اكد مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكى، ان مصر أصبحت أكثر أهمية لواشنطن والمنطقة، مع قرب سقوط نظام الأسد في سوريا، واضاف: «عندما يهوي نظام الأسد سوريا، ستأتى حكومة بها غالبية سنية في دمشق، وبهذا يكتمل قوس الإسلام السني فى المنطقة، ليقف ضد الشيعة في العالم، والنقطة المهمة هنا انه عندما يكون هذا القوس مهدداً بعدم الاستقرار، سيأتى دور مصر لتصبح كلاعب مهم في هذا المجال للتهدئة، لذلك من المهم حقا بالنسبة لامريكا الاستمرار في بناء العلاقة مع مصر فى صورتها الجديدة»، وشدد ديمبسى على ان مصر تعد حليف الولاياتالمتحدة القوي في المنطقة، ولا تزال العلاقة العسكرية قائمة وقوية بين البلدين. جاء ذلك فى مقابلة اجراها ديمبسى مساء السبت مع قناة التليفزيون الإخبارية « PBS» واضاف أن الجيش الأمريكي والاستخبارات العسكرية يعملان على قدم وساق لمتابعة الوضع في سوريا، حيث يتم تجميع النقاط التى قد تكون ضرورية من أجل التخطيط لمرحلة المستوى التالي «ويقصد التدخل لعسكرى» لكنه قال فى الوقت نفسه: «نحن لم نخطط بعد بالتفصيل لأي خيار عسكري في سوريا». وقال ديمبسى انه يعتقد أن الربيع العربي هو شيء جيد بالنسبة للعالم على المدى الطويل، ولكن في المدى القصير هو زعزعة الاستقرار، وعلى المدى الطويل سيحمل الربيع العربى مستقبلا جيدا للعالم إذا استمر النقاش حول تنافس الأفكار، وليس التنافس على السلطة. وحول الملف الايرانى، اشتدت لهجة ديمبسى، وقال ان طهران اجمالا لديها سوء تقدير للارادة الامريكية وستعانى من عواقب سوء تقديرها، لانها تعمل وفقا للمنطق الداخلى الخاص بها، واضاف: «سلوك أن هذا النظام الايرانى منذ قيام الثورة الإسلامية، يعرب عن عزمهم على البقاء في السلطة والحفاظ على النظام، لذا من العقلانية الاستجابة للمطالب الغربيةوالامريكية فى الملف النووى، ومن المؤسف له ان صدام حسين كان ايضا لاعباً عقلانىاً امام أمريكا، ويعمل من نفس منطق رغبته فى الحفاظ على النظام، لكنه لم يقدر الارادة الامريكية، وأدى الخطأ في تقديره للإرادة الأمريكية الى الاطاحة به وبنظامه، وقد يجد الايرانيون انفسهم في نفس القارب العراقى. وقال ديمبسي: «القادة الأمريكيون والإسرائيليون يتفقون على أن إيران تسعى للحصول على الأسلحة النووية وسيكون فى هذا تهديداً وجودياً لإسرائيل وزعزعة للاستقرار بشكل كبير فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وقادة امريكا واسرائيل متوافقون على وجود التهديد ولكن الخلاف فقط في توقيت، فكل الخيارات مطروحة على الطاولة فقد حان الوقت، وليس بالضرورة ان يقاس هذا الوقت بالأشهر او السنوات، ولكنه يقاس بقدرتنا على جمع المعلومات الاستخباراتية، لمعرفة وقت عبور العتبات حتى وان كانت الاستراتيجية الامريكية تستند الان إلى اولوية تشديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية»، فى اشارة الى توقيت التحرك العسكرى. واكد ديمبسى أن شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية لن يتسبب في آثار أخرى كثيرة حتى وان اغلق الايرانيون مضيق هرمز، للتحكم فى تدفقات النفط في العالم ، فسيتم التغلب على الآثار ، واشار الى ان ايران تعد لاعباً في الحرب في سوريا، واتهمها بشحن الأسلحة إلى نظام بشار الاسد، ما ساعد النظام على قتل أكثر من 8000 سورى، مشيرا الى وجود اصوات تطالب بالتدخل لحماية الشعب السوري، كما تدخل حلف شمال الاطلسي واطاح بالديكتاتور الليبي معمر القذافي العام الماضي، وان مسئولين عسكريين أمريكيين يقومون الآن بدراسة الوضع على أرض الواقع، لان هناك اختلافات بين ليبيا وسوريا من حيث الحجم والجغرافيا، والتركيبة السكانية، والقدرات العسكرية للبلاد، فسوريا تمثل الى حد كبير تحدياً مختلفاً عن ليبيا.