصر، وكان اعلان المصريين عن مرحلة جديدة كتبوها عبر الايام الماضية لتكون ملهمة لكل الشعوب العربية. كان في السطور دماء مصرية ذكية وساخنة سالت لتطهر ارض مصر وتروي مستقبلها. وفي ليبيا اليوم دماء طاهرة اخري تسيل. الشهيد واحد في مصر وليبيا، والجاني واحد في مصر وليبيا. هو الاستبداد والتمسك العنيد بالسلطة. وفي مواجهة الغضب الشعبي، تكون نفس الردود والإجابات سابقة التجهيز، منتهية الصلاحية. من التآمر الاجنبي، الي الترويج والتخويف من سيناريوهات الانقسام والتهديد بنهاية البلاد. ثم التلويح المتأخر ببعض الاصلاح لكسب الوقت، والمماطلة. كلها اعراض مرض التوحد العجيب بين الشخص والدولة، والخلط بين مصير الشعب والفرد. إننا نشعر بالحزن والأسي الحقيقي ونحن نتابع النظام الليبي يرتكب نفس الأخطاء، وان كان يمارس عنفاً ممنهجاً ومفرطاً في التعامل مع اصوات الشعب المعترضة الباحثة عن مصيرها وحريتها. نشعر بالصدمة ونحن نري الدماء تسيل ولا جريمة لأصحابها الا مطالبتهم في اللحاق بعصر جديد يليق بالقرن الحادي والعشرين، ولا تكون الاستجابة الا برصاص وعنف ينتمي لقرون مضت. إن حزب الوفد يتمني للشعب الليبي الشقيق تحقيق أهدافه في الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، كما يناشد افراد الجيش الليبي والشرطة الليبية التعامل مع مطالب الجماهير بمنطق الأخوة الوطنية وتجنب استخدام القوة ضد المدنيين أسوة بأشقائهم رجال القوات المسلحة المصرية. ويتطلع حزب الوفد إلي السلطات الليبية لحقن الدماء الليبية الزكية. كما يأمل أن يعبر الشعب الليبي ازمته الحالية إلي مستقبل يقرره ويختاره، وان يحفظ الله الإخوة الليبيين، ويتغمد شهداءه برحمته ومنزلتهم الكريمة.