انتهت الهيئة الوطنية للانتخابات من إعلان القائمة المبدئية لمرشحى الرئاسة، وأستغرب من الذين ينادون بمقاطعة هذه الانتخابات، والحقيقة أن هؤلاء ليسوا مخطئين فحسب فى هذا التصرف الأحمق، وإنما أقل ما يجب وصفهم به أنهم متجاوزون فى حق الوطن، ويسعون بكل السبل إلى تشويه صورة مصر أمام العالم، وهذا الفعل يعد فى حد ذاته تحريضاً ضد الدولة، وتأثيراً بشعاً على إرادة الناخب المصرى. ليس من المنطق والعقل أبداً أن نجد هذا التحريض، فمقاطعة الانتخابات ليست حلاً. أما المشاركة الإيجابية فهى الأفضل والأحسن لأنها السبيل إلى تغيير أى واقع سياسى، كما أن السلبية هى شعار الضعفاء، والمصريون ليسوا ضعفاء بل هم أشداء أقوياء قاموا بثورتين فى فترة وجيزة، ففى «25 يناير» خرجوا على النظام لتغيير واقع فاسد، ومنع التوريث الذى كان معداً سلفاً، وطلباً للحياة الكريمة والكرامة الإنسانية.. وفى «30 يونيو» ثاروا ضد النظام الفاشستى وعندما وجدوا ثورتهم فى «25 يناير» قد تم اختطافها وبدأ الإخوان فى تنفيذ مخطط الدولة الثيوقراطية، وبعزيمة هذا الشعب الأصيل الأبي تم إسقاط حكم الإخوان الفاشستى. الدعوة لمقاطعة الانتخابات الرئاسية تعنى الدعوة إلى الفوضى والاضطراب وتشويه صورة مصر بعد «30 يونيو»، وتأتى متواكبة تماماً مع مخططات التآمر التى تسعى إليها الدول الغربية لإسقاط مصر وهدم مؤسساتها، ولو تم التدقيق فى دعوة مقاطعة الانتخابات الرئاسية فستجد أنها تتزامن مع فكر ورؤى المخططات التآمرية ضد مصر، وهدفها الرئيسى هو التشكيك فى القيادة السياسية والعودة بمصر إلى مرحلة الفوضى واللا دولة!!! المخططات التآمرية كما يردد بعض وسائل إعلام غربية تسعى للقيام بالضغط والتشكيك في الدولة الوطنية المصرية، وتهدف أيضاً إلى لي ذراع المشروع الوطنى الجديد لوقف بناء الدولة الجديدة التى بدأت منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مقاليد الحكم، لقد تصور أصحاب المؤامرات لإسقاط مصر، أن أرض الكنانة لن تقوم لها قائمة ولكن الشعب المصرى العظيم، والذى يستحق أن تطلق عليه كلمة «جبار» قام ولايزال يقوم بحربين كما قلت من قبل فى آن واحد، الحرب الأولى ضد الإرهاب، بل يكاد يكون هو الوحيد الذى يقوم بها حالياً بمفرده نيابة عن العالم الذى يتفرج عليه ولا يساعده فيها.. أما الحرب الأخرى فهى من أجل التنمية، وقد تحققت إنجازات على أرض الواقع، تحتاج إلى عقود لتنفيذها ولكنها تمت فى أربعة أعوام فقط. الذين ينادون بمقاطعة الانتخابات الرئاسية لا يملكون شيئاً سوى أنهم مفلسون سياسياً، والمفلس ماذا تنتظر منه؟!!.. والمدقق فى جماعة «الخمسة» التى أصدرت بياناً تحريضياً بمقاطعة الانتخابات، يجد أن تاريخهم أسود، ويعملون لصالح الإخوان وهم بدورهم أدوات فى يد أعداء مصر.. و مبرراتهم الغبية للمقاطعة لا تنطلى أبداً على أى مصرى، فالشعب بلغ الفطام السياسى منذ زمن، وإلا ما كان قادراً على القيام بثورتين، ومشاركته الفعالة فى التصويت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، وكذلك انتخابات مجلس النواب، ولذلك فإن المصريين يدركون تماماً كل هذه الألاعيب، ويعلمون أيضاً أن هناك مؤامرات تحاك ضد الوطن والمواطن، وأن الداعين إلى اتباع سياسة السلبية لا يعنيهم سوى تنفيذ مخططات إسقاط مصر، ووقوعها فى بحور الفوضى والاضطراب. يا شعب مصر العظيم.. يا صاحب الشرعية الحقيقية التى هي أهم من الشرعية الدستورية والقانونية، أعلم أنك لن تؤثر فيك أفعال هؤلاء المحرضين ومن يخططون لهم، وأعلم أيضاً أنك أيها الشعب العظيم القادر على فعل الإنجازات، لن يثنيك هؤلاء الشراذم عن أداء دورك وممارسة حقوقك فى النزول الى صناديق الانتخابات لتبدى رأيك بكل حرية وديمقراطية.. وأعلم أيضاً أيها الشعب العظيم أنك لا تعرف السلبية، بل تتمتع بالعطاء الكامل ،وأعلم كذلك أنك ستفوت الفرصة على هؤلاء المتربصين الذين لا يريدون خيراً لمصر. لذلك شارك ولا تقاطع وفوّت الفرصة على كل المحرضين والمتربصين بالوطن الغالى على النفوس. [email protected]