«تحيا مصر» يواصل الإنجازات.. والتبرعات بلغت 7.5 مليار جنيه

كتب - مصطفى سلامة:
استعرضت اللجنة التنفيذية لصندوق "تحيا مصر" برئاسة الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى، مؤخرا إجمالى التبرعات للصندوق التى وصلت إلى 7.5 مليار جنيه، وموقف استثمارات الصندوق، فى عدد من الشركات والمشروعات التنموية.
وتأسس صندوق تحيا مصر لتنفيذ مشروعات قومية تنموية تهدف إلى وضع حلول جذرية للقضايا والظواهر الاجتماعية التى تؤرق حياة فئات كبيرة من المصريين مثل "علاج فيروس سى والأطفال بلا مأوى وتسديد ديون الغارمين والمشروعات الصغيرة للشباب".
وقد أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى 24 يونيو 2014 تنازله عن نصف راتبه البالغ 42 ألف جنيه مصرى أى ما يعادل وأيضا عن نصف ما يمتلكه من ثروة لصالح مصر، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد، مطالبًا المصريين ببذل الجهد والتكاتف خلال هذه المرحلة.
وفى 1 يوليو 2014 أعلنت رئاسة الجمهورية عن تدشين صندوق "تحيا مصر" تفعيلًا للمبادرة التى سبق وأعلنها الرئيس بإنشاء صندوق لدعم الاقتصاد وأصدرت الرئاسة بيانًا قالت فيه: "إن ذلك يأتى تقديرًا للحظات الدقيقة التى يمر بها الوطن وما يصاحبها من ظروف اقتصادية واجتماعية حرجة استدعت مشاعر المصريين الإيجابية تجاه الوطن، كما أبرزت العزيمة الوطنية والإرادة الحقيقية لجموع الشعب المصرى العظيم بحتمية العبور بمصرنا الحبيبة إلى آفاق مستقبل واعد يليق بعراقة ماضيها وتضحيات أبنائها، وإيمانًا بأنه واجب علينا جميعًا استنهاض قدراتنا الذاتية كأحد أهم الأدوات لبناء الوطن فى ضوء ما يواجهه من تحديات على كل المستويات ولا سيما على الصعيد الاقتصادى".
وتم إنشاء حساب بالبنك المركزى تحت رقم "037037" لتلقى مساهمات المصريين فى الداخل والخارج بجميع البنوك المصرية لحساب الصندوق ومن المقرر أن يكون الصندوق تحت الإشراف المباشر من رئيس الجمهورية.
واستعرض صندوق تحيا مصر خلال الأيام الماضية 5 برامج اجتماعية واقتصادية لتوظيف تبرعات المصريين لصالح مشروعات قومية تهدف لتغيير حياة المصريين للأفضل، من بينها المشروع القومى للقضاء على فيروس سى، وخطة التنمية العمرانية، والتمكين الاقتصادى، وخلق فرص عمل، خطط الصندوق الطموحة للنهوض بحياة المصريين.
وقال محمد عشماوى، أمين صندوق تحيا مصر، إنه تم إنشاء شركة قابضة باسم الصندوق للحفاظ على استدامة المشروعات والاستثمارات، وأوعية ادخارية لاستدامة التبرعات، كما تبنى الصندوق فكرا جديدا لتشجيع الشباب على إقامة شركات خاصة بهم ودخول سوق العمل بقوة.
وأكد صندوق تحيا مصر فى بيان له أنه نجح عبر علاقاته التكاملية بوزارة الصحة من القضاء على قوائم انتظار العلاج على نفقة الدولة الخاصة بفيروس سى، كما أطلق الصندوق "أطفال بلا مأوى" لأن النسيج المجتمعى هو الضمان الأول لنجاح أى حلم تنموى للوطن.
وأضاف البيان أن حملة "نتشارك" كانت معنى وهدف قبل أن تكون شعارا، ودفعت جميع المصريين للمشاركة والتعاون، من أجل إنقاذ الوضع الاجتماعى والاقتصادى السيئ الذى شهدته البلاد فى ذلك الوقت، وحين أطلق البداية الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 24 يونيه 2014، معلنا تبرعه بنصف راتبه وثروته لصالح مصر، أعقبها إعلانه تدشين الصندوق، ولم يقف حد المشاركة والتبرع عند الرئيس، أو رجال الأعمال الذين تنافسوا فى الوطنية، بالتبرع لصندوق تحيا مصر، وإنما شارك فيها كل المصريين، والذين بادروا بتقديم التبرعات، تحت شعار "تبرع ولو بجنيه"، لتصبح أموال الصندوق من المصريين وإليهم.
وأشار البيان إلى أن صندوق
تحيا مصر، لم يقف عند حد تلقى التبرعات التى بدأ يتلقاها منذ تدشينه، والتى شارك فيها التنفيذيين كالمحافظين والوزراء، والقطاع الخاص ممثلا فى رجال الأعمال، وصولا لجميع فئات المجتمع، تتقدمهم القوات المسلحة التى كانت نموذجا داعما قويا للصندوق يحتذى به، بل شرع مباشرة فى التخطيط للعديد من البرامج الاقتصادية والاجتماعية، التى من شأنها النهوض بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا، وأعلن الصندوق، تبنيه السياسات التى من شأنها تعزيز مفهوم المشاركة المجتمعية، والتكافل لتحقيق العدالة الاجتماعية، والارتقاء بمستوى المعيشة بما يضمن توفير حياة كريمة للمواطنين، وخصوصًا العمل على تخفيف الضغوط الاقتصادية، وإتاحة فرص العمل، بالتعاون مع كل أجهزة الدولة، ومؤسسات العمل المدنى، والجهات الإقليمية التى تهتم بالأنشطة المستهدفة.
وقال عشماوى، أن مجالات الصندوق تنوعت لتغطى جميع القطاعات، حيث قام عمل الصندوق على 5 برامج أساسية، برامج الرعاية الصحية، برنامج التنمية العمرانية، برنامج الدعم الاجتماعى، برنامج التعليم، برامج التمكين الاقتصادى وخلق فرص العمل، يضاف إليهم بند خاص بالكوارث الطبيعية، يتحرك فيه الصندوق وفق قرارات ومبادرات رئيس الجمهورية، كما حدث فى حادث الأمطار والسيول فى عدد من المحافظات.
وأوضح المدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر أنه خلال عام 2017 حقق الصندوق الكثير من المشروعات على أرض الواقع وفى صدارتها أزمة العشوائيات، حيث تم إنشاء حى الأسمرات وهو مشروع لمجتمع عمرانى استهدف بناء 425 وحدة سكنية تستوعب 19 ألف وحدة شاملة كافة المناطق الخدمية والترفيهية.
ويأتى بعدها مشروع منطقة العسال بشبرا وهو مثال سعى الصندوق لتطبيقه على كل المناطق المماثلة فى مصر ويعد نموذجا فى مجال إعادة تطوير وتأهيل المناطق القابلة للتنمية، إضافة لما قدمه الصندوق من دعم للنهوض بالقرى الأكثر احتياجا بالتعاون مع جمعية الأورمان، فضلا عن تمويل الصندوق لتمويل مشروع تطوير قرى الصعيد الذى نفذته القوات المسلحة للنهوض بالقرى المصرية بتوفير كل المرافق والخدمات.
وأضاف عشماوى أن عطاء الصندوق استمر فى عام 2017 ليستكمل ما بدأه فى العديد من المجالات ومنها "ملف الصحة" من خلال التصدى لأهم الأزمات فيها وهى القضاء على الفيروسات الكبدية الخطر الذى كان يهدد صحة المصريين.
ومن المعروف أن مصر كانت الأولى عالميًا فى معدلات الاصابة بفيروس سى، وتدخل الصندوق طارحا المشكلة والحل لتغيير الواقع وبفضل إرادة المصريين ودعم الصندوق أصبحت مصر من أولى الدول فى مكافحة الفيروسات الكبدية عبر برنامج شامل ومركز علاجى نموذجى وخطة متكاملة تهدف لعلاج مليون مواطن وابتكار علاج محلى للقضاء على فيروس سى.
وأكد عشماوى استمرار الصندوق فى دعم كل المجالات إذ واجه المشكلة التى هددت أمن واستقرار مصر وهى مشكلة "أطفال بل مأوى" بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى وجمعيات المجتمع المدنى برفع كفاءة وإعادة تأهيل العديد من دور الرعاية لتكون لهم بمثابة المظلة الاجتماعية التى تستوعب هذه الوجوه المصرية.
ولفت عشماوى إلى أن الصندوق اهتم بالشباب بالتنسيق مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر منها مشروع "سيارات التاكسى" والذى يهدف إلى تمكين الشباب من خلال امتلاك وتشغيل 1000 سيارة أجرة فى 10 محافظات ومشروع سيارات النقل المبرد حمولة 5 أطنان بواقع 350 سيارة وتوفير سيارات النقل زنة طن ونصف الطن وهما خطوتان منحتا أملا جديدا للشباب وساهما فى الحد من أزمة البطالة.