«مصر تُبنى بالعمل مش بالكلام».. إحدى الرسائل المهمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح باكورة إنتاج حقل «ظهر» للغاز، ويوم أطلقنا فى جريدة «الوفد» أن الخير على الأبواب كان اقتناعاً كاملاً بأن مصر تشهد خيرات وفيرة فى ظل العمل الدؤوب الذى تقوم به الدولة الجديدة بعد ثورة «30 يونيو»، ويوم تولى الرئيس «السيسى» سدة الحكم لم تكن هناك دولة ولا حتى شبه دولة، وانتشرت الفوضى بالبلاد بشكل يدعو إلى الخزى والعار من أفعال جماعة الإخوان الإرهابية ومن على شاكلتها من أصحاب ودعاة الفوضى. عندما يعلن الرئيس أن مصر تحتاج إلى العمل والبناء، فهذا يعنى أنه حان وقت العطاء وكلٌ فى مجال عمله، ولولا إيمان الرئيس بهذه الفلسفة ما وجدنا أبداً كل هذه الإنجازات التى تحققت على أرض الواقع من مشروعات عملاقة تمت خلال أربعة أعوام فى حين أن تنفيذها يحتاج إلى خمسين عاماً.. ومن بين هذه المشروعات العملاقة حقل «ظُهر» للغاز، ولهذا الحقل قصة كفاح وراءه، ولولا عزيمة المصريين وإصرار الرئيس على سرعة الإنجاز، ما تم بدء الإنتاج بحقل الغاز، الحكاية أنه بعد حالة الفوضى التى شهدتها البلاد بعد ثورة «25 يناير»، واختطاف الثورة على أيدى الجماعات الإرهابية، تم وقف جميع أنشطة البحث عن الغاز، وحتى العقود المبرمة مع الشركات المتخصصة فى هذا الشأن، بعد تزايد الديون المستحقة للأجانب، وباتت سمعة مصر مشوهة وصورتها مهزوزة أمام الدنيا كلها، على اعتبار أن الفوضى والاضطراب هما سيدا الموقف فى هذا الشأن.. وبلغت الديون حوالى 6 مليارات وثلاثمائة مليون دولار، وزاد الطين بلة عندما تولت الجماعة الإرهابية سدة الحكم، وتوقفت كل مشروعات المسح والبحث عن البترول والغاز، إضافة إلى توقف المشروعات القائمة بالفعل، ونجح المتربصون بمصر فى مخططهم التآمرى الذى يؤكد أنه لا توجد دولة فى مصر، والمظهر العام هو الفوضى والاضطراب، وجاءت الجماعة الإرهابية لتؤصل لهذا المفهوم لمدة اثنى عشر شهراً. وجاءت ثورة 30 يونيو لتصحح كل هذه المسارات الخاطئة، ويبدأ «السيسى» يسعى إلى وجود دولة وتثبيت أركانها ومؤسساتها، ولم يكن أمامه إلا العمل والبناء من جديد، ليعلن للعالم أجمع أن مصر بدأت ميلاداً جديداً ويصحح كل المفاهيم الخاطئة التى تسبب فيها دعاة الفوضى والاضطراب، وقامت الدولة الجديدة على مشروعين وطنيين مهمين الأول هو الحرب على الإرهابيين ودعاة الفوضى الذين يعملون لصالح المخططات الإجرامية ضد مصر، والثانى هو العمل والبناء، وقد نجحت الدولة المصرية فى هاتين المعركتين نجاحاً كبيراً أذهل الدنيا كلها، وجاء هذا النجاح على خلاف ما يتوقعه المتآمرون فى الداخل والخارج، وأعادت مصر سمعتها التى ضاعت خلال سنوات عجاف مرت بها البلاد، وقد ظن هؤلاء المتآمرون أن بوسعهم أن يعودوا إلى ما فعلوه بعد ثورة 25 يناير، وراحوا يشككون فى حجم الإنجازات، ولاكوا ألسنتهم بأحاديث مزيفة تخالف الواقع والحقيقة. هذا يدعونى للحديث عن مقتل الباحث الإيطالى «ريجينى»، وهذا هو سر مقتله، أن تسوء العلاقات الجيدة التى نجحت فيها مصر مع إيطاليا، وقيامها بالمشاركة فى العمل فى حقل «ظهر»، فقد جاء مقتل هذا الباحث لضرب هذه العلاقات الجيدة، والعمل من أجل إيقاف تنفيذ مشروع ظهر، بزعم أن الفوضى ما زالت مستمرة بالبلاد، ولكن الدولة المصرية الجديدة نجحت بجدارة فائقة فى أن تفوت الفرصة على هؤلاء المتآمرين الذين ينادون بالفوضى والاضطراب من جديد. وفى زمن قياسى بدأ إنتاج حقل «ظهر» الذى يعد بحق بشائر خير على العباد والبلاد، ومن الأمور التى يجب أن تُذكر فى هذا الشأن، أن خطة المتآمرين بعد «25 يناير» كانت تستهدف استنزاف الاحتياطى النقدى من الدولار فى شراء المواد البترولية والغاز والبوتاجاز، وقد نجحوا فى ذلك وكان هذا بمثابة أكبر التحديات أمام «السيسى»، فالاحتياطى النقدى نفد والأزمات تتزايد والطوابير تملأ الشوارع، ودعاة الفوضى ينفثون سمومهم بالفتنة، والدولة المصرية بعد «30 يونيو» نجحت تماماً فى تجاوز كل هذه العقبات والمصائب. عندما يخرج علينا الرئيس السيسى يوم «الأربعاء» الماضى فى افتتاح باكورة حقل «ظهر» للغاز غاضباً، فلديه كل الحق، ونشد من أزره ونقف إلى جواره فى أنه لن يسمح أبداً لأى أحد بالعبث بأمن واستقرار مصر، فالأمن والاستقرار هما اللذان يجلبان التنمية، ويعودان بالخير على المواطن، أو كما قال الرئيس «البلاد تُبنى بالعمل مش بالكلام».. الرئيس يعنى تماماً كلام هؤلاء المجرمين من أصحاب الفوضى والفتنة الذين يظنون خطأ أنه بمقدورهم أن يعودوا بالبلاد إلى سوابق الفوضى والاضطراب، وهيهات لهم أن ينالوا مرادهم فى ظل وجود شعب واعٍ جداً وفى ظل قيادة سياسية حكيمة، وفى ظل جيش وطنى يدفع عن البلاد كل المؤامرات والفتن. التفاف الشعب خلف أو بجوار أو أمام القيادة السياسية فى ظل هذه الظروف الراهنة يفوت الفرصة تماماً على كل المتربصين شراً بالوطن والمواطن.. وأبرز ما فى الأمر الآن هو نزول المواطنين إلى صناديق الانتخابات للإدلاء بأصواتهم، ولا أعتقد أبداً أن المصريين الشجعان سيتخلون عن أداء واجبهم الوطنى فى هذا الصدد، فهم غاضبون أيضاً مثل الرئيس من دعاة الفوضى والفتنة الذين لا يريدون لهذا الوطن أن يحقق أبناؤه حلم الكرامة والحياة الكريمة. [email protected] com