كتبت رقية عبد الشافي سطرت "جزيرة شدوان" يوم 22 يناير ملحمة تاريخية أضافت نصراً جديداً في سجل البطولات الخالدة للجيش المصري، تزامنًا مع العيد القومى لمحافظة البحر الاحمر، حيث شارك فيها مع القوات المسلحة مئات الصيادين من أبناء مدينة الغردقة، ولذا اتخذت المحافظة يوم المعركة عيدا قوميا لها. تلك الجزيرة الصخرية المنعزلة والتى لا تزيد مساحتها عن 70 كيلو متر مربعا، شهدت ملحمة شعبية كبيرة، أثناء حرب الإستنزاف، حيث شارك أبناء المحافظة قواتهم المسلحة في دحر العدوان الإسرائيلي الغاشم على الجزيرة. وخلال التقرير التالي ترصد "بوابة الوفد" أبرز المعلومات عن معركة شدوان. أحداث المعركة: فى فجر الخميس الموافق 22 يناير عام 1970، قامت القوات الإسرائيلية بهجوم ضخم على الجزيرة جوا وبحرا، كذلك هاجموا مساكن المدنيين الذين يقومون بإدارة فنار الجزيرة، حيث تقاسم فيها أبناء محافظة البحر الأحمر مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال الغادر. ورغم اعتراض الطائرات الاسرائيلية جوا وبحرا، إلا أن أبناء المحافظة وقفوا صامدين مع قواتهم المسلحة، وقاموا بتوصيل الذخائر والمؤن والأسلحة في مراكب الصيد، وذلك من شاطىء الغردقة إلى جزيرة شدوان. واستمر العدو فى التخطيط والسير للسيطرة على الجزيرة ومنع الإمداد الذي يأتي للجنود المصريين من خلال البحر، وعلى الرغم من تفوقهم العددي والقصف الجوي العنيف والامدادات الكثيرة التي كانت تأتي إليهم، فشلوا فى مخططاتهم للنيل من الجزيرة. وبالرغم من القصف الجوي العنيف من قبل العدو ومطالبتهم من الصاعقة المصرية الاستسلام، إلا أن القوات المصرية رفضت ذلك وقاتلوا ببسالة وشجاعة للنهاية. واستمر القتال بين أفراد الصاعقة المصرية وبين كتيبة المظلات الإسرائيلية لفترة طويلة، حيث لقنتهم القوات المصرية درسًا شديداً فى تلك المعركة، بالاضافة الى إحداث خسائر جسيمة بالقوات الإسرائيلية، وتمكنت وحدات الدفاع الجوي المصري من إسقاط طائرتين للعدو، من طرازي "ميراج" و "سكاي هوك". وبالرغم من الدعاية الضخمة التى آثارها العدو كعادته بعد هذه العملية، الا أنه لم يستطع إخفاء حقيقة الخسائر الجسيمة التى تعرض لها، ولم يعترف الا بعشرة قتلى وجرحى فقط.