رسالة ألمانيا - صلاح السعدنى: تؤكد كل المؤشرات والدراسات الاقتصادية أن الصناعة هى بمثابة العمود الفقرى فى أى تنمية اقتصادية، وقد أجمع صناع مصر سواء فى قطاع المفروشات المشاركين فى أضخم معرض عالمى وهو معرض هايم تكستايل والذى أقيم بمدينة، فرانكفورت الألمانية وانتهت فعالياته من ساعات قليلة، أو المشاركين فى معرض دومتكس هانوفر للسجاد وإن كانت تتمثل المشاركة المصرية والتى نستطيع وصفها ب«المبهرة» فى مجموعة النساجون الشرقيون.. أجمع الصناع على أنه لا تنمية اقتصادية بدون صناعة قوية وهى حقيقة بديهية تشبه بديهيات علم المنطق. الأراضى.. ودلع العمال جاءت مشاركة 40 شركة مصريه تعمل فى قطاع إيجابية بكل المقاييس وحققت نتائج مبهرة ويكفى أن نقول إن هذه الشركات ورؤساء مجالس إداراتها وعلى رأسهم الدكتور أحمد مصطفى رئيس الشركة القابضة للغزل والنسيج حرصوا على التواجد للمشاركة بالمعرض مواجهين ماردًا آسيويًا ينطلق فى صناعته بكل ما أوتى من قوه.. والشىء اللافت للنظر أن غالبية رجال الأعمال من رجالات الصناعة حرصوا على اصطحاب أولادهم وإعطائهم دروسًا عملية فى الحياة والصناعة وما معنى أن تعمل وتحصد نجاحك.. الأمر الآخر أن كل المشاركين من صناع مصر «40 شركة» فى أكبر تجمع لصناع المفروشات والوبريات من كل أنحاء العالم قد ظهروا بشكل مبهر يدعو بالفخر بصناعة واحدة فى مصر وهى المفروشات والتى تلعب دورًا كبيرًا فى السياحة والفندقة بصورة خاصة والاقتصاد بصورة عامة والفضل يرجع لظهور الشركات المصرية بهذا الشكل اللافت للنظر إلى الجهود الكبيرة التى يبذلها المجلس التصديرى للمفروشات برئاسة المهندس سعيد أحمد والذى يعد بحق ظاهرة صناعية تفخر بها مصر فى هذا القطاع ويكفى أن نقول إنه أصبح واحدًا من أهم الموردين لقصور بكينجهام الملكية بالعاصمة اللندنية. استمعت إلى عدد كبير من صناع مصر العاملين فى قطاع المفروشات وكان عدد الشركات المشارك بالمعرض قد وصل ولأول مرة إلى نحو 40 شركة مقارنة بأعداد العام الماضى والتى لم تتعد 33 شركة. جاءت آراء غالبية رؤساء مجالس إدارات الشركات على النحو التالى وهى فى مجملها تصب فى صالح الصناعة والاقتصاد. يؤكد الدكتور أحمد مصطفى رئيس القابضة للغزل والنسيج أن هناك خططًا بديلة تم طرحها على الدولة لإنعاش صناعة الغزل والنسيج من جديد تتمثل فى تغيير أسلوب جنى القطن من اليدوى إلى الآلى بما يخفض من تكلفة سعر بيع القنطار بنسبه 25٪ الأمر الذى يزيد من تنافسية القطن المصرى وفى نفس السياق طالب بانتقاء بذور مستنبطة حديثًا لمضاعفة الإنتاجية ودعا إلى صدور قرار سيادى بتخصيص قطعتى أرض على مساحة 300 ألف متر لإقامة مصانع للغزل تكون مجهزة بأحدث الأساليب الإنتاجية الحديثة بما يمكن مصر من المنافسة فى السوق العالمى. أما المهندس سعيد أحمد رئيس المجلس التصديرى للمفروشات المنزلية فقد طالب الحكومة بتخصيص 40 مصنعًا جديدًا للقطاع الخاص بشكل فورى، مشيرًا إلى أن لديه قائمة بأسماء 40 مستثمرًا يعلنون عن استعدادهم الفورى لضخ استثمارات جديدة فى القطاع شريطة توفير الأراضى الصناعية المرفقة. وقال إن الاستثمارات الجديدة ستوفر نحو 100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وقال إن الزيادات التى طرأت على أسعار الطاقة رفعت من التكلفة الأمر الذى يتطلب توفير الأراضى الصناعية بأسعار غير مبالغ فيها، فضلاً عن رفع رقم قيمة المساندة التصديرية والذى لم يزيد عن 2.6 مليار جنيه بما يعادل 150 مليون دولار، مشيرًا إلى أن المردود على هذا المبلغ الضئيل بلغ 22 مليار دولار، وهو ما يعنى جدواه ضاربًا مثالاً على الصين التى رفعت نسبة المساندة التصديرية إلى 16٪ وكذلك بنجلاديش التى قفزت صادراتها بعد زيادة الدعم إلى 35 ملياراً. قال المهندس حمدى الطباخ نائب رئيس المجلس للتصديرى إن المرحلة الحالية تتطلب تنسيقًا كاملاً بين وزارات المالية والزراعة والصناعة لتنفيذ خطة إعادة هيكلة صناعة الغزل والنسيج من خلال توفير القروض بأسعار فائدة مميزة تتراوح ما بين 10-12٪ بدلاً من الفوائد الحالية التى يزيد فيها سعر الفائدة على 22٪ وأشار الطباخ إلى أن صناعة الغزل والنسيج من ضمن الصناعات كثيفة العمالة وهى من الصناعات التى تعد قاطرة فى الصناعة ويمكنها المساهمة بقوة فى مضاعفة الرقم التصديرى المصرى بشرط حل مشاكل القطاع ووضعها على الخريطة العالمية للتصدير بصورة أكبر، ومن جانبه قال وليد الكيلانى وكيل المجلس التصديرى للمفروشات إن تأخير صرف رد الأعباء لأكثر من عام ونصف أدى إلى حدوث مشاكل فى المصانع الأمر الذى يتطلب تدخل الحكومة وسرعة إعادة جدولة المستحقات المتأخرة لتستطيع المصانع زيادة خطوط الإنتاج والدخول فى منافسة قوية. وطالب الكفراوى بالاهتمام بالتعليم الفنى والتدريب لتوفير عمالة فنية تستطيع التعامل مع الميكنة الحديثة لأن مصانع الغزل بصفة عامة ومصانع الغزل والنسيج بصفة خاصة تعانى من نقص العمالة المدربة وقال إن ثلث حصيلة صادرات قطاع المفروشات تضيع على استيراد غزول مستوردة، وقال د. ماجد مرزوق أحد كبار مصنعى المنسوجات إن ارتفاع تكلفة القطن أدت إلى استيراد الأقطان وهو ما أدى إلى أن 90٪ من المفروشات فى مصر بغزول مستوردة وقال إن المشكلة رغم التعويم تتمثل فى ارتفاع أسعار الخامات وأشار إلى أن وزارة الزراعة مطالبة الآن بالسماح باستخدام بذور وأصناف جديدة للزراعة فى مصر لزيادة إنتاجية الفدان وطالب الحكومة بتوفير مساحات أراضى فى الظهير الغربى بين بنى سويف وأسيوط بمساحات تتراوح ما بين 100 و150 ألف فدان لزراعة القطن قصر التيلة على أن يتم رى بالمياه المعالجة ثلاثياً، مؤكدًا أن توفير هذه الأراضى سيساعد على خفض التكلفة وزيادة المنافسة، خاصة أن الدولة وعدت من قبل بتوفير هذه المساحات فى المشروع مليون ونصف فدان حيث تزيد إنتاجية الفدان على 16 قنطاراً. النساجون.. مصرية بنكهة عالمية تلخص مشاركة مجموعة النساجون المشاركة فى واحد من أهم معارض العالم للسجاد وهو معرض دومتكس هانوفر أهم دروس النجاح فى أى شركة أو مصنع أو ورشة صغيرة بمنطقة نائية أو أى مؤسسة كبرت أم صغرت وهذه الدروس جميعها يمكن اختزالها فى كلمة واحدة وهى الإدارة ولو شاهد أى رجل صناعة أو أعمال فى مصر رجل الصناعة محمد فريد خميس وهو يتعامل مع موظفيه فى المعرض وعددهم يصل لأكثر من 170 موظفًا يصطحبهم معه فى ألمانيا بدء من عامل البوفيه وانتهاء بمدراء مصانعه فى القاهرة أو بكين أو جورجياالأمريكية أو غيرها سيدرك أن الصناعة الناجحة لن تنجح وتزدهر إلا بالإدارة الناجحة. لم يفت على رئيس مجموعة النساجون أن يؤكد للوفد الصحفى المصرى الذى يقوم بتغطية أحداث معرض دومتكس للسجاد أن مستقبل الاقتصاد المصرى مبشر بالخير ولكن على الجميع ألا يستعجل النتائج، مؤكدًا أن رجال الصناعة حريصون على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتباره رمزًا للدولة المصرية التى تخطو بخطى ثابتة نحو النمو والازدهار.. وطالب رئيس مجموعة النساجون بأن يعمل الوزراء بإخلاص وينفذوا تعليمات الرئيس بكل دقة لأنه لاحظ أن الرئيس يقول شيئًا وبعض الوزراء يفعلون شيئًا آخر!