تعالت في الآونة الأخيرة بعض الأصوات, ممن يعلمون وممن لا يعلمون, معارضة للمشروع النووي بالضبعة , وخاصة مع اقتراب اتخاذ القرار بتنفيذ مشروع المحطة النووية الأولي في موقع الضبعة. ومنها ما نشر في جريدة الشروق في عددها الصادر يوم 25 فبراير 2012, علي لسان أديب معروف. فهذا عالم جيولوجي وذلك مسئول أمان نووي في مصر وهذا كاتب قصة وأديب وذاك خبير تفتيش نووي وهذه طبيبة وناشطة بيئية وجميعهم كمن يصر, بعلم وبدون علم, علي تقطيع ثياب مصر ليعريها من عوامل قوتها ويحرمها من حقوقها في التقدم وفي أخذ مكانتها بين الأمم... لقد زرت بقاع الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها فلم أجد بلدا واحدا يتقرر فيه إستراتيجية استخدام الطاقة النووية في توليد الكهرباء كبديل وحيد ، مدعوما بالطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة الجوفية, ويظل مكانه, بل يتقهقر, لأكثر من خمسين عاما ولا تقام فيه محطة نووية واحدة . كما لم أجد في أي بلد من بلاد العالم بلدا يتم فيه دراسة موقع علي مدي ثلاثين عاما لإنشاء المحطة النووية ثم يأتي من يقول أنه لا يصلح وكأنة هو العالم الوحيد العليم ببواطن الأمور. فإلي هؤلاء أقول... أيها الأخ والعالم الجيولوجي أقدر علمك وأقدر عطاءك العلمي وأيضا الديني وأحترمك كمصري ذو تاريخ أحسبه عند الله مشرفا... أقول لك هل تعلم, وإن لم تكن تعلم تستطيع أن تعلم, أن دراسات المواقع ومنها موقع الضبعة قامت به هيئة سوفرا توم الفرنسية علي مدي ست سنوات حيث كان مقررا أن تكون أول محطة نووية في مصر من صنع فرنسا، وشاركها في ذلك خبراء جيولوجيون من هيئة المحطات النووية و من هيئة المساحة الجيولوجية ومن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ومعهد الهيدروليكا بوزارة الري ومعهد بحوث الصحراء ومعهد بحوث المياه الجوفية وهيئة الطاقة الذرية وهيئة المواد النووية والجامعات المصرية. وانتهت جميعها إلي أن موقع الضبعة هو الأنسب لإقامة المحطة النووية الأولي في مصر. وأكد ذلك خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبيت الخبرة الأسترالي وورلي بارسونز وكذلك لجنة مشكلة من كبار علماء مصر في جميع المجالات المتعلقة بدراسات المواقع, أذكر منهم الدكتور / رشاد القبيصي المدير السابق للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية والدكتور / حمدي سيف النصر الرئيس الأسبق لهيئة المواد النووية. لذا أكرر دعوة رئيس هيئة المحطات النووية لك أيها العالم وإلي الفريق الذي يعمل معك ولأي خبير جيولوجي في مصر كما أدعو أعضاء لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب علي وجه الخصوص وأعضاء مجلس الشعب علي وجه العموم المهتمين بدراسات المواقع... أدعوهم جميعا إلي زيارة هيئة المحطات النووية والإجتماع بالخبراء الجيولوجيون بها والإطلاع علي جميع مستندات وخرائط ودراسات موقع الضبعة ودراستها وفحصها, والتي تقع في أكثر من 33 مجلدا بخلاف الخرائط والرسومات. ولهم الحرية في اختيار الوقت المناسب لهم والمدة التي يريدونها لإنجاز عملهم... ثم يصرحون بعد ذلك بما تمليه عليه ضمائرهم, فالكلمة أمانة ونشر معلومات مغلوطة أمر لا يقره شرع ولا دين ولا علم سواء بوسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة وعبر الندوات واللقاءات. أحضروا جميعا وادرسوا ما تم إنجازه, والذي يثبت أن موقع الضبعة هو أنسب المواقع علي الإطلاق, ثم بعد ذلك قولوا ما شئتم . والي مسئول الأمان النووي الذي وصم كل الرؤساء السابقين لهيئة المحطات النووية, كما نشر عنه , بالفوضي وعدم التخصص كماصرح بعدم ترخيص هيئة الأمان لموقع الضبعة, أقول له أيضا اتق الله فيما قلت وما نسب إليك وأقول لك إرجع إلي رئيس هيئة الأمان النووي واعلم منه كيف ومتي صدر القرار منه بصلاحية موقع الضبعة مع تقديم تقرير البيئة بعد التعاقد علي المشروع مع المورد ومعرفة تفاصيل التصميم.أناشدك بحكم ما بيننا من صداقة طويلة, لأكثر من خمسين عاما, وأناشدك بما عهدته فيك من حب لله وفي الله وفي حب الوطن أن تصحح ما نشر خطئا عنك وكأنك تعطي بذلك سلاحا لمن لا يعلم ليقتل به من يعلم أما كاتب القصة والأديب, الذي طالما قرأت له وأعجبت بعطائه الأدبي وحسه القصصي, فأقول له لم أكن أتوقع إطلاقا أن تستخدم قلمك لتهاجم به علماءا لهم قدرهم العلمي في الداخل والخارج ولهم اسمهم المعروف عالميا وتصفهم بالمتقاعدين وأصحاب المصالح والسبوبه بل وتعتذر لحيوان الضبع لأنة ينظف بيئته بينما الغطرسة البشرية النووية تصر علي تلويثها وكأن العلماء النوويين لم يصلوا بعد لمستوي حيوان الضبع . أقول لك يا أخي لماذا هذا التهكم وهذا التجريح في مقالك؟ أدعوك ومعك كل من يؤيدونك إلي لقاء سواء من خلال جريدة الشروق, التي نشرت بها مقالك يوم الخميس 23 فبراير2012, أو إلي لقاء عبر أي وسيلة من وسائل الإعلام المقروءة أوالمسموعة أو المرئية أو عبر ندوة مفتوحة بأي مركز ثقافي أو جامعة أو ساقية الصاوي. أدعوك إلي الحوار حول كل ما جاء في مقالك من معلومات, أحسبها مغلوطة ويضيق المقام هنا لمناقشتها وإثبات خطئها وعدم صحتها ولا أعلم من أين استقتها ومن أمدك بها, وبعد الحوار تستطيع أن تحكم ضميرك وتكتب ما شئت سلبا أو إيجابا. وأما خبير التفتيش النووي فيصرح بأن موقع الضبعة أكبر بكثير من حاجة المحطات النووية وأنه يمكن اختزال المساحة المخصصة, مستشهدا بمواقع محطات نووية بالخارج لاتنطبق ظروفها علينا, ويعرض خريطة أمام لجنة الصناعة والطاقة بها أربع محطات نووية وملحق بكل منها برج تبريد ويوصي بتقليص المساحة، وهو قد لا يعلم أن موقع الضبعة يصلح ليس فقط لأربع وحدات نووية ولكن يمكن زيادتها إلي أكثر من ذلك أسوة بالكثير من دول العالم. كما لا يعلم سيادته أنه من غير المخطط استخدام أبراج تبريد في الوحدات النووية بموقع الضبعة لعدة أسباب أهمها التكاليف الباهظة لإنشائها وصيانتها وأنها تقلل من كفاءة تشغيل المحطة النووية بالإضافة إلي احتمالية تعرض أبراج التبريد لأي عمل تخريبي يمنع تشغيلها وتكون نتيجته الحتمية إيقاف الوحدات النووية عن العمل. ونتيجة لعدم استخدام أبراج التبريد فإنة يلزم تباعد المسافات بين مداخل ومخارج تبريد الوحدات النووية حفاظا علي عدم تجاوز ارتفاع درجات الحرارة في محيط المداخل والمخارج عن الحد الأقصى لارتفاع الحرارة المسموح به وهذا يستلزم تباعد المسافات بين الوحدات النووية. لذا أكرر توصيتي بالبدء في تنفيذ المشروع النووي المصري علي كامل المساحة المخصصة بموقع الضبعة للمشروع النووي المصري وحتي يتسني في الوقت المناسب تنفيذ المشروعات النووية الأخري المساعدة للمحطات النووية. وإما الطبيبة والناشطة البيئية فأحسبها عند الله ذات دين وخلق وأقول لها اتق الله فيما تقولين فربما كلمة منك توردك في الآخرة موارد التهلكة وربما كلمة صدق منك توردك الجنة ورضا الله عنك. ولقد سبق لك كتابة الكثير ضد الطاقة النووية وجميعها سبق لي الرد عليها سواء عبر الصحف أو الندوات أو مباشرة بالحديث معك وإنني أتساءل هل نشاطك البيئي اقتصر علي الطاقة النووية وبما تسوقينه من معلومات مغلوطة ضده وتخوفات غير منطقية. وأعجب هل أنت عضو حزب الخضر المصري الوحيد أم أنت عضو الحزب الوحيد المعارض للطاقة النووية. اعلموا أننا جميعا زائلون وإلي ربنا منقلبون وهناك سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون وأذكركم بقصة موسي عليه السلام والذي كرمه الله بقوله سبحانه "واصطنعتك لنفسي" فظن موسي أنه أعلم من في الأرض فساقه الله إلي ولي من أوليائه ليست لديه شهرة موسي عليه السلام فعلم موسي أن ما لديه من علم لا يساوي ذرة من علم هذا الولي ... فلكم جميعا أقول اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ولايجرمنكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي. وإلي مقال آخر بمشيئة الله أفند فيه ماسبق نشره من معلومات نووية مغلوطة ---------- خبير الشئون النووية و الطاقة كبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا)