كتبت - حنان عثمان: تواجه شركات الأدوية التابعة للحكومة أزمة كبرى بسبب ارتفاع مجمل الخسائر العام المالى الماضى، والتى وصفها محمد ونيس رئيس الشركة القابضة للأدوية بأنها تحدث لأول مرة. رئيس الشركة عرض بكل صراحة وشفافية أوضاع الشركات معلناً بصورة كاملة أسباب الخسائر وخطة المواجهة. وأشار رئيس الشركة فى تصريحات ل«الوفد» إلى أن شركات الدواء ملك للشعب المصرى وتعمل على إنتاج الدواء الفعَّال والأمن باشتراطات الجودة العالمية خاصة لمحدودى الدخل لتوفير الأمن الدوائى، وتعمل على إحداث التوازن فى سوق الدواء وتقليل الفجوة بين ما يتم استيراده وما يتم إنتاجه محلياً من خامات وأدوية، وأشار رئيس الشركة إلى أن الفترة الماضية شهدت عمليات تطوير فى العديد من الشركات التابعة، فقد قامت شركة «الإسكندرية» بتطوير وتحديث قسم الأقراص ومحطة وشبكة الكهرباء لمصنع المستلزمات والأشرطة وتطوير خط البودرات البيطرية وقسم اللاصقة الطبية بمصنع المستلزمات، كما قامت «النيل للأدوية» بتطوير المنطقة العقيمة ومنطقة الأمبول الهرمونى وتطوير خط تحضير وتعبئة المطهرات، كما قامت «سيد» للأدوية بتطوير منطقة محاليل الحقن، وقامت شركة «القاهرة» بتطوير منطقة البودرات البيدالكين وخط الأشربة، وقامت شركة «مصر للمستحضرات الطبية» بتعديل وتطوير أداء منظومة تكييف الهواء لمصانع الأملاح الفوارة والمستحضرات الصلبة والفايل. واعترف «ونيس» أن الربحية أمر مهم للشركات المملوكة للدولة وإلا فقدت قدرتها على القيام بأى عمليات تطوير وتحديث، وهو الأمر الذى يخرجها من سوق المنافسة على التصدير، حيث إن الاشتراطات الخاصة بالتصدير تتطلب مداومة التحديث والتطوير لخطوط الإنتاج، وقال هناك اشتراطات دولية وتفتيش يأتيان من الدول التى تريد الاستيراد من شركاتنا على المصانع، وأضاف إن العمل بنظام غير اقتصادى يؤدى إلى فشل الشركات وعدم قدرتها على ضخ استثمارات جديدة. وقال «ونيس» إن الشركات الإنتاجية حققت أرباحاً العام الماضى بلغت 376 مليون جنيه عن العام المالى 2016_2017 مقابل 207 ملايين جنيه العام المالى السابق، وقال إن «المصرية لتجارة الأدوية» و«ممفيس» هما الشركتان الأعلى خسارة فى الشركات التابعة، مشيراً إلى تحول الشركة المصرية لتجارة الأدوية من الربحية إلى الخسارة بسبب تكبدها أعباء بلغت 819 مليون جنيه نتيجة تحرير سعر الصرف وخسائر فروق العملة وارتفاع أسعار الفوائد وتوسع الإدارة السابقة فى الشركة فى السحب على المكشوف، وأشار إلى أن خسائر الشركة فى مناقصة ألبان الأطفال بلغت 400 مليون جنيه، بالإضافة إلى تحمل الشركة نحو 404 ملايين جنيه فوائد السحب على المكشوف. وقال إن الإدارة السابقة لم تتمكن من تحقيق المستهدفات البيعية والسيطرة على السحب على المكشوف، مما دعا الجمعية العامة لتكليف إدارة جديدة، وأشار إلى أن نتائج الأعمال خلال الفترة من يوليو 2017 حتى يناير 2018 كشفت تقليص خسائر الشركة المصرية للأدوية بحوالى 70٫5 مليون جنيه، حيث بلغت 272٫7 مليون جنيه مقابل 343٫2 مليون جنيه عن ذات الفترة المماثلة العام الماضى، وبلغت المبيعات 3٫759 مليار جنيه مقابل 3٫585 مليار جنيه بنسبة نمو 5٪ وتراجع رصيد السحب على المكشوف فى 31/12/2017 إلى 3٫1 مليار جنيه مقابل 3٫7 مليار جنيه فى 30/9/2017. وأكد «ونيس» أن «المصرية لتجارة الأدوية» من الصعب أن تخرج من عنق الزجاجة إلا فى حالة الحصول على التعويضات وتخفيض المديونية وتخفيض المخزون، وأشار رئيس الشركة إلى أن شركة «ممفيس» أيضاً خسرت 34 مليون جنيه بسبب سلبيات الإدارة السابقة، مشيراً إلى تجاوز المخزون فيها الحد الاقتصادى وظهور حالة تلاعب تم التحقيق فيها، وسوف يصدر بشأنها قرار الأيام الماضية إما بتوقيع جزاء داخلى أو تحويل الأمر إلى الجهات المختصة. كما أكد محمد ونيس رئيس الشركة القابضة للصناعات الدوائية أن استمرار بيع الأدوية التى تنتجها الشركات التابعة للدولة بنفس أسعارها يعنى استمرار خسائرها، وقال إن هناك تحريكاً تم للأسعار مرتين فى العام الماضى، وقال إن شركات قطاع الأعمال لا تستفيد من تحريك الأسعار لأنها تتم على أساس النسبة، وأكد أنه طالب خالد بدوى وزير قطاع الأعمال بأن تكون الزيادة لشركات قطاع الأعمال سعرية وليست بالنسبة التى تفيد الشركات الاستثمارية فقط، وأكد أن الشركات تنتج 1200 مستحضر، وأن 600 مستحضر منها تحقق خسائر بلغت العام الماضى 230 مليون جنيه. وأكد رئيس الشركة القابضة للأدوية أن الفترة القادمة ستشهد اتخاذ قرار بشأن نقل مصانع شركة «سيد» و«القاهرة للأدوية»، وقال إن القرار تأخر كثيراً وترتب عليه ارتفاع تكلفة النقل، مشيراً إلى موافقة الجمعية العامة لشركة «سيد» على قرار التصرف فى جزء من مساحة مصنع أسيوط بالبيع كاستثمار عقارى على أن يتم استخدام الحصيلة فى تطوير الشركة، وقال إن الفترة القادمة ستشهد تعديل أنشطة الشركات التابعة لإضافة نشاط الاستثمار العقارى لسهولة استغلال الأصول غير المستغلة بما يعود بالنفع على الشركة ونفى ونيس أن يتم بيع أو التصرف فى أى أصل لإنفاقه على سداد رواتب، وقال إن الأولوية للمشروعات الاستثمارية بالشركات. واعترف ونيس بأن بعض الشركات مثقلة بعمالة مثل شركة النصر، وقال إن مصانع الخامات بالشركة فى حاجة إلى تطوير، بالإضافة إلى التدريب التحويلى والمالي والاقتصادى للعمالة بكافة الشركات. وكشف رئيس الشركة القابضة عن الخطة المستقبلية للنهوض بالشركات، وقال إنها تقوم على عدة عناصر أهمها تطوير المصانع الحالية وتطوير صناعة الخامات من أصل نباتى وكميائى وبيولوجى، وضخ استثمارات جديدة من خلال الشركة القابضة لمساندة بعض الشركات التابعة، والعمل على استغلا الأصول غير المستغلة، وتنمية الصادرات وفتح أسواق جديدة بأفريقيا ودول الخليج، وتسجيل مستحضرات جديدة تلبى حاجة المرضى. وقال إن قيمة الصادرات ارتفعت إلى 284 مليون جنيه فى 2016-2017 مقابل 205 ملايين فى العام السابق، وأشار إلى أنه تم إدراج الشركات التابعة كأعضاء فى المجلس التصديرى للصناعات الدوائية من نوفمبر الماضى وتم تجديد عقود وكلاء الشركة القابضة فى دول العراق ومالى وممثلى الشركة فى السنغال والكاميرون، بالإضافة إلى استمرار التعاون مع نيجيرياوالسنغال للتصدير لوزارة الصحة هناك، وأشار ونيس إلى أن العمالة فى الشركات التابعة تبلغ 24 ألف عامل، وتبلغ رواتبهم السنوية نحو مليار جنيه.