كتبت: راندا خالد شهدت مصر علاقة ممتازة خلال فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتراجعت خلال فترة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لتعود مصر مرة أخري إلى أحضان القارة السمراء في حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي. الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في عام 1965 تولي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، رئاسة منظمة الاتحاد الأفريقي بعد عامين من التأسيس، وكان دور مصر في تلك الفترة في أزهي حالته تجاه إفريقيا منذ إنشاء الرابطة الأفريقية عام 1955، وذلك لأن مصر كانت تدعم حركات التحرير المختلفة بالقارة السمراء منذ الستينيات، وأيضًا استضافتها لأول قمة إفريقية في يوليو 1964، وذلك الوقت قررت الإبقاء علي الحدود الموروثة عن الاستعمار. وأولي الرئيس الراحل عبد الناصر هو الدائرة الإفريقية اهتمامًا بالغًا، ورأى أن استمرار إفريقيا تحت ظل الاستعمار يضعف مصر، ومن خلال ذلك بدأ في تكوين حركات التحرر الوطني حتى يحرر إفريقيا من الاستعمار ويؤمن كذلك منابع النيل ويقطع الطريق على إسرائيل تجاه إفريقيا. وكان ملف ملف المياه من ضمن القضايا الهامة التى وضعها الرئيس عبدالناصر في حسبانه، فأنشأ 25 إذاعة موجهة لإفريقيا بلغات ولهجات مختلفة، وخير مثال على ذلك الجمعية الأفريقية في الزمالك وكانت تستضيف قادة الحركات الوطنية الأفريقية ومنها "لومومبا وكنياتا"، وكذلك كان الراحل عبدالناصر هو أول من تحدث عن حركة الإيادة العاملة السوداء ودعم حركة في جنوب أفريقيا ضد نظام الحكم العنصري، وكان يقول دومًا "نيلسون مانديلاً" في حق عبدالناصر "كنت أقف علي أطراف قدمي لأرى المصري الموجود في شمال القارة". الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك تولي الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، خلال عامي 1990 و 1989 رئاسة الإتحاد الإفريقي، ولكن تراجعت مصر خلال الفترة بين 1993-1994 في دورها الإفريقي، وضعف التمثيل المصري في الفعاليات الإفريقية وكذا التأييد الإفريقي للمواقف والقضايا المصرية، وبدأ حينها تهميش الدور المصري في تسوية الصراعات الإفريقية. وفي عام 1995 تعرض مبارك إلى محاولة إغتيال خلال حضوره مؤتمرات القمة في أديس أبابا، حينها بدأت مصر تواجه أزمات مع دول حوض النيل وتم توقيع اتفاقيات إطارية لإعادة تقسيم المياه، الأمر الذي أدي بدوره الابتداء في بناء سد النهضة الإثيوبي، وبدأ غياب مبارك عن حضور القمة العادية للاتحاد الإفريقي وعدم مشاركة مصر في استضافة مقرات التنظيمات الإفريقية أو الفوز بمناصب قيادية، وكان عمرو موسي يرأس وفد مصر في القمة الثامنة عشر بأديس أبابا. الرئيس عبد الفتاح السيسي في عام 2014 حضر الرئيس عبد الفتاح السيسي في الدورة ال 23للقمة الإفريقية بعاصمة غنينا الإستوائية علي مستوى زعماء القادة الأفارقة، وشارك فيها وفود الدول الأعضاء ورأس فيها سامح شكري وزير الخارجية المصري الاجتماعات الإفريقية. ودخلت مصر مرحلة جديدة في قلب القارة السمراء وذلك من خلال الزيارات الرسمية للدول الإفريقية التى يقوم بها الرئيس السيسي لتدعيم موقف مصر وتوقيع بروتوكلات تعاون بين مصر ودول إفريقيا. وشاركت مصر في اجتماعات التكتلات الثلاثة "الكوميسا" و "السادك" و "تجمع شرق إفريقيا ببروندي" في 2014. في2015، أستضافة مصر بمدينة شرم الشيخ مؤتمر قمة التكتل الثلاثي والتى كان له علاقة بالتجارة الحرة، وتسلمت مصر في الأول من سبتمبر2016 رئاستها لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي في إطار العضوية المصرية بالمجلس الأفريقي, والتي بدأت منذ شهر أبريل2016 ولمدة ثلاث سنوات. وفازت مصر بعضوية المجلس عن إقليم شمال أفريقيا في الانتخابات التي جرت خلال اجتماعات وزراء خارجية الدول الأفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في يناير2016, حيث حصلت القاهرة علي47 صوتا من إجمالي أصوات الدول التي يحق لها التصويت, وهي52 دولة. واستضافت العاصمة الرواندية كيجالي خلال الفترة من10 إلي18 يوليو2016, الاجتماعات التحضيرية والقمة السابعة والعشرين لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي, القمة التي عقدت تحت شعار2016: عام حقوق الإنسان مع تركيز خاص علي حقوق المرأة وكانت بمشاركة الرئيس السيسي. وفي29 نوفمبر عام2017، عقدت الدورة الخامسة لقمة الاتحاد الأفريقي-الاتحاد الأوروبي تحت عنوان الاستثمار في الشباب لتحقيق مستقبل مستديم، حيث ترأس سامح شكري وزير الخارجية, وفد مصر في أعمال الدورة الخامسة للقمة التي تعقد في العاصمة الإيفوارية أبيدجان, واصطحب وزير الخارجية معه ضمن الوفد المصري ممثلين عن البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة, لعرض التجربة المصرية في الاستثمار في الشباب, وعرض تجربة ونتائج منتدي شباب العالم. وانتخب زعماء الدول الإفريقية اليوم الأحد، مصر لترأس الاتحاد الغفريقي لعام 2019.