ما تفعله قطر حالياً فاق الحدود والتصورات، وقد بلغت القلوب الحناجر من هذه الأفعال الحمقاء التي يقوم بها النظام الحاكم في الدوحة، والأمر بات يحتاج إلى حسم شديد تجاه هذه الدولة المنسوبة بالخطأ إلى الأمة العربية.. ورغم الحصار العربي المفروض على الدوحة إلا أنها لم ترتدع أبداً أو تتراجع عن مواقفها الداعمة للإرهاب. ومؤخراً قامت قطر بتحركات واسعة لدعم الجماعات الإرهابية في إفريقيا وإثارة المشاكل بدولها، وهذا ما دفع العديد من الدول الإفريقية لاتخاذ مواقف دبلوماسية ضدها ومنها إريتريا وجيبوتي والصومال وموريتانيا وموريشيوس وجزر القمر والنيجر وتشاد والجابون والسنغال.. وانهالت مؤخراً أموال قطر على الرئيس الصومالي السابق، حسن شيخ محمود، وحركته «الدم الجديد» التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، بالإضافة إلى قيام المؤسسات القطرية «راف» والهلال الأحمر و«قطر الخيرية»، بتمويل حركة المجاهدين الإرهابية، وقامت قناة «الجزيرة» بنشر معلومات مغلوطة في القارة الإفريقية من خلال مكاتبها الموجودة هناك، والتي يديرها أعضاء بجماعة الإخوان، وتقوم الدوحة بتمويل حركات إرهابية متشددة في أرض الصومال.. وكذلك تقوم قطر بدعم قوى المعارضة التشادية وتسهيل تواصلها مع الميليشيات الإرهابية في ليبيا بهدف إسقاط النظام التشادي، وقد تعددت مؤخراً العمليات العدائية ضد القوات التشادية بمناطق الحدود المشتركة مع ليبيا، وحصل محمد مهدي التشادي على دعم مسلح لفصيله عن طريق الأراضي الليبية وبتمويل قطري. ولم تكتف قطر بهذا كله بل قدمت دعماً مالياً ولوجستياً للمتطرفين بمنطقة الساحل الصحراوي.. وأرسلت السفارة القطرية بالعاصمة المالية «باماكو» من خلال الهلال الأحمر في مالي مواد بترولية وتموينية للحركات المتطرفة المنتشرة في شمال البلاد.. كما دعمت حركة الجهاد بغرب إفريقيا التابعة لتنظيم «القاعدة»، وزار الإرهابي آياد غالي، زعيم جبهة «النصرة»، التي تنشط بالساحل الصحراوي الدوحة في أغسطس الماضي، كما تم دعم حركات الإرهابيين في إريتريا وهي الجهاد والحزب الإريتري وجبهة التحرير وجبهة الإنقاذ، بهدف إثارة المشاكل في أسمرة وإسقاط نظام الرئيس «أفورقي». واستهدفت قطر تصعيد النزاع بين إريتريا وجيبوتي من خلال سحبها المفاجيء لقواتها في حفظ السلام المنتشر في المنطقة المتنازع عليها بين البلدين بعد دعم الدولتين لدول المقاطعة العربية لقطر، وتقوم قطر حاليًا بدعم الفصائل الإرهابية لإسقاط الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبدالعزيز، مع الاعتماد على عملائها من الإرهابيين مثل محمد المختار الذي يتولى الحملة الإعلامية القطرية التي تنشر الفكر الإرهابي، ومن المصائب التي تقوم بها قطر أيضاً ربط التنظيمات الإرهابية المنتشرة في وسط إفريقيا وتوحيد جهودها لإشاعة الفوضى، وإضعاف السلطة المركزية بهدف إسقاط الأنظمة المعتدلة وتمكين المتطرفين من الحكم، ويتم تدعيم حركة «بوكو حرام» في نيجيريا والدول المجاورة. هذا جانب من أفعال قطر في إفريقيا وما خفي كان أعظم.. وهل بعد كل هذا يؤمَن الجانب القطري؟!.. هل يعقل أن تكون دولة عربية بهذا الشكل غير الطبيعي، وماذا ستجني قطر من كل هذه التصرفات البشعة؟!.. إذا كان الله سبحانه وتعالى قد وهب الدوحة كل هذه الأموال، فهل من المنطقي والمعقول والمقبول أن يتم صرفها على أنشطة إرهابية، تكون نتائجها بالدرجة الأولى ضد أمة العرب؟! وعندما قامت دول المقاطعة العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين بمواقفها الأكثر من رائعة، لم ترتدع قطر حتى الآن ولم تتراجع عن مواقفها الشيطانية.. فماذا إذن سيحدث بعد ذلك، الموقف يحتاج إلى قرارات أكثر ردعاً وفي أسرع وقت، لأن ما تفعله قطر لا يختلف كثيراً عما تفعله إسرائيل!