طالما قلت طوابير "يبقى انت أكيد في مصر"، لكن هذه المرة "طابور للرئاسة" فمنذ بداية فتح باب الترشح لرئاسة الجمهورية وانهال المرشحون تباعاً في طوابير ، كان قد اعتاد عليها – لدرجة الإدمان - المواطن المصري البسيط الذي في أمسّ الحاجة لرئيس جمهورية يوفر له متطلباته، لذلك قرر هو بنفسه أن يكون رئيساً. سعدنا جميعاً عند رؤية طوابير التصويت على مجلس الشعب والتي تنبأ الشعب المصري بأن تكون بديلة لطوابير الخبز والبوتاجاز، ولكن ما شعورك عند رؤية طابور لمرشحي الرئاسة في مشهد فريد من نوعه ؟. مازلت مذهولاً من مشهد طابور مرشحي الرئاسة، هل هي فوبيا أم صورة من الحرية والديمقراطية، والتي حرمنا منها الرئيس المخلوع ؟. ولم تغب خفة دم الشعب المصري حين قال على "فيس بوك": "كل دول مرشحين للرئاسة، أومال مين اللي هيتسرق ؟!!" . والغريب في الأمر، ظهر علينا أشخاص لا يمتون للسياسة بصِلة "المعماري والكهربائي .. الخ"، رغم علمهم بأنهم لن يفوزوا في السباق، ولكن قد يكتفي بأنه "مرشح رئاسي"، أو أنه رأى الشجاعة في هذه الخطوة، وغير ذلك شخص يرتدي "شبشب" عند سحب أوراقه وانهالت عليه كاميرات التليفزيون والذي يجعل العالم يقول "المصريين أهم"، وآخر يركب الموتوسيكل. حلم راود الكثير من الشعب "الغلبان" الذي ذاق مرار السنين، في فترة عصيبة ما كنا نتخيل أن نعيشها - أن يدخل المواطن في سباق للرئاسة -، وأن يكون له الحق في أن يكون في هذا المكان المليء بالمسئوليات التي لا يتحملها إنسان عادي. هل هؤلاء الأشخاص يعرفون ما هي مهام رئيس الجمهورية ؟ هل تنحصر في تظبيط الشعب؟ أم تناسوا العلاقات الخارجية وممارسة الديمقراطية وتشكيل حكومات وتوفير فرص عمل ومعيشة كريمة وتطوير العشوائيات وأمن وكرامة، في ظل اقتصاد متدهور؟ . ------- بقلم – أحمد عبدالرحمن :