رأت صحيفة "واشنطن تايمز" الامريكية ان الوحيد، بين المرشحين الجمهوريين، القادر على الحاق الهزيمة بالرئيس الامريكى الديمقراطى "باراك اوباما" فى الانتخابات الرئاسية المقبلة فى نوفمبر ، هو رئيس مجلس النواب السابق " نيوت جينجريتش" . وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب الدكتور " ميلتون وولف" انه رغم تقدم كل من المرشحين الجمهوريين "ميت رومنى" و"ريك سانتورم" فى سباق الجمهوريين نحو الرئاسة ، والنجاح الاخير الذى حققه المرشحان فى الانتخابات التمهيدية التى شهدتها 10 ولايات يوم الثلاثاء الماضى ، الا ان معسكر الرئيس "اوباما" ، ليس مهتما بذلك بقدر ماهو مهتم بالقلق الذى يمكن ان يسببه "جينجريتش" . واشار الكاتب الى ان "رومنى" يستحق الثقة الكبيرة بعد نجاحه فى معظم الولايات التى شهدت انتخابات تمهيدية فى الفترة الماضية ، الا ان ذلك لم يكن يحدث لولا الإنفاق الكبير الذى بلغ فى بعض الاحيان نسبة 5 الى 1 او 12 الى 1 مقارنة بمنافسيه، ولكنه لم يتمتع بهذه الميزة أمام المليارات من الدولارات الجاهزة لحملة الرئيس "أوباما". وقال "ميلتون" إن الكاتب السياسى المحنك "جون فوند" يقول "إن الجمهوريين يخدعون أنفسهم اذا تجاهلوا هذه الحقيقة المزعجة". ورغم الأداء الجيد الذى فاق التوقعات للمرشح " سانتورم " إلا انه يعتبر هدفا سهلا للديمقراطيين، فقد بلع الطعم عندما سأل عن رأيه فى تحديد النسل، وقال انه لا يوافق على ذلك"، ويبدو انه يكرر الخطأ الذى ارتكبه الرئيس الاسبق "جون كيندى" عندما تحدث عن الفصل بين الدولة والكنيسة، وكان ذلك سببا فى الإطاحة به. أما المرشح لجمهورى الآخر "رون بول"، صاحب الافكار المتعلقة بتعديل الدستور الامريكى، فلا يمكن الرهان عليه لاسباب كثيرة. وبالتالى لم يبق سوى "جينجريتش". ففى الوقت الذى تركز فيه وسائل الاعلام على المواجهة بين "رومنى" و"سانتورم" ، نجح "جينجريتش" فى جذب الانظار حيث اجبر "اوباما" على الدخول معه فى لعبة شطرنج مدهشة . ففى شريط فديو مدته 30 دقيقة حمل عنوان"2,50دولار لكل جالون بنزين , استقلال الطاقة والوظائف"، كشف "جينجريتش" عن رؤيته تجاه استعادة رخاء امريكا، مركزا على انتاج الغاز الطبيعى والبترول. وتحدث "جينجرتش" عن العلاقة الوطيدة بين الامن والطاقة والازدهار ، وقال ان تأمين مصادر جديدة لطاقة فى امريكا ، هو الذى سييجعل الرئيس الامريكى لا ينحنى مرة اخرى امام العاهل السعودى من اجل البترول . فهو يعرف ان اجندة الديمقراطيين تخلو من الحديث عن الطاقة ، ولذا تحدث عن ضرورة ان تقوم امريكا بالتنقيب عن البترول ، وهو ماجعل الديمقراطيين يردون بسرعة ، بأن عمليات لحفر الجديدة لن تساعد امريكا اكثر من 10 سنوات . واشار الكاتب الى انه رغم زيادة الانتاج من البترول فى عهد ادارة "اوباما" ، الا ان ذلك تم من خلال البحث والتنقيب فى ارض الاخرين ، وليس الاراضى الامريكية ، واضاف ان التنمية فى الحقول البحرية تراجعت بنسبة 40% ، كما تراجعت نسبة البحث والتنمية فى الاراضى الامريكية بنفس الرقم تقريبا . واكد الكاتب ان ارتفاع اسعار البنزين واستمرار اعتماد امريكا على الخارج فى منتجات اليبترول ، من الامور المهمة جدا. واشار الى ان "جينجريتش" لديه رؤية متكاملة عن زيادة الانتاج الامريكى الداخلى من البترول بمقدار 2,3 مليون برميل اضافية يوميا . وختم الكاتب بأن "جينجريتش" وضع يده على واحد من اهم الملفات الشائكة الذى يمكن ان يكون محور الجدل والحسم فى الانتخابات الامريكية.