شهدت10 ولايات أمريكية مساء أمس الأول ليلة كبيرة من الكرنفالات الانتخابية المصاحبة لسباق اختيار المرشح الجمهوري لماراثون الرئاسة الأمريكية, إلا أن الثلاثاء الكبير رغم أهميته في حسم الانتخابات التمهيدية للاحزاب- فشل في أن يكون كبيرا للجمهوريين بعد أن فشل المتسابقون الأربعة ميت رومني, ومنافسه العنيد ريك سانتورم, والمخضرم نيوت جينجريتش, والمحافظ رون بول في اقناع القاعدة العريضة من الناخبين الجمهوريين, حيث انتهي الثلاثاء الكبير بتحقيق رومني انتصارا بطعم الهزيمة بعد أن تفوق بصعوبة في6 ولايات, بينما حصد سانتورم ثلاث ولايات, وذهبت واحدة إلي جينجريتش, ليكون بذلك الرئيس الأمريكي- المرشح الديمقراطي في مارثون الرئاسة- هو الرابح الأكبر من ثلاثاء الجمهوريين الكبير. فقد حقق ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوستس السابق انتصارا بفارق ضئيل في الانتخابات الأولية للحزب الجمهوري في6 ولايات هي إيداهو, وماساتشوستس, وفيرجينيا, وفيرمونت, وألاسكا واختتم انتصاراته بولاية أوهايو وهي درة التاج في سباقات الثلاثاء الكبير لكنه لم يتمكن من الفوز علي منافسه ريك سانتورم عضو سابق في مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا بالضربة القاضية, حيث تمكن المنافس العنيد من حصد أصوات الناخبين في ثلاث ولايات هي ولاية تنيسي وولاية أكولاهوما, ونورث داكوتا, وكاد أن يفوز بولاية أوهايو, حيث أظهرت الاستطلاعات الاوليه تفوقه علي رومني قبل أن تظهر النتائج بعد فرز96% من الأصوات تفوق حاكم ولاية ماساتشوستس السابق علي سانتورم ب12 الف صوت فقط. ويعكس الفارق الضئيل في الأصوات بين رومني وسانتورم في اوهايو التي تعد إحدي ولايات الحسم الرئيسية في المارثون, فشل رومني في الاتصال مع قاعدة الجمهوريين من المحافظين, كما أن فوز سانتورم في تنيسي وأكولاهوما ونورث داكوتا يثبت انه المرشح الافضل لتمثيل الفلسفة المحافظة للحزب. وبانتصار رومني الهزيل تمكن المرشح الأوفر حظا للفوز بالسباق الجمهوري من جمع أصوات1144 مندوبا ضرورية ليفوز بترشيح الحزب لكن الاداء القوي لسانتورم أبرز عدم قدرة رومني علي كسب تأييد قطاعات كبيرة من قاعدة الحزب التي تنظر بتشكك الي ماضيه كحاكم معتدل لماساتشوستس. ولم يكن سانتورم منافسا عنيدا لرومني فحسب بل وللمخضرم نيوت جينجريتش رئيس مجلس النواب الامريكي السابق أيضا, فعلي الرغم من فوز جينجريتش في ولاية جورجيا التي تشكل موطن المرشح المخضرم, فإن سانتورم تمكن من تشكيل خطورة لجينجريتش, حيث جاء في المركز الثاني في انتخابات الولاية بحصوله علي نحو28% من الأصوات فيما حصل جينجريتش علي47%. أما المنتصر رومني فقد أعلن أنه مستعد لتولي زمام قيادة الحزب الجمهوري وأن يقوده إلي الفوز علي أوباما, فقال لأنصاره في بوسطن: أنا علي استعداد لقيادة حزبنا وقيادة أمتنا إلي الازدهار, مضيفا أنه واثق من الحصول علي المزيد من النجاحات. في الوقت نفسه, واصل المخضرم جينجريتش- رغم فشله في الحصول علي أكثر من ولاية واحدة فقط في الثلاثاء الكبير- إصراره علي اعتبار نفسه المرشح الأقوي حيث قال بعد فوزه في مسقط رأسه جورجيا إن استراتيجيته البطيئة ولكن الثابتة ستؤمن له ترشيح الحزب لمنافسة أوباما في الانتخابات الرئاسية, وأضاف: هناك الكثير من الأرانب تخوض السباق وأنا السلحفاة, في إشارة إلي المثل الذي فازت فيه سلحفاة علي أرنب سريع في سباق, وأشار إلي الكثير من المنافسين الذين سطع نجمهم سريعا ثم فشلوا بعد ذلك في السباق, معتبرا أن فوزه في جورجيا أعاد تنشيط حملته. وقد حصل جينجريتش علي دفعه قوية من سارة بالين المرشحة الجمهورية السابقة لمنصب نائب الرئيس علي بطاقة المرشح الجمهوري السابق للرئاسة جون ماكين الذي خسر السباق عام2008 لصالح أوباما. فقد أعلنت الجميلة- كما يصفها الجمهوريون- بالين التي تعد أحد الرموز البارزة لتيار حفلة الشاي اليميني المتطرف أنها صوتت لمصلحة جينجريتش أمس الأول وأنها تري فيها الشخص الأقوي لمواجهة أوباما, فيما وصفت رومني بأنه لا يتمتع بالقوة الكافية لإثارة حماسة الناخبين الجمهوريين.